خطوة إيرانية إضافية باتجاه السلاح النووي
«الحرس الثوري» يشيد باستتباب الأمن رغم الخروقات المتواصلة
أعرب المجتمع الدولي، بما في ذلك روسيا، عن القلق من خطط إيران لإنتاج معدن اليورانيوم الذي يمكن استخدامه في تطوير أسلحة نووية في خطوة من شأنها تعقيد مفاوضات فيينا لإعادة إحياء اتفاق 2015.وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، إن الخطوة الإيرانية تعقد عملية التفاوض وتثير قلق بلاده، داعياً إيران إلى الالتزام باتفاقية الضمانات الشاملة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.وأمس الأول، قالت بريطانيا وفرنسا وألمانيا، في بيان مشترك إنها تشعر «بقلق بالغ» تجاه قرار إيران بإبلاغ وكالة الطاقة الذرية بأنها ستتخذ خطوات لإنتاج معدن اليورانيوم المخصب حتى 20 في المئة.
وأشار البيان إلى أنه «ليس لإيران حاجة مدنية يعتدّ بها لإنتاج معدن اليورانيوم، وهي خطوة رئيسية على طريق تطوير سلاح نووي»، وحث طهران على أن «توقف دون بطء جميع الأنشطة التي تنتهك الاتفاق النووي وأن تعود إلى طاولة المفاوضات في فيينا برؤية تفضي بها إلى نهاية سريعة». بدورها، حذرت الولايات المتحدة إيران من إنتاج اليورانيوم، ودعت إلى ضرورة التوقف عن اتباع سياسة حافة الهاوية. ووصفت القرار الإيراني بأنه «خطوة مؤسفة إلى الوراء»، مشددةً في الوقت نفسه على أن نافذة الدبلوماسية لا تزال مفتوحة أمام الجانبين. وطهران التي تنصلت تدريجاً من التزاماتها منذ انسحاب الولايات المتحدة من هذا الاتفاق في 2018، بدأت في فبراير إنتاج معدن اليورانيوم لأغراض بحثية، وهو موضوع حساس لأن هذه المادة يمكن استخدامها في تصنيع أسلحة نووية. وأنتجت إيران بالفعل كمية صغيرة غير مخصبة من معدن اليورانيوم هذا العام. وكان ذلك انتهاكاً للاتفاق النووي، الذي يحظر جميع الأنشطة المتعلقة بمعدن اليورانيوم لإمكان استخدامه في إنتاج المادة لرئيسية لصنع قنبلة نووية.وتريد الآن الانتقال إلى درجة أعلى من التخصيب، وهي «عملية على عدة مراحل» ستتم في مصنعها في أصفهان (وسط)، بحسب بيان للوكالة. والهدف المعلن هو «تصنيع الوقود» لتزويد مفاعل الأبحاث في طهران.في سياق آخر، أكد قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، أن «استراتيجية إيران دفاعية ولن تكون أبدًا البادئة في أي حرب، لكنها ستكون قادرة على الدفاع جيداً في حال هاجمها العدو».وخلال إشرافه على تسليم مجموعة جديدة بينها طائرات مسيرة من الأسلحة إلى القوات البرية في الحرس الثوري، قال سلامي، إن «إيران تنعم بالهدوء والاستقرار الأمني وحدودنا محمية رغم أسلحة العدو المنتشرة في دول الجوار». يتناقض حديث سلامي مع وجود اختراقات أمنية كبير وعلى مستويات عالية في إيران باعتراف مسؤولين إيرانيين. ونسب في الأشهر الاخيرة أكثر من 50 هجوماً في قلب إيران وفي مواقع حساسة كالمنشآت النووية ومصانع التسليح وغيرها إلى إسرائيل وجهاز استخباراتها الخارجي «الموساد».