أبقى هاري كين على حلم إنكلترا بلقب أول على الإطلاق منذ مونديال 1966، بقيادتها لنهائي كأس أوروبا للمرة الاولى في تاريخها على حساب الدنمارك بتسجيله هدف الفوز 2-1 بعد التمديد أمس الأول، على ملعب "ويمبلي" في لندن.وتقدمت الدنمارك عبر ميكيل دامشغارد (30) قبل أن تعادل إنكلترا بهدية من القائد سايمون كاير الذي حول الكرة بالخطأ في شباك بلاده (39). وبعد بقاء النتيجة على حالها في الوقت الأصلي، حسم كين التأهل التاريخي لبلاده، بعدما تابع الكرة في الشباك إثر تصدي الحارس كاسبر شمايكل لركلة جزاء انبرى لها بنفسه في الدقيقة 104.
وبعد انتظار طويل وتحديداً منذ 1966 حين توجت على أرضها بلقبها المونديالي الأول على حساب ألمانيا الغربية، باتت إنكلترا الآن على بعد فوز واحد من تحقيق الحلم والفوز باللقب القاري الأول من أول مشاركة لها في النهائي بعد وضعها حداً لمغامرة الدنمارك التي كانت تمني النفس بتكرار إنجاز 1992 حين توجت بطلة.لكن سيكون بانتظار "الأسود الثلاثة" اختبار صعب الأحد في معقلهم "ويمبلي" أيضاً حين يواجهون إيطاليا المتجددة بقيادة مدربها روبرتو مانشيني.وخاضت إنكلترا حتى الآن بطولة مثالية، ففازت خمس مرات، وتعادلت مرة دون أن تهتز شباك الحارس جوردان بيكفورد سوى مرة واحدة الأربعاء ضد الدنمارك، لتصبح أول منتخب يحافظ على نظافة شباكه في أول خمس مباريات من البطولة القارية.
ضغط إنكليزي
وبدأ الإنكليز اللقاء بضغط كبير وسط مؤازرة هائلة من مشجعيهم في معقلهم "ويمبلي" لكن من دون فرص حقيقية على مرمى شمايكل، في وقت اعتمد الدنماركيون على الهجمات المرتدة التي كادت تثمر عن هدف لبيار إميل هويبييرغ بتسديدة من مشارف المنطقة، لكن الحارس جوردان بيكفورد كان يقظاً قبل أن يرتكب بعد ثوانٍ خطأ كاد يكون مكلفاً، إلا أن مارتن برايثوايت سدد الكرة بجانب القائم الأيمن (15).وبعد فورة الدقائق الأولى، بدأ لاعبو الدنمارك الخروج من منطقتهم ونجحوا في مفاجأة "الأسود الثلاثة" بهدف رائع في الدقيقة 30 من ركلة حرة نفذها ميكيل دامشغارد من قرابة 25 متراً في سقف المرمى، ليكون بذلك أول لاعب يهز الشباك الإنكليزية في هذه البطولة.وحاول رجال ساوثغيت العودة الى اللقاء، وكانوا قريبين من التعادل، لكن شمايكل تألق في وجه رحيم سترلينغ (38) قبل الانحناء بعد ثوان بهدف من النيران الصديقة سجله القائد سايمون كاير حين حاول اعتراض كرة عرضية من ساكا قبل وصولها الى سترلينغ (39).ودخل الفريقان استراحة الشوطين وهما على المسافة ذاتها، ثم كاد الإنكليز يتقدمون في مستهل الثاني لولا تألق شمايكل في صد رأسية هاري ماغواير إثر ركلة حرة نفذها من الجهة اليمنى مايسون ماونت (55).وبعدما لجأ كاسبر هيولماند الى التبديلات بالجملة بإدخاله ثلاثة لاعبين دفعة واحدة، رد ساوثغيت بإدخال جاك غريليش بدلاً من ساكا (69) بحثاً عن هدف التقدم الذي كاد يتحقق إثر عرضية خادعة من ماونت، لكن شمايكل أبعدها من تحت العارضة (72).ومع الدخول في الدقائق العشر الأخيرة، بدأ سيناريو التمديد يلوح في الأفق، لاسيما في ظل عجز الفريقين عن خلق فرص حقيقية رغم الأفضلية الواضحة للإنكليز على صعيد الاستحواذ.شمايكل يتألق
وبالفعل وصل الوقت الأصلي الى نهايته من دون أي تغيير في النتيجة رغم المحاولات المتكررة لمنتخب "الأسود الثلاثة" الذي كان قريباً من فك الشيفرة الدفاعية الدنماركية لولا شمايكل الذي تعملق في صد تسديدة لكين (94) قبل أن يكرر الأمر في وجه محاولة لغريليش (98).وأثمر الضغط الإنكليزي في نهاية المطاف حين انتزع سترلينغ ركلة جزاء من يواكيم مايهلي تم تأكيدها بعد مراجعة حكم الفيديو المساعد "في أيه آر"، فانبرى لها كين ونفذها لكنه اصطدم بتألق شمايكل، إلا أن الكرة عادت إليه فتابعها في الشباك (104).ورفع مهاجم توتنهام رصيده الى أربعة أهداف سجلها في المباريات الثلاث الأخيرة، ليعادل بهدفه العاشر في بطولتي كأس العالم وكأس أوروبا رقم غاري لينكير كأفضل هداف إنكليزي في نهائيات البطولتين.ورغم المحاولات الدنماركية، عرف الإنكليز كيف يسيرون بالمباراة إلى بر الأمان في الدقائق المتبقية من الشوطين الإضافيين، وحجز بطاقة النهائي.دهشة واستغراب من قرار الحكم
أثارت ركلة الجزاء المحتسبة لإنكلترا أمام الدنمارك، أمس الأول، في نصف نهائي كأس الأمم الأوروبية (يورو 2020)، ضجة كبيرة واستغراب العديد من النقاد والنجوم السابقين.وكانت مباراة المنتخبين انتهى وقتها الأصلي بالتعادل (1-1)، ليحتكما إلى شوطين إضافيين، وشهدت الدقيقة 104 احتساب ركلة جزاء مثيرة للجدل، ولجأ حكم اللقاء إلى تقنية الفيديو، من أجل تأكيد صحة قراره، علما بأن اللقطات أظهرت وجود احتكاك خفيف بين سترلينغ ومدافعين اثنين دنماركيين قبل سقوطه أرضا، كما لوحظ وجود كرتين بأرض الملعب وفي نفس المنطقة التي تحرك خلالها سترلينغ قبل دخوله منطقة الجزاء ويحصل على ركلة الجزاء.ونفذ هاري كين الركلة، وتصدى لها كاسبر شمايكل حارس مرمى الدنمارك، قبل أن يتابعها المهاجم الإنكليزي، ليضعها في الشباك.وقال المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو إن الحكم لم يكن موفقا في احتسابها، وذكر في تصريحات لإذاعة توك سبورت: "لم تكن أبدا ركلة جزاء. من الصعب فهم قرار الحكم في مثل هذه الحالة الواضحة".من جانبه، اعترف نجم إنكلترا السابق غاري نيفيل، بأن الركلة تستحق الضجة المثارة حولها، وقال: "إذا أردنا أن نكون عادلين، فيجب أن تكون محطما لخسارة المباراة بركلة جزاء كهذه، لكن من الصعب على الحكام تغيير قراراتهم بعد احتسابها، رغم وجود تقنية الفيديو".من جهته، قال سترلينغ، الذي حصل على ركلة الجزاء بنفسه: "المدافع الدنماركي مد ساقه اليمنى، ولا يمكنني التعليق أكثر، لكن بما أن الحكم احتسب ركلة الجزاء وأحرزنا الهدف، فلا يوجد أمر آخر مهم".من جهته، كتب مايكل أوين، نجم منتخب إنكلترا السابق، على حسابه في "تويتر": "هيا بنا... لست متأكدا أنها ركلة جزاء، لكن من يهتم".برايثويت: نشعر بالإحباط
قال مهاجم منتخب الدنمارك، مارتين برايثويت، عقب الخسارة من إنكلترا بهدفين لواحد في نصف نهائي أمم أوروبا لكرة القدم، بعد اللجوء لشوطين إضافيين، إن منتخب "الديناميت الأحمر" كان يرغب في الوصول للنهائي، قبل أن تحرمه ركلة جزاء تم التشكيك في صحتها من حلمه.وصرح مهاجم برشلونة "هذه البطولة كانت مصدر حماس لكل عناصر الفريق. كنا نرغب في الوصول للنهائي".وأضاف "الآن فقط نشعر بالإحباط. الدعم كان لا يصدق، كان مصدر حماسة لكل الفريق. لاحظنا أن كل البلاد تقف خلفنا".وامتدح زميله كاسبر شمايكل، حارس الدنمارك الذي أكمل سبعة تصديات ضد إنكلترا. وقال "إنه لاعب مهم. قدم مباراة لا تصدق، لديه طاقة ضخمة قادرة على كل شيء، حتى أن باستطاعته الخروج من المرمى وتسجيل هدف. قدم عملا رائعا".وبخسارتها فشلت الدنمارك في معادلة إنجاز عام 1992 حين توجت بلقب أمم أوروبا للمرة الوحيدة في تاريخها.