منذ الجيل الذي توج بلقب الأمم الأوروبية "اليورو" في 2008 تحت قيادة المدرب الراحل لويس أراغونيس، لم يظهر منتخب إسبانيا على مدار تلك الفترة بهذه الصبغة القوية لمدرب، مثلما يحدث مع الجيل الحالي الذي يقوده لويس إنريكي مارتينيز من خارج الخطوط، مع مشروعه الذي أصبح أقوى بعد البطولة القارية رغم إحباط الخروج من نصف النهائي بركلات الترجيح على يد إيطاليا.

وكان نصف نهائي اليورو بمنزلة نهاية مشوار "الماتادور" في اليورو، لكن ليس نهاية طموح هذا الفريق الذي سيكون هدفه المقبل هو مونديال 2022 بقطر.

Ad

انتقادات الصحف

ورغم الانتقادات التي واجهها مدرب برشلونة الأسبق من الصحف الإسبانية بعد الإعلان عن قائمة البطولة، التي خلت من وجود أي من لاعبي ريال مدريد، إضافة إلى صدمة غياب القائد سرجيو بوسكيتس عن أول مباراتين في البطولة بسبب إصابته بفيروس كورونا المستجد، فإن إنريكي تمسك بأفكاره، واستطاع أن يجد الحلول والأفكار التي قادت الفريق إلى أبعد مدى ممكن في البطولة.

فالمجموعة الحالية يغلب عليها طابع الشباب أكثر منه الخبرة، والسبب هنا هو وجود سبعة لاعبين فقط كانوا في عداد المنتخب خلال السنوات الأخيرة في البطولات الكبرى وهم (دافيد دي خيا وسيزار أزبيليكويتا وجوردي ألبا وسرجيو بوسكيتس وكوكي ريسوركسيون وألبارو موراتا، وتياغو ألكانتارا)، بينما كان هناك 17 لاعباً يستعدون للظهور الأول.

لكن لم يكن هذا العامل هو ما يشغل إنريكي أثناء اختيار القائمة، فبيدري، على سبيل المثال، أصبح أصغر لاعب كرة قدم في إسبانيا يخوض أول مباراة له في بطولة الأمم الأوروبية.

ومع الاهتمام الكبير الذي كان يوليه إنريكي لكيفية الخروج بالكرة بشكل صحيح من الخلف، كان الثقة التامة في حارس أثلتيك بلباو، أوناي سيمون، لحماية عرين "لا روخا" في كل مباريات اليورو، لتأتي الاستجابة في مباراة سويسرا التي كان بطلها الأول عندما تصدى لركلتي ترجيح قاد بهما إسبانيا للمربع الذهبي.

صبر لويس إنريكي

نقطة أخرى تحسب لإنريكي كمدرب، وهي الصبر وانتظار قائد الفريق بوسكيتس مدركاً أهمية شخصية مثله، فازت بكل شيء، لمسيرة إسبانيا في البطولة، فضلاً عن ثقته أكثر من أي شخص في موراتا، رغم الإبقاء عليه لسبب تكتيكي على مقاعد البدلاء أمام إيطاليا، مع إقحام داني أولمو الدقيق بين الخطوط ليضغط على الخط الخلفي لـ"الآتزوري"، ونفس الأمر بالنسبة لكل من بابلو سارابيا وكوكي وأزبيليكويتا، إضافة إلى الرباعي الشاب فيران توريس وإيريك غارثيا وماركوس يورنتي، وأولمو.

ناهيك عن الظاهرة بيدري، الذي تحدث عنه إنريكي خلال المؤتمر الصحافي عقب مواجهة الطليان، مثنياً على دوره الكبير داخل الملعب رغم سنه الصغير (18 عاماً).

ومن ويمبلي إلى ويمبلي، منذ أول قائمة أعلن عنها في 2018 لمواجهة إنكلترا، حتى نصف نهائي اليورو أمام إيطاليا، كانت رحلة الإسبان مع إنريكي، والتي شارك خلالها 59 لاعباً بواقع 5 حراس مرمى و10 مدافعين و11 ظهيراً و11 لاعب وسط، و15 لاعباً في الجناحين والوسط الهجومي، و6 مهاجمين صرحاء.

ورغم إحباط الخروج من اليورو، فإن مشروع إنريكي يبقى قوياً ومفعماً بالحيوية، ليكون التفاؤل هو النغمة السائدة نحو الطريق لمونديال 2022 بقطر.