بدأت سلطات دبي، أمس، تحقيقاً في أسباب انفجار تسبّب في حريق على متن سفينة حاويات تحمل مواد قابلة للاشتعال، بأحد أكثر موانئ العالم ازدحاما، تردّد صداه في أرجاء المدينة الخليجية وأحدث أضراراً، لكنه لم يسفر عن إصابات أو وفيات.

وأصدرت سلطات ميناء جبل علي بيانا، أمس، أكدت فيه أنها باشرت تحقيقا موسعا حول سبب الحريق والظروف المحيطة به، مشددة على "استمرار عمليات الميناء كالمعتاد دون أي تعطيل لجدولها الزمني".

Ad

وجاء في البيان: "اندلع قبل منتصف ليل الأربعاء حريق في إحدى حاويات سفينة تحمل مواد قابلة للاشتعال في ميناء جبل علي، واتخذت سلطات الميناء، والدفاع المدني، وشرطة دبي، إجراءات سريعة لإخماد الحريق، وتم بالفعل السيطرة عليه في أقل من 40 دقيقة من دون تسجيل أية أضرار أو تعطيل لعمليات الميناء".

ولفت إلى أنه "لم ينجُم عن الحادث وقوع إصابات بفضل الإجراءات السريعة، التي اتخذتها الجهات المعنية، والتي أمرت بإخلاء السفينة الراسية في المحطة رقم 1 القديمة، والتي تستخدم لتفريغ البواخر الصغيرة، بينما استمرت المحطات الأخرى 2، و3، و4 في العمل بشكل طبيعي، لضمان استمرار عمليات الميناء دون انقطاع".

وأكد أنه بعد التمكن من إخماد الحريق، حرص الدفاع المدني، وشرطة دبي، وسلطات ميناء "جبل علي" بالتعاون مع الجهات المختصة، على اتخاذ كافة التدابير الفورية لضمان استمرار العمليات عبر الميناء، بما في ذلك مبنى المحطة رقم 1، حيث وقع الحادث.

وأفادت شرطة دبي، أمس، بأن حريق السفينة، الذي تخلله انفجار ضخم، سمع على مدى 22 كلم، وكان مصحوباً بتصاعد ألسنة اللهب وأدخنة صفراء غطت السماء.

وأظهرت مقاطع مصورة، نشرها المكتب الإعلامي لحكومة دبي عبر "تويتر" آثار الحريق والمراحل الأخيرة لإخماده، إلى جانب الأضرار التي لحقت بالمكان، في حين قال وزير الطاقة والبنية التحتية سهيل المزروعي إن "الأولوية الآن هي مواصلة التأكد من أن الحادث لن يتسبب بأي تسرب لمواد ضارة بالبيئة البحرية".

وفي وقت سابق، روى القائد العام لشرطة دبي، الفريق عبدالله المري، أن "الباخرة كانت على رصيف 14 وحمولتها 130 حاوية، وبعض الحاويات تحمل مواد قابلة للاشتعال، لكنها خالية من أي مواد مشعة أو أي متفجرات".

وأوضح المري أن الحريق قد يكون اندلع بسبب احتكاك ما أو ارتفاع درجة الحرارة. ووصفت الأمر بأنه "حادث طبيعي".

وبحسب وكالة اسوشيتد برس، فقد أظهر برنامج تعقب السفن MarineTraffic أسطولاً من سفن الدعم الصغيرة المحيطة بسفينة حاويات راسية تسمى "Ocean Trader" ترفع علم جزر القمر، في موقع حادثة الانفجار في ميناء جبل علي بدبي.

وبحسب الوكالة، فإن الصور أظهرت سفينة حاويات راسية "Ocean Trader" ترفع علم جزر القمر، كما أظهرت لقطات تم بثها من قبل وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام)، رجال الإطفاء وهم يغسلون بخراطيم سفينةً تحمل الطلاء والشعار الذي يتوافق مع "Ocean Trader"، التي تديرها شركة "Inzu Ship Charter" ومقرها بدبي.

ولفتت الوكالة إلى أن السفينة رست في ميناء جبل علي، ظهر الأربعاء، كما أظهرت بيانات تتبع السفن أن السفينة كانت تبحر "صعودا وهبوطا" على ساحل الإمارات منذ أبريل. وحددت قاعدة بيانات الأمم المتحدة للسفن أن مالكي السفينة هم شركة "Sash Shipping".

وقالت الوكالة إن الانفجار أدى إلى حدوث هزات أرضية في أنحاء المركز التجاري لدولة الإمارات، وأضافت أن الانفجار أدى إلى موجة اهتزازية عبر مدينة دبي، متسببة في اهتزاز الجدران والنوافذ في أحياء على بعد 25 كيلومترا من الميناء. وكان الانفجار قويا بما يكفي لرؤيته من الفضاء بواسطة الأقمار الصناعية.

ولم تحدد سلطات دبي هوية السفينة المنكوبة، بعد أن قالت إنها كانت سفينة صغيرة بسعة 130 حاوية.