لليوم الثاني على التوالي، اشتدت المعارك أمس، بين حركة «طالبان» والجيش الأفغاني في مدينة قلعة نو، وارتفعت سحب الدخان الأسود فوق عاصمة ولاية بادغيس هذه في شمال غرب أفغانستان.

وأعلنت الحكومة إرسال مئات عناصر الكوماندوس بالمروحيات إلى ولاية بادغيس للتصدي لهذا الهجوم الذي تشنه «طالبان»، وهو الأول على عاصمة ولاية منذ بدء آخر مرحلة لانسحاب القوات الأميركية.

Ad

وتبادل الطرفان السيطرة على أحياء في هذه المدينة التي تعد حوالي 75 ألف نسمة.

وأطلقت القوات الأفغانية هجوماً مضاداً لاستعادة المدينة.

وأكدت ضياء غول حبيبي، وهي عضوة في مجلس ولاية بادغيس، أن «بعض عناصر قوات الأمن الذين انضموا إلى صفوف طالبان يساعدونهم ويقومون بإرشادهم».

وأمس الأول، أفرج المتمردون عن مئات المعتقلين في سجن المدينة وسيطروا على مركز الشرطة.

وقال مسؤول أمني، إن الهجوم أثر أيضاً على الولايات المجاورة وبينها هرات الواقعة على الحدود مع إيران، حيث سقط إقليم حدودي مع بادغيس في أيدي المتمردين ليل الأربعاء - الخميس.

وقال مسؤولون محليون ومن المتمردين، إنه تمت السيطرة على إقليمين في هرات فيما كانت حركة طالبان تقترب من وسط الولاية.

وفي تحدٍ للحركة المتطرّفة، حملت أفغانيات السلاح في شوارع شمال ووسط البلاد.

وخرجت إحدى أكبر التظاهرات في إقليم غور وسط البلاد، حيث حملت مئات النساء البنادق، مرددات شعارات مناهضة لـ«طالبان».

في هذا الوقت، يتواصل انسحاب القوات الأميركية والأطلسية. وأمس قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، إن بريطانيا سحبت معظم قواتها من أفغانستان، منهية بذلك دورها الرسمي في الحرب التي استمرت عشرين عاماً.

وتوقع رئيس الأركان البريطاني نيك كارتر وضعاً مماثلاً للحرب الأهلية في التسعينيات، متحدثاً عن إمكانية «انقسام بعض المؤسسات المهمة مثل قوات الأمن على أسس عرقية أو قبلية».

وتابع: «إذا حدث ذلك اعتقد أن طالبان ستسيطر على جزء من البلاد، لكنها لن تسيطر على البلاد بأسرها بالطبع».

وبينما أعلنت موسكو أنها استقبلت وفداً من «طالبان» أمس للتباحث، أكد الرئيس الأفغاني أشرف غني «أننا نشهد واحدة من أكثر مراحل الانتقال تعقيدا على وجه الأرض»، لكنه شدد على أن القوات الحكومية قادرة على مواجهة الحركة.

وكان حذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، من أن منظمة معاهدة الأمن الجماعي ستتخذ إجراءات في حال تعرض طاجيكستان الواقعة في آسيا الوسطى لاعتداء من الأراضي الأفغانية بعد سيطرة «طالبان» على أهم معبر حدودي مع هذا البلد.

وانتقد لافروف طالبان وحكومة كابول. وقال إن «طالبان أصبحت تتصرف بشكل أكثر عدوانية»، وأضاف أن «الاتفاق الذي كان يقضي بتشكيل حكومة انتقالية ويهيئ لتشكيل هياكل مستقرة للدولة لم يتم تنفيذه».

وحمّل لافروف حكومة كابول المسؤولية عن ذلك، وقال إن لدى المسؤولين الأفغان خشية من أن يؤدي المسار الانتقالي إلى خروجهم من السلطة.

وحذر الوزير الروسي من أن الوضع الحالي سيعزز من نفوذ مسلحي تنظيم «داعش» في المناطق الشمالية القريبة من حدود جمهوريات آسيا الوسطى الحليفة لروسيا.

من جهة أخرى، استؤنفت، أمس، المحادثات بين الولايات المتحدة وتركيا بشأن أفغانستان.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» أكدت أن وزير الدفاع لويد أوستن بحث هاتفياً مع نظيره التركي خلوصي أكار، التقدم الحاصل خلال الاجتماعات التي عقدت بين الوفدين الفنيين للبلدين بهدف الاتفاق على التشغيل الآمن لمطار حامد كرزاي في كابول، ووصفت المحادثات بأنها كانت «بناءة وإيجابية».