وثيقة لها تاريخ: عاش حتى عام 1965... تيمور تنازل لابنه سعيد عن عرش عُمان سنة 1931
كما ذكرنا في المقال السابق، تولّى السلطان تيمور بن فيصل آل بوسعيد (مواليد 1886 م) الحكم بعد وفاة والده بتاريخ 4 ذي القعدة 1331 هـ (1913م)، واستمر على قيد الحياة إلى عام 1965م، لكنّه تنحّى عن الحكم عام 1931م.كانت فترة حكم تيمور معقّدة وصعبة، إذ تخللتها مشاكل عالمية كبيرة كالحرب الأولى والكساد العظيم وسقوط الدولة العثمانية وتغلغل البريطانيين في الخليج والمنطقة العربية.عُرف تيمور باستقامته، وخلُقه الرفيع، وحنكته السياسية، وحرصه على تطوير بلده، لكنّه بعد مرور حوالي 18 عاماً على تولّيه العرش، غادر إلى الهند، وقرر التنازل عن الحكم لابنه سعيد الذي كان في بداية شبابه.
في عهد تيمور، وبالتحديد عام 1920، تم تأسيس أول مجلس وزراء في الجزيرة العربية، وكان يرأسه أخوه نادر، ثم ابنه سعيد، وله حرّية كاملة في اتخاذ القرار وإدارة شؤون البلاد. وقد زار تيمور أوروبا عام 1928، كما زار اليابان عام 1935 بصفة شخصية، وهناك التقى فتاة يابانية فأحبها حباً جماً، وتزوجها عام 1936 وأنجب منها بنتاً أسماها بثينة، لكن القدر أخذ منه زوجته اليابانية سريعاً، فقرر نقل ابنته إلى جانبه في الهند وعمان، حيث عاشت وطال بها العمر.له من الأبناء سعيد (والد السلطان قابوس) وطارق (والد السلطان الحالي هيثم) وبثينة. وإليكم نصّ تنازل السلطان تيمور عن عرش عُمان: "من تيمور بن فيصل الى حضرة صديقنا الاجل الافخم الكرنل ايج روي بسكو باليوز الدولة البهية الإنكليزية وقنصل جنرال بخليج فارس المحترم،غب التحيات الفائقة والسلام الجزيل، فحسب طلب حضرتك تلغرافيا يوم 7 نوفمبر سنة 1931 لمقابلتنا بكراجي للمفاوضات المهمة في خصوص مسألة قصدنا التنازل عن اريكة سلطتنا، فلبينا حضرتك، وفي تاريخ 19 نوفمبر عندما اجتمعنا صارت المفاوضات الشفاهية في هذا الخصوص، وما القاه حضرتك من النصح والاقناع والترغيبات، فقد اجبناك عليها شفاها، ووضحنا لك أسباب الامراض التي نعانيها ونخشى زيادتها من سبب رجوعنا الى مسقط كما الفينا زيادتها في اثناء تردداتنا السابقة، واننا لفي اسف عظيم لعدم استطاعتنا الرجوع الى مسقط، وقد صرحنا ذلك في كتبنا المتقدمة لحضرتك والوكيل السياسي بمسقط واننا نود كل شيء مصلحته راجعة لحكومة مسقط وقد قبلنا تخفيف مصاريفنا الشخصية حسب إرشادات حكومة الهند لحكومة مسقط ولا نود تكليف مالية حكومتنا لأجل مصاريفنا لأننا نكن خارجا عن مسقط فنقبل منها شهريا الفين ربية كما بين حضرتك في كتابك المؤرخ 11 نوفمبر بكراجي سنة 1931. وعن الملك المربعة التي هي عوض خسائر الأسلحة الواقعة في ايراد حكومة مسقط، فان قصدت الدولة منعها عن التسليم فلها الفضل ان منعت او دفعت فليس لي اعتراض في ذلك، ومن غير شك اننا نعلم حق اليقين المشاكل الواقعة والمصائب على الدنيا بأسرها من جهة المالية ولولا نعلم لم نقبل الموافقة في ادخال الاقتصاديات على حكومتنا في ماليتها حسب ارشاداتكم. ونرجو من حضرتك ان ترفع للدولة عن تصميم قصدنا التنازل عن سلطتنا وإننا منذ اليوم رفعنا يدنا من جميع حقوق السلطنة، وجعلنا خلفنا ولدنا السيد سعيد بن تيمور سلطانا على حكومتنا، فلا لنا اعتراض عليه في أي سياسة في شئون حكومته وادارتها. واوصيناه بالاستشارة في المهمات من وكيل السياسي بمسقط. وإننا لفي اسف من عدم استطاعتنا على الرجوع الى مسقط الا شهرين من السنة كما طلب حضرتك، وقد راجعنا افكارنا مرارا منذ سنين فلم نر ما يصرفنا عن قصدنا. وإننا سنبقى المحبين الاوفياء للدولة الفخيمة ورجالها. حرر بكراجي 6 رجب سنة 1350 17 نوفمبر سنة 1931".