فصائل عراقية ترفض وساطات لوقف التصعيد ضد واشنطن
مصطفى الكاظمي يلمح إلى وقوف طهران وراء حرب أبراج الكهرباء
زعمت «كتائب سيد الشهداء» إحدى أبرز الفصائل العراقية الموالية لإيران في العراق، أمس، رفضها «وساطات» من أطراف مختلفة بهدف إيقاف التصعيد العسكري ضد القوات الأميركية.وقال المتحدث باسم الكتائب كاظم الفرطوسي: «المقاومة الإسلامية العراقية رفضت بشدة أي وساطات لإيقاف العمليات العسكرية ضد القوات الأميركية»، مضيفاً أن «التصعيد جاء من أجل إخراج كامل للقوات الأميركية القتالية من الأراضي العراقية كافة، وبخلاف ذلك لن تكون هناك أي تهدئة ولن يتم إيقاف التصعيد، مهما كانت الضغوطات على الفصائل».وفي وقت سابق، اعتبرت حركة «عصائب أهل الحق» الخميس أن فصائل المقاومة استنفدت الوسائل الدبلوماسية كافة مع القوات الأميركية، ولم يُعد هناك خيار أمامها سوى المواجهة العسكرية.
وهدد زعيمها رجل الدين الشيعي قيس الخزعلي باستخدام صواريخ دقيقة في مهاجمة سفارة أميركا في المنطقة الخضراء معتبراً أن الفصائل حيّدت السفارة عن الهجمات حتى الآن. وأصابت معظم الهجمات الصاروخية التي تتهم الفصائل بالوقوف وراءها محيط السفارة وليس المبنى. وكانت محاولة اقتحام مبنى السفارة الأميركية في بغداد، خلال تظاهرات للفصائل في 2020 السبب المباشر لقتل الولايات المتحدة الجنرال الإيراني قاسم سليماني وحليفه العراقي الأوثق أبومهدي المهندس.
هجوم جديد
وفي مؤشر على استمرار التصعيد، استهدف انفجار بعبوة ناسفة رتلاً للدعم اللوجستي تابعاً لقوات التحالف الدولي ضمن حدود محافظة الأنبار، اعتبرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن هجمات الفصائل الموالية لإيران تهديداً جدياً، مؤكداً أنها تستخدم «أسلحة فتاكة» وهذا يمثل «تهديداً خطيراً».وقال المتحدث باسم الوزارة جون كيربي: «نحن نأخذ أمن أفرادنا في الخارج وسلامتهم على محمل الجد الشديد»، مضيفاً: «كنا محظوظين لأن شخصين فقط أصيبا بجروح طفيفة الأربعاء ومن يدري ما كان سيحدث لو كان الأمر مختلفاً».حرب الأبراج
وغداة خروج تظاهرات حاشدة في محافظات الجنوب احتجاجاً على انقطاع الكهرباء وشحّ المياه في وقت يسجّل العراق درجات حرارة تفوق الخمسين درجة مئوية، ألمح رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، أمس، إلى وقوف طهران وراء الهجمات التي تستهدف عشرات أبراج الكهرباء منذ أيام.وقال الكاظمي، خلال زيارته وزارة الكهرباء واجتماعه مع كبار المسؤولين: «هناك قوى واهمة، تعمل على ألا نصل للاكتفاء الذاتي في الطاقة والغاز، وتحاول إعاقة هذه الجهود بكل وسيلة». ويعتمد العراق بشكل كبير على الغاز الإيراني لتوليد الكهرباء، وهذا يعرضه لابتزاز متواصل من إيران وضغوط متواصلة من واشنطن، في حين لا تزال عملية الربط الكهربائي مع دول الخليج تواجه عقبات. ودافع الكاظمي عن أداء حكومته فيما خص أزمة الكهرباء، مشيراً إلى مواصلتها القبض على متهمين بالفساد في ملف الكهرباء وملاحقة صغار وكبار المفسدين.كما اتهم «الإرهابيين وداعميهم» بأنهم «بعد أن عجزوا عن المواجهة مع قواتنا المسلحة، ها هم يستهدفون محطات وأبراج الطاقة الكهربائية بشكل متواصل» .وإذ أعرب عن تفهمه للغضب الشعبي، حذر الكاظمي من أن يتحول قطاع الكهرباء مادة للصراعين السياسي والانتخابي.وبعد انطلاق أطول حملة دعائية للمرشحين والتحالفات السياسية المتنافسة في الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في 10 أكتوبر المقبل، كشف مركز الإعلام الأمني أمس عن رصده جيوشاً إلكترونية لتحقيق أهداف مؤقتة والترويج لحزب أو سياسي معين أو مهاجمة أحزاب وخصوم سياسيين آخرين.من جهة أخرى، أعلنت قيادة عمليات بغداد أمس نجاح الخطة الأمنية الخاصة بذكرى استشهاد الإمام محمد الجواد (عليه السلام). وقال قائد العمليات أحمد سليم، في بيان، «الخطة تميزت بانسيابية عالية في الطرق، ولم يتم قطع الكثير منها باستثناء القريبة والمؤدية إلى المرقد الشريف مما سهل عملية الذهاب والعودة للزائرين».