جنوب إفريقيا: الاحتجاجات على سجن زوما تتسع

شهدت نهب متاجر وإطلاق رصاص وإحراق شاحنات

نشر في 12-07-2021
آخر تحديث 12-07-2021 | 00:02
متظاهرون يحتجون على اعتقال زوما في جوهانسبرغ أمس (رويترز)
متظاهرون يحتجون على اعتقال زوما في جوهانسبرغ أمس (رويترز)
اتسعت الاحتجاجات التي تكتسب طابعاً عنيفاً في جنوب إفريقيا والمستمرة منذ بدء رئيس البلاد السابق جاكوب زوما قضاء عقوبة السجن 15 شهراً بتهمة ازدراء المحكمة.

واندلعت أعمال عنف متفرقة منذ مساء الأربعاء الماضي خصوصاً في إقليم الزولو وجوهانسبرغ، مما يثير خشية السلطات من تفاقمها.

وفي جوهانسبرغ، حيث يتسول الفقراء عند كل مفترق طرق في هذا الشتاء الذي تطغى عليه القيود الصحيّة، تحولت تجمعات إلى أعمال عنف ونهب.

وفي منطقة جيبه فرقت الشرطة حشداً من 300 شخص أقاموا حواجز على طريق رئيسي قبل نهب محلات. كذلك كان الحال في بلدة ألكسندرا الفقيرة حيث اشتبك قرابة 800 من مثيري الشغب مع الشرطة ليلاً، مما أدى إلى إصابة شرطي بالرصاص.

ولا تزال الشرطة في وضع استنفار في المنطقتين، وهي «في حالة تأهب» على الطرق الرئيسية والنقاط الساخنة.

وذكرت الشرطة في جوهانسبرغ أن بلاغات وردتها أيضاً بشأن إطلاق أعيرة نارية على المركبات المارة على طريق سريع واحراق شاحنات.

وقال زولاني فيهلا، المتحدث باسم شرطة جوهانسبرغ، إن «الوضع مازال متوتراً، لا يمكن أن نؤكد ما الذي أثار العنف».

أضاف أن تنظيم أنصار الرئيس السابق احتجاجات لأيام «تسبب في خسائر مادية جسيمة».

وفي مقاطعة كوازولو ناتال، قال المتحدث باسم الشرطة جاي نيكر أمس، إنهم كانوا «مشغولين جداً» في اليومين الماضيين، متهماً «مجرمين وأفراداً انتهازيين» يستغلون المناخ المتوتر من أجل «الإثراء» عبر نهب المتاجر.

وأضاف نيكر أن متاجر بيع الكحول التي أغلقت بسبب قيود كوفيد، كانت هدفاً لمحاولات نهب أحبطتها الشرطة.

وفي الشرق، اندلعت احتجاجات غاضبة. وفي خضم جرعة جديدة من المعلومات المضللة المتداولة على الشبكات الاجتماعية، حدثت أعمال تخريب أبرزها إحراق 23 شاحنة نقل على الطريق الوطني الذي يربط ديربان بجوهانسبرغ. أغلق هذا الطريق ساعات طويلة على بعد حوالي خمسة عشر كيلومتراً من سجن استكورت، حيث أودع الرئيس السابق بعد إدانته بتهمة ازدراء القضاء.

واعتبر الحكم على زوما وتنفيذه اختباراً لقدرة الدولة على تطبيق القانون بعدالة في عهد ما بعد الفصل العنصري حتى على سياسيين نافذين بعد 27 عاماً من تمكن حزب «المؤتمر الوطني الإفريقي» من إطاحة الحكام من الأقلية البيضاء وبدء عهد من الديمقراطية.

لكن سجن الرئيس الجنوب إفريقي السابق أغضب مؤيديه وكشف انقسامات داخل الحزب.

وفي حين يبدو أن بعض الاحتجاجات اندلع بسبب سجنه، فإن أغلبها مختلط بشعور باليأس الاقتصادي مع فرض مزيد من القيود لكبح موجة وبائية ثالثة من كوفيد 19.

ودعا الرئيس سيريل رامافوزا إلى الهدوء، وطالب مواطنيه بـ«التعبير عن أنفسهم في إطار القانون» وتجنب التخريب الذي قد يؤدي إلى مزيد من التدهور الاقتصادي.

وكان مسؤولون في برلمان جنوب إفريقيا، قالوا أمس، إن هناك «تعاطفاً مع المصاعب الشخصية التي يواجهها الرئيس السابق. لكن حكم القانون وسيادة الدستور يجب أن يسودا». وفي 2018 طرد «المؤتمر الوطني» زوما واستبدله بسيريل رامابوزا، الزعيم النقابي السابق الذي أصبح قطباً بعد انتهاء الفصل العنصري قبل 30 عاماً.

ويقول المحققون، إنه خلال عهد زوما، اختُلست مليارات الدولارات من أصول الدولة من مقربين له.

لكن جهودهم لجعل زوما يدلي بشهادته أمام اللجنة وصلت إلى طريق مسدود. ويطلق عليه المنتقدون لقب «الرئيس التيفلون» لقدرته على تجنب القضاء.

back to top