في ثالث اجتماع من نوعه بين الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية يخصص للبنان، بعد اجتماع روما بين وزراء خارجية الدول الثلاث، واجتماع السفيرتين الأميركية دوروثي شيا والفرنسية آن غريو مع مسؤولين سعوديين في الرياض، تشهد بيروت اليوم اللقاء الثالث الذي سيضم، الى جانب شيا وغريو، السفير السعودي لدى بيروت وليد البخاري، لمتابعة التطورات.

وكان اجتماع الرياض قد شهد مشاورات تناولت سبل دعم الشعب اللبناني. وقال متحدث باسم "الخارجية" الأميركية إن "الاستراتيجية التي دعونا اليها، تسعى الى دفع القادة اللبنانيين من جديد، الى إظهار الليونة الكافية لدعم حكومة راغبة، مبدئياً، وقادرة على إجراء إصلاحات أساسية، كي يتمكّن الشعب من الحصول على مساعدات إنسانية".

Ad

يأتي ذلك، بينما يستعد رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لإجراء زيارة حاسمة الى القاهرة، حيث من المقرر أن يلتقي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الخميس. وسيشكل هذا الاجتماع المرتقب محطة سياسية تأتي في سياق مشاورات الحريري العربية والدولية التي يتطلع من خلالها إلى استقراء آفاق المرحلة السياسية في لبنان والموقف الذي سيتخذه، مع تصاعد الحديث عن إمكانية اعتذاره عن التكليف، بعد فشل تشكيل حكومة جديدة، وسط الخلاف مع الرئيس ميشال عون وصهره زعيم "تيار الوطني الحر" جبران باسيل.

وتصدر مؤشرات متضاربة حول موقف الحريري، الذي تلقى قبل أيام اتصالا من نائب وزير الخارجية والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، تمنّى فيه على الحريري عدم الاعتذار.

وأشار تقرير لتلفزيون إن بي إن الموالي لرئيس مجلس النواب نبيه بري، الى وجود نية لدى الحريري تقديم تشكيلة حكومية أخيرة من 24 وزيراً لعون في الأيام المقبلة، وأن هذه المحاولة التي يحثّ عليها برّي ستكون "آخر خرطوشة"، فإما أن تنجح وتمهّد لولادة حكومية، وإما أن تفشل وتمهد الطريق أمام الحريري للاعتذار.

ويبدو أن نائب رئيس ​"تيار المستقبل​"، ​مصطفى علوش،​ ربط اعتذار الحريري بنتائج الزيارة الى القاهرة ، فقد قال أمس في تصريح إذاعي: "لدينا 4 الى 5 أيام من أجل إيجاد المخرج الأخير قبل بت الاعتذار". وأكد أن كل المحاولات مع فريق ​بعبدا​ للتشكيل فشلت، والاتجاه الى الاعتذار مبدئياً.

في المقابل، برز أمس موقف للبطريرك الماروني بشارة الراعي في عظة الأحد، إذ دعا الجهات اللبنانية الى أن "تلبنن الحل الدولي وملاقاة ​المجتمع الدولي​ من خلال تأليف حكومة تتمتع بالمواصفات الإصلاحية"، مضيفاً: "رغم الانهيار الشامل، لا يزالون يتبادلون الشروط لتأخير ​تأليف الحكومة،​ فلا عبارة الاتفاق مع رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ تعني تعطيل التشكيل، ولا التكليف يعني تكليفا أبديا من دون تأليف حكومة، فمصلحة الشعب تعلو على كل التفسيرات الدستورية". وشدد على انه "لن نسمح بسقوط البلاد بين جهات لا تريد حكومة وأخرى لا تريد دولة".

من جهة أخرى، أكد الراعي دعمه للقضاء لـ "بلوغ الحقيقة بانفجار ​المرفأ​ وفق عمل نزيه ومتجرّد بعيداً عن الضغوط السياسية".

وكشف رئيس ​حزب التوحيد العربي،​ الوزير السابق ​وئام وهاب،​ في تصريح على مواقع التواصل أن "المحقق العدلي بانفجار مرفأ بيروت​ القاضي ​طارق البيطار​ سيعلن وجبة جديدة ستطال أسماء كبيرة. والأكثرية في المجلس لن تكون مضمونة لجهة عدم رفع الحصانة. وهذا يعني انقساماً مسيحياً - إسلامياً داخل المجلس. أصبحت خائفاً من مشاكل أمنية".

وكان وزير الداخلية محمد فهمي قد أثار سجالا بعد رفضه السماح باستجواب مدير الأمن العام اللواء عباس إبراهيم، بينما ماطل مجلس النواب في إسقاط الحصانة عن النواب الذين تم استدعاؤهم في القضية.

الى ذلك، رأى رئيس ​الحكومة​ الإسرائيلي ​نفتالي بينيت​ أن "الدولة اللبنانية باتت على حافة الانهيار، مثلها مثل جميع الدول التي تستولي عليها ​إيران​، وهذه المرة المواطنون اللبنانيون يدفعون الثمن، ويجب الفهم أن اللبنانيين يدفعون ثمنا باهظا بسبب استيلاء إيران على دولتهم".

وشدد بينيت على أنه ووزيري الخارجية يائير لابيد والدفاع بيني غانتس يتابعون الوضع في لبنان عن كثب، مضيفا أن إسرائيل "ستبقى على أهبة الاستعداد".

وتطرق بينيت إلى إعلان إسرائيل، أمس الأول، إحباطها محاولة لتهريب أكبر شحنة من الأسلحة منذ سنوات إلى أراضيها من لبنان، واصفا هذا الحادث بأنه "مجرّد مثال واحد من بين العديد"، وأضاف: "سنواصل المتابعة".

وبرزت في الصحافة الإسرائيلية، أمس، عدة مقالاتٍ تتخوّف من تأثيرات الأزمة السياسية والفراغ الحكومي في لبنان، لأنّه بحسب هذه المقالات "سيمنح حزب الله دوراً أكبر داخل البلد، كما أنه سيؤدي إلى دخول روسيا والصين إلى لبنان، الأمر الذي سيسلب من إسرائيل اكتساب المزيد من السيطرة على ما يحدث هناك، وعليها بالتالي أن تُعدَّ استراتيجية عملٍ عاجلةً، وتنفيذها سريعاً بحزمٍ وحذرٍ".

ونقل موقع "والاه" عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن سقوط لبنان يقرّب إسرائيل من الحرب، وتتحدث عن ضرورة دعم أميركا للجيش اللبناني قبل حصول فراغ يعبئه حزب الله وإيران.

وحذّر مسؤول أمني ​إسرائيلي رفيع المستوى عبر «والاه» من أن الأزمة الاقتصادية الخانقة، التي يمر بها ​لبنان​، ربما تكون سبباً في اندلاع حرب "لبنان الثالثة".

ورأى المسؤول الإسرائيلي​ أن "حزب الله" يعمد إلى فتح شبكات صرافة آلية ودعم منتجات غذائية ودعم للوقود في بلاده، رغم انهيار النظام الاقتصادي وشح ​الوقود​ في لبنان، وهي تحولات خطيرة لمصلحة الحزب اللبناني، مدعياً أن الحزب يقوم بعملية تطوير وتقدم بشأن ​الصواريخ​ المتقدمة لديه، وهو ما يهدد حرية الحركة الجوية للمقاتلات الإسرائيلية في الأجواء اللبنانية، فضلاً عن تهديده للجبهة الداخلية في إسرائيل نفسها.

وكتب عاموس هرئيل في "هآرتس" أن الصراع بين إسرائيل وإيران على العديد من الجبهات، من بروكسل إلى لبنان، مستشهدا بسلسلة حوادث بينها وقوع محاولة في بروكسل، من المحتمل أن تكون إيرانية، لاختبار الإجراءات الأمنية، حول طائرة تابعة لشركة العال الإسرائيلية، إضافة الى الهجوم السيبراني الذي أدى إلى تعطيل شبكة السكك الحديدية في إيران، وإحباط إسرائيل محاولة لتهريب أسلحة، يبدو أنها على صلة بحزب الله.