في أول لقاء رسمي له منذ جائحة كورونا، استقبل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، أمس، في مدينة نيوم شمال غرب السعودية، سلطان عمان هيثم بن طارق، الذي اختار المملكة في أول زيارة رسمية له إلى الخارج منذ توليه الحكم.

وستعطي الزيارة دفعة قوية للعلاقات بين البلدين، وتشكل قفزة في التعاون الاقتصادي، والتوافق السياسي في عدد من الملفات أبرزها اليمن، وتشكل تتويجاً لأشهر من التقارب بين الدولتين الجارتين.

Ad

وعقد خادم الحرمين الشريفين جلسة مباحثات رسمية مع السلطان هيثم، تناولت العلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها، والتعاون حول القضايا المشتركة.

وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، استقبل السلطان هيثم في مطار خليج نيوم، يرافقه عدد من أعضاء الحكومة، بينهم وزراء الداخلية والخارجية وترويج الاستثمار.

وقدّم خادم الحرمين قلادة الملك عبدالعزيز تقديراً للسلطان هيثم، الذي قدم بدوره وسام آل سعيد، الذي يعد أرفع الأوسمة العمانية، تقديراً للعاهل السعودي، قبل إعلان مذكرة تفاهم بشأن تأسيس مجلس التنسيق السعودي العُماني، وقّعها وزيرا الخارحية السعودي الأمير فيصل بن فرحان والعماني بدر البوسعيدي.

وكان البوسعيدي قال إن المجلس «سيوفر المظلة والمرجعية التي تؤطر المرحلة المقبلة من التعاون بين البلدين»، مؤكداً في الوقت نفسه أن الزيارة ستشهد «التوقيع على كثير من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في كل المجالات الداعمة للمصالح والمنافع المشتركة».

وأبدى السلطان هيثم مساندة سلطنة عُمان لمبادرة «الشرق الأوسط الأخضر»، التي طرحها الأمير محمد بن سلمان.

وشهدت الأسابيع والأشهر الماضية وفودا وزارية متبادلة بين البلدين، لبحث التعاون والتنسيق في المجالات الاقتصادية والسياسية والاستثمارية.

ويتوقع المراقبون أن يزداد التبادل التجاري بين البلدين، بعد افتتاح أول طريق بري يربط السعودية بالسلطنة، والذي يختصر 800 كيلومتر من المسافة، مقارنة بالطريق الذي يمر عبر الإمارات حالياً، وسيُفتتح هذا الطريق قبل نهاية العام الحالي.

وقال وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف إن زيارة سلطان عمان إلى المملكة تعد فرصة لتعزيز التعاون والتنسيق، وتبادل الخبرات في التشريعات والأنظمة والتجارب الصناعية، من أجل تحقيق التكامل الصناعي بين البلدين.

وأضاف الخريف، نقلاً عن وكالة الأنباء السعودية، أن عمق العلاقات الأخوية بين المملكة وعمان كان له تأثير مباشر على تعزيز الرؤى الموحدة، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وإيجاد الفرص الاستثمارية الواعدة بين البلدين الشقيقين، لاسيما في قطاعي الصناعة والثروة المعدنية.

ورأى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، أن زيارة سلطان عمان تعكس رؤية مشتركة تجاه أمن واستقرار المنطقة، لافتاً إلى أنه تم بحث ملفات سياسية لها علاقة بالحرب في اليمن، والمفاوضات الإيرانية- السعودية.