أكد سمو نائب الأمير وولي العهد الشيخ مشعل الأحمد على عمق العلاقات التاريخية الكويتية التركية وما توثقه من روابط صداقة متينة.وأشاد سموه في كلمة لدى استقباله رئيس مجلس الأمة الكبير في الجمهورية التركية الصديقة مصطفى شينطوب والوفد المرافق بمناسبة زيارته الرسمية إلى البلاد اليوم الاثنين بالعلاقات الثنائية الممتدة منذ عقود من الزمن حيث نشأت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ 57 عاماً.
وقال سموه «نعرب عن بالغ سعادتنا بزيارة معالي رئيس مجلس الأمة الكبير في الجمهورية التركية الصديقة السيد مصطفى شينطوب والوفد المرافق لمعاليه لبلدهم الثاني الكويت حللتم أهلاً وسهلاً».وأضاف «نستذكر بكل فخر واعتزاز افتتاح سفارة دولة الكويت في أنقرة في عام 1971 وإن الكويت قيادة وحكومة وشعباً تستحضر الموقف التركي الوفي إبان العدوان العراقي الغاشم ودعم تركيا للشرعية والحق الكويتي».وثمن مشاركة قيادات عسكرية في قوات التحالف بتحرير دولة الكويت، مشيراً إلى أنه «ليس مستغرباً على هذا البلد العريق في أصوله وثقافته وشعبه هذه المواقف الأصيلة الوفية فنكرر الشكر والكويت لا تنسى مواقف الأشقاء والأصدقاء ما دامت».وتوجه سمو نائب الأمير وولي العهد بالشكر والعرفان لفخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تقديرا لمواقف فخامته الداعمة لدولة الكويت «هذا الرجل الشجاع موقفاً وكلمة وأفعالاً فله منا كل المحبة والاحترام».وقال سموه «نتحدث عن متانة العلاقات بين الكويت وتركيا ونشير إلى كافة أوجه التعاون السياسي والإقتصادي والتجاري والأمني ولا نغفل مجال حب الكويتيين لبلدهم الثاني تركيا ولكل مدنها الجميلة حيث أصبحت تركيا وجهة للسياحة الكويتية».وأشاد سموه على الصعيد السياسي بنتائج جلسات لجان التعاون المشتركة الكويتية التركية وكافة الجهود المبذولة فيها إلى جانب نتائج زيارات المسؤولين الرسمية والمباحثات الثنائية وكافة نتائج المشاورات السياسية مع الجانب التركي، موضحاً أن ذلك كله يأتي تأكيداً وتعزيزاً للتعاون الثنائي في شتى مجالات التعاون المشترك.وذكر سموه أنه على الصعيد الاقتصادي والشراكة الثنائية فإن زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين ونمو حجم الصادرات دليل واضح على متانة العلاقات التي نستعرضها اليوم.وأوضح أن القيادة السياسية الكويتية والحكومة وهيئاتها الاستثمارية تعتز بزيادة حجم الاستثمارات الكويتية في الصديقة تركيا لما يشكله الجانب الاقتصادي من فرص تنموية لكلا الجانبين مشيداً سموه بدور الشركات التركية في تنفيذ بعض مشاريع البنية التحتية الهامة في دولة الكويت.ونوه سموه في هذا السياق بدعم الدور الذي يلعبه الصندوق الكويتي للتنمية الإقتصادية العربية والذي بدأ نشاطه في الجمهورية التركية في عام 1979 لاسيما دوره في المساهمة في تمويل المشاريع الرامية إلى التخفيف من الآثار الاجتماعية والاقتصادية في قطاعي الصحة والتعليم للأشقاء السوريين اللاجئين في المناطق التركية المستضيفة لهم.وأضاف «أما على الصعيد الأمني فإننا نفتخر أيضاً بمتانه تلك العلاقات لتعزيز التعاون بين البلدين الصديقين في المجالات العسكرية الأمنية واللوجستية».وأعرب سموه في ختام كلمته عن التطلع إلى مزيد من الجهود الرامية الى تعميق العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين في ظل القيادة السياسية الحكيمة لحضرة صاحب السمو أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وفخامة رئيس الجمهورية التركية الصديقة رجب طيب أوردغان.وقال سموه «نسأل الله العلي القدير أن يسدد على دروب الخير خطاكم ويديم على قيادتكم وحكومتكم وشعبكم الصديق الأمن والأمان ومزيد من التقدم والازدهار وأعلم أخي مصطفى أن لكم محبة في قلوب الكويتيين فدمتم ودامت مودتكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».من جهته أعرب رئيس مجلس الأمة التركي الكبير مصطفى شينطوب في كلمة له عن سروره العميق بهذه الزيارة بصفته رئيساً لمجلس الأمة التركي الكبير والوفد المرافق له والتي تأتي تلبية لدعوة من رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم.وقال شينطوب «بداية أبلغكم تحيات فخامة رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان الحارة والقلبية إلى أخيه العزيز صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح كما أبلغكم تحيات شعبنا وأعضاء مجلس الأمة التركي الكبير كما أرجو منكم أن تبلغوا تحياتي الحارة بصفتي رئيس مجلس الأمة التركي الكبير إلى صاحب السمو وأفضل تمنياتي له بدوام الصحة والعافية».ونوه بما أشار إليه سمو نائب الأمير وولي العهد من روابط صداقة تاريخية متينة تجمع بين الكويت وتركيا وشعبيهما كأي علاقات بين دولتين، لافتاً إلى أن هناك علاقات صداقة متجذرة وعلاقة أخوة متينة حيث توجد محبة حقيقية ومتأصلة بين الشعبين الشقيقين.وأفاد أن «ما علينا نحن كمسؤولين في كلا الدولتين إلا أن نتحمل هذه المسؤولية للارتقاء بهذه العلاقات التاريخية والثقافية والسياسية وغير ذلك إلى مستويات أفضل وسبق أن استضفت أخي العزيز مرزوق الغانم في تركيا في شهر يناير 2020 حيث أجريت معه ومع لقاءات مثمرة في كل من أنقرة واسطنبول وهذه العلاقات تشهد تعزيزاً يوماً بعد يوم خلال المشاورات بين مجلسي الأمة وكذلك لجان الاختصاص في البلدين».وبين أنه مع بدء مجلس الأمة في تركيا أعماله تم الإسراع بتشكيل مجموعة الصداقة البرلمانية التركية الكويتية «ونود كذلك من جانبكم أن يتم تشكيل هذه المجموعة من أجل أن نسجل تقدماً أفضل فيما بين المجلسين وليس فقط على مستوى مجلسي الأمة بين البلدين وكذلك في المحافل الدولية».وقال «نعمل مع أخي جنباً إلى جنب من أجل إنجاز أعمال تفيد بلدينا جميعاً ومن بين القضايا أيضاً المتعلقة بالعالم الإسلامي لا شك قضية فلسطين حيث نتعاون في هذا المجال وسبق أن تشاورت مع أخي العزيز معالي السيد مرزوق الغانم عبر الهاتف في القضية الفلسطينية ونحن نأمل أن نستضيف اجتماع اللجنة الفلسطينية ضمن اتحاد برلمانات الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في شهر أكتوبر بمدينة اسطنبول».وأعرب عن الأمل أن يتم اتخاذ خطوات لصالح إخوتنا الفلسطينيين من خلال عقد هذا الاجتماع الذي سيتم على مستوى رؤساء الدول.وأشار إلى أنه في أبريل الماضي قام وزير الخارجية الكويتي بزيارة تركيا حيث حظي باستقباله وذلك من أجل التشاور في موضوع اجتماع مجلس الشراكة من أجل التعاون بين البلدين «وتبنينا خارطة الطريق وكان من بين الملفات والمواضيع المطروحة التعاون بين البلدين في مجال الصناعات العسكرية الدفاعية».وأضاف «لا شك أن لكم تجربة عميقة جدا في هذا المجال وتركيا استطاعت أن تحقق قفزة نوعية في مجال الصناعات الدفاعية في السنوات الأخيرة وسيتم تنظيم معرض (إدف) في شهر أغسطس القادم وهو معرض الصناعات العسكرية الدفاعية وأنا أعلم بمشاركة وفد من دولة الكويت الشقيقة».وبين أن جائحة كورونا قد حالت دون تحقيق كثير من اللقاءات المباشرة وتعزيز التعاون ربما في المجالات الاقتصادية والمجالات الدفاعية بعد ذلك «لكن أنا أؤمن بأننا في المرحلة الجديدة سنتلافى كل هذه السلبيات وتعزيز علاقاتنا في شتى الميادين».وتابع «أود الإشارة إلى موضوع كذلك وأيضاً طالباً دعمكم كما تعلمون أنه نحن بادرنا بفتح المركز الثقافي التركي (يونس أمرا) في ذلك وبادرنا بهذا الأمر حيث أن الموضوع أثير مباشرة من جانب فخامة رئيس الجمهورية حين لقائه مع الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح رحمه الله في عام 2017 وكذلك أنتم تعرفون أصلاً هناك تأثيراً ثقافياً في العلاقات حيث تتم متابعة المسلسلات التركية في الكويت بشكل مكثف وأظن هذه فرصة أيضاً كذلك لتعليم اللغة التركية من خلال هذا المركز».ولفت إلى أن ذلك سيكون له دور بناء في تعزيز العلاقات الثقافية بين تركيا والكويت متطلعاً إلى دعم سموه في هذا المجال.وأعرب شينطوب عن كل التقدير والاحترام لموقف الكويت البناء الحكيم خلال الأزمة الخليجية وجهودها التي أتت ثمارها بشكل إيجابي قائلاً «كما تعلمون أن الدول الأوروبية حاربت بعضها البعض خلال الحرب العالمية الثانية مما أدى إلى وفاة ما يقارب من 100 مليون شخص ولكنها استطاعت بعد ذلك أن تترك كل هذه الخلافات جانباً لتتخطى نحو بنائها الاتحاد الأوروبي الذي نراه اليوم».واستطرد «ولله الحمد ربما لم تقع مثل هذه الدرجة من الحروب والنزاعات والخلافات فيما بين الدول الإسلامية وما نختلف حولها إلا عدد يسير ولكن ما يجمع بيننا فهو الكثير لذلك نحن دائماً نعتمد على هذا الدور الحكيم البناء لدولة الكويت في جمع ذات البين وتعزيز الروابط في العالم الإسلامي».وأضاف «أود أيضاً أن أرد على عباراتكم الصادقة بالمثل سموكم إن دولة الكويت تتبوأ مكانة متميزة لدينا في قلوبنا وفي قلوب الشعب التركي نحن لا نفرق بين أمننا واستقرارنا وبين أمن واستقرار دولة الكويت الشقيقة أشكركم جزيل الشكر على هذه الحفاوة وحسن الاستقبال وأسأل الله عز وجل بأن تخرج هذه اللقاءات بنتائج تخدم لكلا البلدين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».
آخر الأخبار
ولي العهد: الكويتيون يحبون بلدهم الثاني تركيا
12-07-2021