أوباما

ولد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في الرابع من أغسطس عام ١٩٦١ لأم أميركية وأب كيني، تدرج في الدراسة حتى التحق بجامعة هارفارد ليدرس الحقوق، وكان أول طالب من أصول إفريقية يرأس مجلة القانون بالجامعة، انتُخب في عام ٢٠٠٤ لعضوية مجلس الشيوخ عن ولاية إلينوي وعمل أيضاً كمستشار للحقوق المدنية في مدينة شيكاغو إحدى أكبر المدن في الولاية.

انتخب في الرابع من نوفمبر رئيساً لأميركا بعد أن فاز على منافسه الجمهوري الراحل جون ماكين، ليتسلم سدة الرئاسة في ٢٠ يناير ٢٠٠٩، وأعيد انتخابه بعد أربع سنوات بعد أن فاز على منافسه الجمهوري ميت رومني ليسلم الرئاسة بعد ثماني سنوات للرئيس دونالد ترامب في العشرين من يناير عام ٢٠١٧.

تميزت رئاسته بالبراغماتية الصريحة والواضحة، وهو من الرؤساء الأقل شعبية لدى شعوب دول مجلس التعاون لإبرامه اتفاقاً مع إيران ترى شعوب المنطقة أنه مكن طهران من بسط نفوذها في الإقليم، لكن الموضوع متشعب وطويل ومن المستحيل تحليله لأن بعضنا يعتقد أن السياسة الأميركية تدار بالميانة والحب والكره، لا يا سادة أميركا لديها مصالح تعمل لها في كل العالم.

من تابع سنوات أوباما أصيب بالدهشة من الطاقة غير العادية التي مارسها بالتواصل مع مختلف الأميركيين الذين يصل عددهم إلى ٣٠٠ مليون بكل الولايات، فأميركا بلد بحجم قارة والرحلة مثلاً من نيويورك إلى سان دييغو كاليفورنيا تصل إلى ست ساعات، ومع ذلك كان للرئيس أوباما جولات بكل المدن والولايات الأميركية مخصصة للالتقاء بالناس، لدرجة أن صاحبة مطعم أرسلت له رسالة لافتتاح مطعمها بأوستن تكساس لتفاجأ بأنه لبى الدعوة وحضر الافتتاح، ولمن لا يعلم، فالرحلة بين واشنطن وأوستن تصل إلى ما يقارب أربع ساعات ونصف.

كان لدى الرئيس برنامج عشاء شهري مع المواطنين، حيث يتسلم فريقه الآلاف من الرسائل مع تبرعات صغيرة لينظم له عشاء مع خمسة أشخاص من مختلف الولايات على أن ترى مثلاً مدرسة متقاعدة من أوريغون وعسكريا من الجيش الأميركي متقاعدا أيضا من فلوريدا، ومدرسا جامعيا من كولورادو وإطفائيا من ميشيغان وربة بيت من بنسلفانيا، والسؤال الذي يطرح كيف استطاع الرئيس أوباما عمل كل هذه الأمور مع مسائل خارجية تشمل متابعة حروب ومشاكل بكل قارات العالم؟!

والسؤال الآخر، هل نستطيع كمواطنين ببلد صغير كالكويت أن نرى سمو رئيس مجلس الوزراء لدينا جالساً في مطعم يتناول العشاء مع مجموعة من المواطنين العاديين ليسألهم عن رأيهم بالاقتصاد أو برامج التقاعد أو شبكة الطرق أو غيرها من المسائل العالقة منذ خمسين عاماً؟ لنتواضع أكثر ونسأل: هل نستطيع أن نقابل وكيل وزارة من غير وساطة فلان أو علان؟!

الشباب مريحين نفسهم ما يحبون البيروقراطية 16 وزيراً و17 نائباً واتخذ القرارات اللي تبيها وباقي الناس عندهم أربع اطوف يطقون راسهم فيها، ومن يقول ما عندنا ديمقراطية، ظلم صراحة.

فهل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك.

قيس الأسطى