أبصم بالعشرة
أصدق وأبصم على خبر هذه الجريدة بالعشرة، ولا أهضم نفي الحكومة لخبرها بلسان ناطقها المزرم حتى لو حجت البقر على قرونها. لماذا؟ وأين الغريب في خبر "الجريدة" حتى يمكن للعاقل في بلد غياب العقلانية أن يصدق الحكومة وما سبقها من الحكومات المباركة، التي نختارها مرتاحين مطمئنين؟خبر "الجريدة" يمكن استنتاجه بكل سهولة، حتى لو لم تصرح به سلطة البخاصة، ومررته للإعلام عبر مصادرها الخاصة، فهو لا يأتي بغريب ولا عجيب في نهج هذه السلطة منذ عقود قديمة، الخبر يقول إن نواب البصم الحكوميين وضعوا "بلوك" على سبعة وزراء، لأن هؤلاء الوزراء حسب اعتراضات الأعضاء "البصمجية" "ما يمشون معاملاتهم" (تسيير المعاملات بالواسطة هو الصورة التقليدية المشرقة لديموقراطية المحسوبيات الكويتية، ويالله تزيد النعمة على هذه الديموقراطية وحريات التعبير فيها).
حسب شكوى نواب الحكومة، فإن "الوزراء السبعة" على العكس من ذلك، يوقعون على طلبات بعض نواب المعارضة، لربما حسب تلميح نواب البصم أن الوزراء السبعة يرتجون بركة بعض نواب المعارضة ويتجنبون "شرهم"، إذا أمكن قبول هذا التعبير، بينما البصمجية هم في الجيب الحكومي بكل الأحوال، فلماذا ترتجي السلطة سيدة القصر تمشية طلباتهم وتسيير أمورهم، وهي طبعاً لم تقصر معهم لا اليوم ولا بالأمس البعيد مقابل مواقفهم الثورية المعاندة للسلطة؟!أين الغريب في خبر "الجريدة"، حتى نستبعده من عقولنا، إن بقي لنا بعض العقل مع إدارتك الحصيفة للدولة؟ وأين المنطق في سلوك هذه الحكومة ونهج حكومات سابقة متطابقة معها ظلت تسيّر قضايا البلد من عقود حسب قاعدة إن حبتك عيني العشائرية؟ ارتاحي يا حكومة ولا داعي للنفي وإظهار نفسك بالصورة المثالية الحضارية عند جمهور مع حمد قلم وأنا آكل وأشرب، الأمور سهود مهود لك هذه الأيام، فنحن نلقي برؤوسنا على المخدات مرتاحي البال مطمئنين على مستقبلنا وحريات أهالينا ووعودك الصادقة دائماً... وفّري نفيك لكتابك الأفذاذ المعجبة بهم حسب ثقافتك العالية، الذين يردحون كل يوم بزوايا التهريج نفاقاً وسخافة من أجل نيل بركاتك... ارتاحي... نامي، سعر البرميل مرتفع هذه الأيام، ولكل حادث حديث.