الكويت وفرنسا... 6 عقود من التعاون والشراكة الاستراتيجية

باريس تحتفل اليوم بعيدها الوطني «يوم الباستيل» والذكرى الـ 60 للصداقة والـ 30 لمشاركتها في تحرير الكويت

نشر في 14-07-2021
آخر تحديث 14-07-2021 | 00:05
تحتفل فرنسا اليوم بعيدها الوطني (يوم الباستيل)، الذي يتزامن مع الذكرى الـ60 للصداقة بين باريس والكويت، والذكرى الـ30 لمشاركة فرنسا في التحالف لتحرير الكويت، حيث تجسّد الروابط الثنائية بين البلدين الشراكة الاستراتيجية والعلاقات المتميزة والتاريخية المشتركة التي تمتّد لأكثر من 6 عقود في مجالات التعاون العسكري والأمني والصحي والتعليمي والاقتصادي والثقافي.

وقالت السفارة الفرنسية لدى البلاد، في بيان بهذه المناسبة أمس، إن التعاون العسكري مع الكويت يمتدّ إلى أكثر من 20 عاماً من تدريب النُّخب العسكرية الكويتية والذين يخضعون لتدريب عالي المستوى، تحت إشراف مجلس الدفاع الدولي (DCI).

وأضافت السفارة أن نحو 175 ضابطاً من الجيش والقوات الجوية والبحرية يستفيدون حاليًا من هذا التدريب الذي تقدّمه المدارس العسكرية الفرنسية، مشيرة إلى أنه منذ عام 2014، يُوفّر "DCI" التدريب المبدئي للطيارين الكويتيين، حيث يتم تدريب نحو 30 طالبًا كطيار "مقاتل أو مروحية أو نقل".

وتابعت أن "المدرسة الحربية" المرموقة، التي تعدّ كبار الضباط لتولي مسؤوليات قيادية على أعلى مستوى، ترحّب كل عام بضابط كويتي واحد، إذ تم استقبال نحو 9 ضباط كويتيين منذ عام 2002.

وأكدت أن فرنسا ملتزمة جدًا بتوفير مستوى عالي الجودة من التدريب لقواتها العسكرية النخبة، مبينة أنه يتم تدريب القوات بشكل أساسي من قبل 4 مدارس رئيسية لمدة 3 سنوات: أكاديمية Saint-Cyr Coëtquidan العسكرية، المدرسة البحرية، مدرسة Ecole de l'Air، وأخيرًا Ecole Polytechnique، وهي مدرسة هندسة عسكرية، تجمع بين البحث والتدريس والابتكار على أعلى مستوى علمي وتكنولوجي.

الطلبة الكويتيون

وعن التعاون التعليمي بين البلدين، أوضح البيان أن تدريس اللغة الفرنسية في الكويت بدأ منذ عام 1966 عندما تم إدخالها في النظام المدرسي، ومنذ ذلك الحين كان هناك نحو 10 آلاف طالب يتعلّمون هذه اللغة كل عام، وهناك نحو 500 معلم و18 مفتشًا يشرفون على ممارسات التدريس الجيدة في الدولة، وهو نظام مهم للغاية والأكبر في منطقة الخليج.

وأردفت أن اللغة الفرنسية تعدّ حاليا هي الثالثة التي تدرس في الكويت بعد اللغتين العربية والإنكليزية، لذلك يذهب العديد من الطلاب الكويتيين إلى فرنسا كل عام، إذ يوجد نحو 200 طالب كويتي بفرنسا التي تحتلّ بدورها المرتبة الـ11 للطلبة الكويتيين.

وعلى صعيد المستوى الدراسي الأكثر طلبًا من قبل المرشحين الكويتيين، أشارت السفارة في بيانها إلى أنه الماجستير (67 بالمئة)، بينما الليسانس (27 بالمئة) والدكتوراه (6 بالمئة)، في حين أن أكثر مجالات الدراسة المطلوبة هي القانون وعلوم اللغة، لافتة إلى أنه من أجل دعم تنقّل الطلاب، أنشأت فرنسا عام 2012 مكتب «Campus France»، الموجود داخل المعهد الفرنسي في الكويت (Institut français du Koweit) وبالتالي، فإن فرنسا هي الدولة الأوروبية الوحيدة التي تتمتع بتمثيل محلي يدعم الطلاب الكويتيين في اختيارهم للتعليم العالي.

الدراسة في فرنسا

وكشفت السفارة أنه يوجد في فرنسا أكثر من 3500 مؤسسة عامة خصوصا للتعليم العالي، مؤكدة أن الدراسة هناك تعد ضمانة للاستفادة من أحد أفضل أنظمة التعليم العالي في العالم.

وشددت على أن التميُّز في التعليم العالي والبحث في فرنسا معترف به على نطاق واسع عالميا، وتحتل العديد من الجامعات والمدارس الكبرى الفرنسية مكانة جيدة في أشهر التصنيفات العالمية، مستطردة أنه "في كل عام، تستثمر السلطات العامة بشكل كبير في التعليم والبحث، وبالتالي فإن التعليم هو البند الأول من نفقات الدولة، ويمثل أكثر من 20 في المئة من موازنتها".

وزادت أن "هذه السياسة لفرنسا تقدم للطلاب أحد أكثر أنظمة التعليم العالي، التي يمكن الوصول إليها في العالم، حيث تقدم الجامعات والمدارس الكبرى الفرنسية بالفعل تدريبًا عالي الجودة من دون فرض رسوم دراسية مرتفعة"، مشيرة إلى أن فرنسا هي الدولة الرابعة المضيفة للطلاب الأجانب في العالم، بعد الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وأستراليا.

التعاون الأكاديمي

وبشأن التعاون الأكاديمي، أشارت السفارة إلى أنه في 18 سبتمبر 1969، التزمت الحكومتان الفرنسية والكويتية باتفاقية "التعاون الثقافي والفني"، حيث تعهد البلدان بعد ذلك "بتعزيز لغة وآداب وحضارة البلد الآخر قدر الإمكان"، وتعمل الحكومة الكويتية على تنظيم وتطوير تدريس اللغة الفرنسية في مؤسساتها التعليمية.

وتابعت: "في الآونة الأخيرة، وتحديداً في 18 يوليو 2019، أصدرت وزارة التعليم العالي الكويتية قائمة جديدة لنظيراتها الفرنسية المصرح لها بالتعاون مع الكويت"، موضحة أنه في حين أن 51 جامعة ومدرسة فرنسية فقط يمكنها إقامة شراكات دولية، فإن ما يقارب من 150 مؤسسة فرنسية وCOMUE يمكنها العمل مع الكويت.

وألمحت السفارة إلى التوقيع منذ مدّة على نظام معادلة العلامات التي حصل عليها الطلاب الكويتيون الحاصلون على دبلوم في فرنسا، مؤكدة أن هذا يدل على أن الكويت بلد فرانكوفوني بحق، وفيه عدد من النخب التي تتقن اللغة الفرنسية.

وأردفت: "هناك العديد من المشاريع الجديدة قيد التنفيذ، مثل إنشاء مدرسة للمبرمجين، وتوقيع شراكات جامعية جديدة في مجال علوم اللغة، أو القانون، أو تحقيق مشاريع علمية".

المدرسة الفرنسية

وأشارت إلى إنشاء "المدرسة الفرنسية في الكويت" عام 1989 من قبل منى الخالد، وهي أول كويتية حاصلة على شهادة الماجستير من جامعة "كاين" الفرنسية، ومنحتها الدولة الفرنسية وزوجها الدكتور فهد الراشد وسام الاستحقاق، ووسام جوقة الشرف على التوالي.

ونوهت إلى أن "المدرسة الفرنسية في الكويت" معتمدة من قبل وزارة التربية الوطنية الفرنسية منذ 2002، وكانت شريكًا لوكالة تعليم اللغة الفرنسية في الخارج (AEFE) منذ مارس 2010.

منح مالية للطلاب

وكشفت عن تقديم منح دراسية لاستيعاب الطلاب الذين ليس لديهم إمكانات للدراسة في فرنسا، إذ تمنح السفارات 12 ألف منحة حكومية فرنسية للدراسة أو التدريب، مبينة انه يتم منح 14 ألف إعفاء من الرسوم الدراسية، تخصصها السفارات للطلاب غير الأوروبيين، كجزء من هذه الرسوم، حيث تستهدف الإعفاءات في المقام الأول الطلاب من المغرب العربي، وإفريقيا جنوب الصحراء، إضافة إلى ذلك، تمنح الجامعات أو المدارس الإعفاءات من الرسوم الدراسية، وفقاً لاستراتيجيتها الدولية، وفي حدود 10 في المئة من الأعداد المسجلة.

التعاون الصحي

أما عن التعاون الصحي، فأوضحت السفارة أن قطاع الصحة يعتبر من أكثر أولوية للتعاون الثنائي بين فرنسا والكويت، خصوصاً في هذه الأوقات التي تشهد أزمة عالمية، وهو أحد الموضوعات المدرجة على أجندة الحوار الاستراتيجي بين البلدين الذي سيعقد هذا الخريف، واصفة التعاون الصحي الثنائي بين البلدين بـ "الممتاز"، مستطردة: "كدليل إضافي على هذه المشاركة، فتحت منظمة الصحة العالمية أخيراً مكتبًا في الكويت، ما سيسمح بإجراء حوار أوسع في هذا المجال".

وتابعت: "في كل عام، يبحث ما معدله 1300 مريض كويتي عن العلاج في فرنسا، وهذا دليل على الصداقة والتضامن"، مردفة: أنه على الرغم من الوباء وإغلاق الحدود، استمرت فرنسا في قبول المرضى الكويتيين في مستشفياتها لجميع الإجراءات والعلاجات اللازمة.

وشددت على ان تعزيز القدرات الصحية الوطنية للكويت يمثل أولوية، إذ يعد توقيع مذكرة تفاهم الشهر الماضي بين المعهد الكويتي للتخصص الطبي KIMS و CHU في نيس بشأن تدريب الأطباء الكويتيين خطوة جديدة في هذا الاتجاه، وستوفر برامج التدريب في التخصصات الفرعية هذه فرصة لتحسين مهارات الأطباء الكويتيين، ومواكبة آخر التطورات في تخصصهم، واكتساب النمو المهني، وتقديم رعاية عالية الجودة محليًا، وبالتالي تقليل الإنفاق الحكومي.

العلاقات التجارية

وعلى صعيد التعاون التجاري، لفت البيان إلى أن لجنة التجارة التابعة للسفارة الفرنسية في الكويت "بيزنس فرانس" تعمل على تعزيز التطور الدولي للشركات الفرنسية وتشجعها على استكشاف السوق الكويتي والفرص المتاحة له، متابعة: وساهمت "بيزنس فرانس" في تحسين العلاقات التجارية بين فرنسا والكويت، مع دعم الاستثمارات الفرنسية في الكويت والعكس.

وأضافت أن لجنة التجارة الفرنسية تتولى إعداد ومساعدة الشركات الفرنسية في العثور على شركاء تجاريين كويتيين، مما يمهد الطريق لنمو الصادرات المستدامة وتعزيز العلاقات بين الدولتين، مبينة أن النجاح الرئيسي الذي حققته "بيزنس فرانس" خلال السنوات الأخيرة يكمن في قدرتها على زيادة وعي الشركات بالسوق الكويتي.

وقالت إن الأحداث المثمرة التي تنظّمها لجنة التجارة الفرنسية، تُمكّن الشركات الفرنسية من الحصول على رؤية واسعة لإمكانيات النمو في الكويت فيما يتعلق بقطاعات معينة، إذ تم تحديد آفاق فرص العمل الجديدة في العديد من القطاعات مثل النفط والغاز والصحة والزراعة والمواد الغذائية والتكنولوجيا العالية.

وأوضحت أن فرق "بيزنس فرانس" تجري دراسات متعمقة على قطاعات السوق الكويتية من أجل فهم وتحديد احتياجات الشركات بدقة ورؤية طويلة المدى.

وبينت السفارة أنه في ضوء قوانين الاستثمار الأجنبي الجديدة وإنشاء "هيئة تشجيع الاستثمار المباشر الكويتية" (KDIPA)، تكثفت العلاقات الثنائية والمشاريع الاستثمارية منذ عام 2017، استعداداً لرؤية "الكويت 2035" التي تسعى إلى تحويل الكويت إلى دولة مالية وتجارية ومركز إقليمي.

«اختر فرنسا»
أصبحت قمة "اختر فرنسا"، التي انطلقت بمبادرة من رئيس الجمهورية، الحدث الرئيسي في فرنسا منذ عام 2018.

ويجمع هذا الحدث سنوياً، في قصر فرساي، مئات عدة من قادة أكبر المجموعات الدولية، إذ تهدف هذه القمة إلى تعزيز وتشجيع الاستثمار الدولي في قلب الأراضي الفرنسية.

المستثمر الأوروبي الأول

وأشارت إلى أن "مجلس الأعمال الفرنسي في الكويت" FBCK منذ عام 2006، يعمل على تعزيز وتطوير المصالح التجارية الفرنسية في الكويت، وتشجيع الاستثمارات من خلال التعاون الوثيق مع السفارة الفرنسية في الكويت من جهة وغرفة التجارة والصناعة في فرنسا من جهة أخرى.

ولفتت إلى أن المجلس يهدف إلى إنشاء إطار للتبادل التجاري بين الشركات الفرنسية والمستثمرين الكويتيين من أجل تعزيز العلاقات التجارية والتنمية الاقتصادية والمعرفة بين البلدين، إذ أن فرنسا ظلت الوجهة الأولى للاستثمار الأجنبي المباشر في أوروبا في عام 2020، بالرغم من أزمة "كورونا".

وأكدت أن فرنسا المستثمر الأوروبي الأول في الكويت مع كبريات الشركات في القطاع الصناعي، إذ تم تأسيس أكثر من 20 شركة فرنسية في الكويت توظّف أكثر من 2000 شخص، لافتة إلى الشركات الفرنسية تنشط بشكل خاص في قطاع الطاقة، إلى جانب الاستثمارات التقليدية في النفط والغاز.

السياحة في فرنسا

وعن استقبال السياح الكويتيين خلال موسم الصيف، قالت السفارة إن فرنسا في شهر مايو الماضي أعلنت رفع الإغلاق التدريجي وأعادت المطاعم والمتاجر والأماكن الثقافية فتح أبوابها للجمهور في ظل ظروف الاحترام الصارم للقواعد الصحية.

وأضافت أنه منذ 30 يونيو، لم تعد فرنسا تتبع أي قيود على المكان أو الزمان ويسعدها إعادة فتح حدودها للزوار الكويتيين.

وأوضحت أن الكويت موجودة على لائحة الدول داخل المنطقة البرتقالية على أساس المعايير الصحية، وتتم مراجعة هذا الترتيب بانتظام مع تطور الوضع.

السفارة الخضراء
في عام 2015، قررت وزارة أوروبا والشؤون الخارجية إقامة "السفارة الخضراء"، وهو مشروع تتبع فيه السفارات نهجاً شاملاً وتقدمياً لتقليل أثرها البيئي.

ومنذ عام 2019، قامت السفارة الفرنسية في الكويت باستبدال مصابيح السكن بمصابيح LED، ومنذ 2020، لم تعد تستخدم الأكواب أو الزجاجات البلاستيكية، وبدأت تعيد تدوير المعدات الإلكترونية الصغيرة وتستخدم الأعشاب العطرية المزروعة في حديقة مبنى السفارة، وتم إنشاء حديقة نباتية، إضافة الى التقليل من استهلاك الكهرباء والمياه.

كما يتم تنفيذ العديد من هذه الإجراءات بالتعاون مع السفارة الألمانية، الموجودة في نفس الموقع مع السفارة الفرنسية.

مشاركة فاعلة في التحرير
بأوامر من الرئيس الفرنسي الأسبق، فرانسوا ميتران، شاركت القوات الفرنسية في دحر الغزو العراقي عن الكويت، ففي 22 و23 فبراير 1991 توجهت القوات الجوية الفرنسية بطائراتها المروحية، وجاغوار، وطيران الجيش الفرنسي الخفيف بطائرات الهليكوبتر غازيل وبوما إلى منطقة السلمان (العراق)، لتجهيز مرور القوات والمدرعات. وفي 24 فبراير الساعة 5:30 صباحاً، أعطى الجنرال جانفيير الفرقة الأمر بالهجوم، فتقدمت فرقة الداغيت، واستسلم الجنود العراقيون خلال الدقائق القليلة الأولى. وفي 25 فبراير انطلقت عملية أخرى باتجاه مطار السلمان، وتمت السيطرة عليه من قبل فيالق البحر، قبل أن يتم لاحقاً تحرير الكويت بالكامل من القوات الغازية. ومن 23 سبتمبر 1990 إلى 28 فبراير 1991، تم نشر 14500 جندي في الخليج العربي لعملية الداغيت، وتوفي 10 جنود فرنسيين في الشرق الأوسط.

ربيع كلاس

التعاون العسكري بين البلدين يمتد إلى أكثر من 20 عاماً بإشراف مجلس الدفاع الدولي (DCI)

4 مدارس رئيسية عالية الجودة لتدريب القوات المسلحة والطيارين الكويتيين

القطاع الصحي له أولوية وأحد الموضوعات المدرجة على أجندة الحوار الاستراتيجي في الخريف

باريس المستثمر الأوروبي الأول في الكويت مع كبريات الشركات بالقطاع الصناعي

الكويت بلد فرانكوفوني بحقّ يضم عدداً من النخب التي تتقن اللغة الفرنسية

مشاريع قيد التنفيذ منها إنشاء مدرسة للمبرمجين... وتوقيع شراكات جامعية جديدة

10 آلاف طالب يتعلمون الفرنسية في البلاد سنوياً

14 ألف إعفاء من الرسوم الدراسية تخصصها السفارات للطلاب غير الأوروبيين
back to top