النفط يواجه منافسة شرسة بسبب السيارات الكهربائية وضغوط إزالة الكربون

نشر في 14-07-2021
آخر تحديث 14-07-2021 | 00:00
السيارات الكهربائية
السيارات الكهربائية
في خضمّ حمّى الأسعار المنخفضة للنفط التي سادت خلال عام 2020، وما رافقها من تراجع للطلب نتيجة انتشار وباء كوفيد-19، برزت إلى الواجهة موجة جديدة من التوقعات بأن الطلب على النفط على وشك أن يبلغ ذروته إذا لم يكن قد بلغها بالفعل، إذ سلّطت المواقع الإخبارية الضوء على تنبؤات مختلفة بأن الوباء سيقرّب الصناعة البترولية من النقطة التي يصل فيها الطلب العالمي على النفط إلى الذروة.

وعلى النطاق التخصصي، فيعرف المطلّعون على الصناعة البترولية بأنه قد تم التنبؤ بالوصول إلى ذروة إنتاج النفط مرات عديدة على مدى العقود السابقة، وهو أمر لم يحصل حتى اليوم، لكنّ ذلك لم يحدّ من ظهور هذا النوع من التوقّعات من حين لآخر.

كما تم التنبؤ عدة مرات بأنّ الصناعة البترولية باتت قاب قوسين أو أدنى من نهايتها، بما في ذلك استبدال النفط بتقنيات أو وقود أحدث وأفضل.

وربما يمكن الحديث في هذا الإطار عن الدور الذي قد تلعبه بعض وسائل الإعلام أحياناً في رسم صورة غير دقيقة للواقع، فموضوع ذروة الطلب يراه البعض مرتبطاً إلى حدٍ ما بالتوجهات العالمية للحد من استخدام الوقود الأحفوري.

ولعل البعض يرى أن ظهور السيارات الكهربائية والضغوط المتزايدة لإزالة الكربون من قطاع النقل يعنيان أن الطلب على النفط يواجه منافسة كبيرة لأوّل مرة، وربما يقود ذلك إلى توقّف نمو الطلب على النفط بشكل كامل، كما أن تطوّر تقنيات التنقيب والإنتاج، والتكامل السريع للثورة الرقمية ضمن الصناعة البترولية ربما يؤديان إلى اكتشاف المزيد من الاحتياطيات على مدى السنين المقبلة، إذ يمكن لتقنية الحقول الذكية أن ترفع من قيمة الحقول الناضجة حتى لو شارفت حياتها الإنتاجية على الانتهاء، والفوائد التي يمكن الحصول عليها (خاصة رفع معامل الاستخلاص) تبرر الاستثمار في تقنيات الحقول الرقمية.

أما في الحقول الجديدة، فإنّ تطبيق تقنيات الحقول الرقمية يساعد على وضع الحقول على الإنتاج بشكل مبكر، ويساهم في رفع معدل الإنتاج منها.

وتشير الدراسات إلى أنه يمكن تحقيق وفورات للشركات تصل إلى 25 بالمئة في تكاليف التشغيل، كما يمكن الوصول إلى معدلات إنتاج أعلى بنسبة 8 بالمئة، وتقليل التكاليف الإجمالية للمشاريع بنسبة 2-4 بالمئة، وتحسين معدل استغلال الموارد بنسبة 6 بالمئة.

ومن الملاحظ، حسب بعض المراقبين، أن العديد من الهيئات والمعاهد العالمية تسعى دوماً لوضع تصورات مستقبلية عن ذروة الإنتاج وذروة الطلب، وذلك ضمن مساحات زمنية قصيرة أو طويلة المدى.

لكن هذه التصورات المستقبلية ليست ثابتة بأي حال من الأحوال، بسبب عدم ثبات البيانات التي ترتكز عليها، وبسبب عدم اليقين المتعلق بكل نقطة تقريباً من نقاط المنظور المستقبلي.

ولذلك غالباً ما تعمل هذه المعاهد على تعديل توقّعاتها إيجاباً وسلباً بشكل سنوي، بل وشهري أحياناً، ومنها إدارة معلومات الطاقة الأميركية التي كثيراً ما تتلقى انتقادات لاذعة بسبب تعديلاتها الكبيرة على توقّعاتها من حين لآخر.

من ناحية أخرى، تصور بعض الجهات الوضع وكأن الوصول إلى ذروة الطلب (أو الإنتاج) تعني أن العالم سيستيقظ في اليوم التالي ليجد أن النفط اختفى من فوق سطح الأرض.

لكن الوصول إلى ذروة الطلب يعني عملياً توقّف النمو لا الطلب، كما أن الوصول إلى ذروة الإنتاج يعني أن الإنتاج سيتراجع بالتدريج خلال فترة طويلة.

أشرف عجمي

back to top