الله بالنور: ارحموا هذا المجتمع

نشر في 15-07-2021
آخر تحديث 15-07-2021 | 00:20
 د. ناجي سعود الزيد كل الأطباء يتبعون نفس الأسلوب تقريباً في تشخيص أي مرض...

الاستماع للأعراض، المدة الزمنية للأعراض، توقيتها، تاريخ المرض، التاريخ المرضي لعائلة المريض، ثم الانتقال إلى أية عمليات جراحية أجريت له، وبعد الفحص لا يعطي رأياً قاطعاً، لكنه يطلب فحوصات نوعية للدم والبول والخروج، ثم يطلب أشعات مبدئية، وفي الغالب يطلب أشعات متقدمة وأكثر دقة، وفقاً لما تستدعيه الأعراض ونتائج الفحوصات، وفي النهاية يشخص المرض ويبدأ العلاج.

ما ورد هو ما درسه أي طبيب وما يمارسه أي طبيب أو من المفترض ذلك.

من يعتقد أنني أشرح المنهج الدراسي لدراسة الطب له الحق في ذلك، ولكن المريض الذي أمامي ليس بإنسان...

المريض الذي أمامي هو التعليم في الكويت، وهناك أعراض كثيرة، ولكنني سأختصر الطريق بتلخيص المآسي، التي يعاني منها ذلك المريض واسمه التعليم!

انظروا لهذه الأرقام كأعراض للمرض:

هناك زيادة 400% في عدد الحاصلين على 90% في المنهج الأدبي و130% زيادة في عدد الحاصلين على 90% في المنهج العلمي!!

كما أن الأوائل الحاصلين على 100% من الدرجات عددهم لا يمكن تصديقه وهو يفوق أية توقعات!

هل هذه الأرقام تدل على أن التعليم في الكويت بصحة وعافية ومتكامل، لأننا اكتشفنا فجأة أن كل نتائج السنوات السابقة مقارنة بهذا العام كانت ظالمة للطلبة ولم تكن تمثل الحقيقة؟!!

العلّة واضحة وضوح الشمس يا سعادة الوزير، ولا تحتاج إلى تشخيص، ولا تعتمد على الأوهام والشعبوية في تشخيص الأمراض التربوية، التي تعاني منها وزارتك الفتية.

فيا حبذا لو تتحلى بالشجاعة وتعترف بفشل الجهاز التربوي بإقناع أي شخص بأن هذه الأرقام تشكل حقائق وتحاكي الواقع التعيس؟!

إنها أوهام وترضيات في أهم مجال من مجالات الحياة، ولا أعتقد أن هناك عاقلاً في وزارتك بالذات من هو مقتنع بأنه في عام واحد فقط أصبح لدينا طلبة نوابغ بهذا العدد المخيف!!

فيا حبذا لو تم التشخيص والعلاج بأسرع وقت ممكن، فهؤلاء هم الأطباء وأطباء الأسنان والصيادلة والمهندسون والمحامون والمدرسون والمهنيون الآخرون في المستقبل.

وإذا لم تريدوا أن ترحموا هذا المجتمع من شرورهم، فعلى الأقل ارحموا هذه المهن من تدني مستواها!!

د. ناجي سعود الزيد

back to top