سعد الحريري ينال دعماً مصرياً ويقدّم تشكيلة معدّلة لعون

• وفد من القاهرة إلى بيروت قريباً
• دوريل يبحث تفاصيل «مؤتمر 4 أغسطس»

نشر في 15-07-2021
آخر تحديث 15-07-2021 | 00:05
الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مستقبلاً رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري بقصر الاتحادية أمس
الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مستقبلاً رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري بقصر الاتحادية أمس
نال رئيس الحكومة المكلف في لبنان سعد الحريري دعما مصريا قبل تقديمه تشكيلة حكومية جديدة للرئيس ميشال عون طالبا منه الرد عليها.
دخلت مصر بقوة على خط أزمة تشكيل الحكومة اللبنانية، إذ قدّم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس، دعمًا مباشرًا لرئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري، الذي زار قصر الاتحادية الرئاسي بالقاهرة، قبل ساعات من توجّهه الى بعبدا ولقائه الرئيس اللبناني ميشال عون في قصر بعبدا، حاملا تشكيلة وزارية معدّلة، في مسعى لتأليف حكومة.

وبعد لقائه عون، قال الحريري إنه قدم تشكيلة حكومية من ٢٤ وزيراً من الاختصاصيين، حسب المبادرة الفرنسية ومبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري.

وتابع: «بالنسبة لي هذه الحكومة قادرة أن تقوم بالبلد، وتبدأ بالعمل على وقف الانهيار».

وأضاف: «تمنيت على الرئيس عون الإجابة غدا حتى نبني على الأمر مقتضاه، وبالنسبة لي هذه ساعة الحقيقة بعد مرور حوالي 9 أشهر». وأصدرت رئاسة الجمهورية بياناً جاء فيه: «تسلّم الرئيس عون من رئيس الحكومة المكلف تشكيلة حكومية تتضمن أسماء جديدة وتوزيعا جديدا للحقائب والطوائف، مختلفا عمّا كان الاتفاق عليها سابقا، وطلب الحريري من الرئيس عون جوابا عنها قبل ظهر الخميس (اليوم).

وقد أبلغ رئيس الجمهورية الرئيس المكلف أن التشكيلة المقترحة بالأسماء الواردة فيها وبالتوزيع الجديد للحقائب ستكون موضع بحث ودراسة وتشاور ليبنى على الشيء مقتضاه».

وأكد السيسي، الذي استقبل الحريري، دعم مصر الكامل «للمسار السياسي للسيد الحريري، الذي يهدف إلى استعادة الاستقرار في لبنان، والتعامل مع التحديات الراهنة، فضلا عن جهود تشكيل الحكومة»، وشدد السيسي على أهمية تكاتف مساعي الجميع لتسوية أي خلافات في هذا السياق لإخراج لبنان من الحالة التي يعانيها حالياً، بإعلاء مصلحة لبنان الوطنية، بما يساعد على صون مقدّرات الشعب اللبناني الشقيق ووحدة نسيجه الوطني.

وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية، بسام راضي، إن اللقاء الذي حضره وزير الخارجية المصري سامح شكري، ورئيس المخابرات العامة، عباس كامل، تناول استعراض المشهد السياسي اللبناني، إضافة إلى سبل تعزيز أطر التعاون الثنائي القائمة بين البلدين الشقيقين، وكذا مناقشة تطورات أبرز الأوضاع الإقليمية.

من جهته، أشاد الحريري بجهود مصر الحثيثة والصادقة لحشد الدعم الدولي للبنان على شتى الصعد، في ظل استمرار التحديات الصعبة التي يواجهها الشعب اللبناني، خاصة على المستويين السياسي والاقتصادي، مؤكدا اعتزاز لبنان بالعلاقات التاريخية الوطيدة التي تربط الدولتين الشقيقتين، والتي تقوم على أسس من التضامن والأخوّة، وتقدير بلاده للدور المصري الحيوي كركيزة أساسية في حفظ الاستقرار بها والمنطقة العربية ككل.

وقالت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى، إن الحريري تلقّى دعما كبيرا في القاهرة، إذ تم رفض فكرة اعتذاره عن عدم تشكيل الحكومة اللبنانية، مع وعود له بتقديم دعم مصري وعربي خلال الفترة المقبلة، من أجل تجاوز لبنان أزمته الاقتصادية، لافتة إلى إمكانية مشاركة شركات مصرية في عمليات إعادة الإعمار في لبنان، مع بحث إمكان توفير تحرّك إقليمي تحت مظلة جامعة الدول العربية يعمل على جمع التأييد الدولي لدعم لبنان اقتصاديا.

ولفتت المصادر إلى أن القاهرة تدعم تشكيلة حكومة الحريري التي سيتقدّم بها إلى الرئيس عون، وتتمنى أن تسفر هذه الخطوة عن تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة في أسرع وقت كمؤشر لبداية خروج لبنان من النفق المظلم، وشددت على أن الدعم المصري يشمل جميع طوائف المجتمع اللبناني ومؤسساته، وأنه حال تشكيل الحكومة سيزور وفد مصري بيروت لمناقشة ما يمكن أن تقدّمه القاهرة على صعيد ملف إعادة الإعمار والدعم الاقتصادي والأمني والعسكري.

وأشارت مصادر مصرية مطلعة الى أن الدعم المصري للشعب اللبناني يتجاوز جميع أطياف العمل السياسي، ويستهدف لبنان ككل واحد، وأن القاهرة ترى ضرورة سرعة تشكيل حكومة لبنانية بقيادة الحريري من أجل البدء الفوري في معالجة الأزمات الأكثر إلحاحا، التي تواجه لبنان حاليا، وفي مقدمتها الأزمة الاقتصادية المستفحلة.

وأشارت إلى أن مصر تريد استغلال علاقاتها الجيدة بجميع الأطراف في المشهد اللبناني، من أجل التوصل إلى تشكيل الحكومة اللبنانية التي تعبّر عن لبنان وشعبه، لكي تكون قادرة على مخاطبة المجتمع الدولي في الفترة المقبلة التي تتطلب تكاتف جميع الأطراف لتشكيل الحكومة المرتقبة لتكون قادرة على التعامل مع المجتمع الدولي.

ووصل الحريري إلى القاهرة مساء أمس الأول، واستقبله وزير الخارجية سامح شكري في مستهل زيارته الرسمية بمقر الوزارة بقصر التحرير صباح أمس، وقد أكد شكري دعم مصر للبنان الشقيق للخروج من الوضع الحالي، وضرورة تغليب الأطراف اللبنانية كافة المصلحة العليا للبنان بمنأى عن أي مصالح ضيقة.

عون

من ناحيته، أبلغ رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​، موفد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، المستشار لشؤون شمالي إفريقيا والشرق الأوسط السفير ​باتريك دوريل​ خلال استقباله له أمس في قصر بعبدا، أن الجهود لا تزال قائمة لتشكيل حكومة جديدة تعطي أهمية أولى لتحقيق الإصلاحات ومكافحة الفساد والمضي في التدقيق المالي الجنائي.

وعرض الرئيس عون للموفد الرئاسي الفرنسي الصعوبات والعراقيل الداخلية والخارجية التي واجهت ولادة الحكومة الجديدة، معربا عن أمله في أن يحمل لقاؤه مع رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ اليوم مؤشرات إيجابية، لاسيما أن 9 أشهر مضت ولبنان من دون حكومة، على الرغم الظروف الصعبة التي يعيشها اللبنانيون على مختلف الصعد.

وفيما جدد الرئيس عون تأييده للمبادرة الفرنسية، شكر الرئيس ماكرون على الجهود التي يبذلها لدعم لبنان والمساعدات العينية التي قدّمتها بلاده والمؤتمرات التي نظمها الرئيس الفرنسي لهذه الغاية، والمؤتمر المزمع عقده في الرابع من أغسطس المقبل دعما للشعب اللبناني. واعتبر الرئيس عون أن زيارات المسؤولين الفرنسيين الى لبنان تباعا دليل على الاهتمام الذي توليه فرنسا للوضع اللبناني والصداقة العميقة التي تجمع بين الشعبين اللبناني والفرنسي.

وأكد رئيس الجمهورية أن التحقيقات مستمرة في جريمة تفجير مرفأ بيروت، تمهيدا لكشف الأسباب والمسؤولين ومحاسبتهم، مشددا على أنه لا غطاء سياسيا لأي مقصر أو مرتكب.

وحمل الرئيس عون السفير دوريل تحياته الى الرئيس ماكرون وتمنياته له بالتوفيق، معربا عن امتنان اللبنانيين لما يبذله لمساعدة بلدهم.

وكان السفير دوريل قد أكد خلال اللقاء، الذي حضرته السفيرة الفرنسية في بيروت آن غرييو، حرص فرنسا على الاستمرار في دعم لبنان ومساعدته، لافتا الى أن مؤتمر الدعم الذي ينظمه الرئيس ماكرون بداية الشهر المقبل يدخل في هذا الإطار، مركزا على أهمية الإسراع في تشكيل حكومة جديدة ومباشرة الإصلاحات التي تنادي بها فرنسا والمجتمع الدولي.

حسن حافظ

عون: لا غطاء سياسيا لأي مقصر أو مرتكب في انفجار مرفأ بيروت والتحقيق مستمر لمحاسبة المسؤولين وكشف الأسباب
back to top