احتجاجات كوبا: قتيل وقطع للإنترنت واعتقالات

الكنيسة تدعو للتوصل إلى تفاهم واحترام حق الناس في التعبير

نشر في 15-07-2021
آخر تحديث 15-07-2021 | 00:01
متظاهر في ميامي حيث تعيش جالية كوبية كبيرة يحمل لافتة تدعو إلى تدخل عسكري أميركي في كوبا (أ ف ب)
متظاهر في ميامي حيث تعيش جالية كوبية كبيرة يحمل لافتة تدعو إلى تدخل عسكري أميركي في كوبا (أ ف ب)
أقرت السلطات الكوبية بمقتل شاب كوبي (36 عاماً) خلال مشاركته في تظاهرة احتجاجية في حي لا غوينيرا في ضاحية هافانا، حيث وقعت صدامات بين المتظاهرين والشرطة، أصيب خلالها عدة أشخاص بجروح، بينما ما زال أكثر من مئة شخص رهن التوقيف وشبكة الإنترنت الجوال مقطوعة منذ احتجاجات الأحد الماضي المناهضة للنظام الشيوعي الحاكم.

وأعربت وزارة الداخلية عن "أسفها لحدوث وفاة". لكن وزير الخارجية برونو رودريغيز نفى في مؤتمر صحافي وجود "احتجاجات اجتماعية"، معتبراً أن ما حدث "اضطرابات على نطاق محدود جدا".

وقال رودريغيز: "صحيح أنه ليس لدينا إنترنت عبر الهاتف المحمول، ولكن تنقصنا الأدوية أيضا... ويجدر بي أن أقول إن كوبا لن تتخلى عن حق الدفاع عن نفسها".

وبعد تصريحات مماثلة للرئيس ميغيل دياز كانيل، اتهم رودريغيز واشنطن بأنها تقف من خلال سياسة العقوبات وحملة على الإنترنت وراء التظاهرات التي اندلعت الأحد الماضي في حوالي أربعين مدينة وقرية وسط هتافات "نحن جائعون" و"حرية" و"تسقط الديكتاتورية".

وحتى أمس الأول كان نحو 130 شخصا موقوفين أو في عداد المفقودين في كوبا وفق لائحة اسمية نشرتها على "تويتر" حركة سان ايسيدرو. ومن بين الموقوفين معارضون بارزون مثل خوسيه دانيال فيرير، ومانويل كويستا موروا وبيرتا سولر، إضافة إلى كاميلا أكوستا البالغة من العمر 28 عاما وفق ما أعلنت صحيفة "أ ب ث" الصادرة في مدريد، والتي تعمل معها منذ ستة أشهر.

وأوقفت الشرطة الكوبية دينا ستارز في منزلها أثناء حديثها على الهواء مباشرة خلال برنامج تلفزيوني إسباني أمس الأول.

ومن واشنطن، نددت جولي تشونغ مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الأميركيتين "بالعنف وباعتقال متظاهرين كوبيين، وكذلك باختفاء ناشطين مستقلين"، مطالبة "بالإفراج عنهم فورا".

وقالت شركة "نت بلوكس" لمراقبة الإنترنت في العالم، إن كوبا فرضت قيودا على الوصول لوسائل التواصل الاجتماعي ومنصات المراسلة، بما في ذلك فيسبوك وواتساب، في أعقاب أكبر احتجاجات مناهضة للحكومة منذ عقود.

ودعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس "قادة كوبا إلى التحلي بضبط النفس، واحترام صوت الشعب من خلال فتح جميع وسائل الاتصال سواء عبر الإنترنت أو خارجها".

من جهتهم، دعا الأساقفة الكاثوليك في كوبا الحكومة والمتظاهرين إلى "التوصل إلى تفاهم"، لتجنب العنف بعدما تحولت الاحتجاجات إلى صدامات مع الشرطة. وقالوا في بيان إن "للناس الحق في التعبير عن احتياجاتهم ورغباتهم وآمالهم".

وانطلقت التظاهرات التي لم يسبق لها مثيل منذ ثورة 1959 بدافع من الأزمة الاقتصادية، وأغضبت الحكومة الشيوعية، ودفعت الرئيس ميغيل دياز كانيل الى التحذير في تغريدة من أن "الثورة الكوبية لن تدير الخد الآخر لأولئك الذين يهاجمونها في مساحات افتراضية وحقيقية... سنتجنب العنف الثوري، لكننا سنقمع عنف الثورة المضادة".

ودعا الرئيس الكوبي "كل ثوار البلد، كل الشيوعيين، للخروج إلى الشوارع والتصدي (للاستفزازات) بكل تصميم وحزم وشجاعة".

وخرجت عدة تظاهرات لمناصري النظام بعد ظهر الأحد ويوم الاثنين، وجرت خلالها صدامات اتسمت أحيانا بالعنف بين الطرفين.

وفي مؤشر على خطورة الموقف، حضر راوول كاسترو الذي تقاعد في أبريل اجتماعا للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الأحد "جرى خلاله تحليل الاستفزازات التي دبرتها عناصر معادية للثورة، وتم تنظيمها وتمويلها انطلاقا من الولايات المتحدة بهدف زعزعة الاستقرار"، وفق صحيفة الحزب الرسمية غرانما.

وفي طهران، دانت إيران "تدخّل" الولايات المتحدة في الاحتجاجات التي تشهدها كوبا، محمّلة واشنطن مسؤولية المشاكل الاقتصادية التي تواجهها هافانا.

back to top