لبنان: الحريري مدعوماً من الرئيس المصري يرمي كرة الحكومة في ملعب عون
يعيش لبنان حالة ترقب، اليوم، وسط احتمال أن تشهد البلاد ولادة حكومة جديدة بعد تسعة أشهر من التعطيل، الذي سرّع الانهيار الاقتصادي. التطورات الأخيرة جاءت ثمرة اتصالات وحراك دولي وإقليمي، ودخول مجموعة أطراف على الخطّ، في سبيل الوصول إلى توافق ولتجنّب الاعتذار والسعي إلى اتفاق على تشكيل الحكومة؛ فقد أرسلت فرنسا موفداً رئاسياً إلى لبنان هو المستشار في قصر الإليزيه باتريك دوريل، بينما زار رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري القاهرة والتقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، في حين أوفد الفاتيكان سفيره في بيروت إلى القصر الجمهوري للقاء رئيس الجمهورية ميشال عون. وفور عودته من مصر، قدم الحريري لعون تشكيلة حكومية من 24 وزيراً من الاختصاصيين، وفق مبادرتي باريس والرئيس نبيه بري، متمنياً عليه أن يعطي جواباً عليها خلال أربع وعشرين ساعة. وأشار الرئيس المكلف إلى أن هذه التشكيلة يفترض أن تكون قادرة على العمل لإنقاذ البلد من أزماته، مضيفاً: «بالنسبة إلي هذه ساعة الحقيقة، بعد مرور نحو 9 أشهر».
وبحسب بعض المعطيات، فإن عون قد يطلب استمرار التفاوض مع الحريري على بعض الأسماء، أو قد يرفض التشكيلة بالكامل، أو يرفض إعطاء جواب واضح، وعندها حتماً سيكون الحريري أمام خيار الاعتذار. أما إذا كان عون جدياً في مقاربة التشكيلة، ودخل في التفاصيل وطلب تعديلات، فحينها تستعد الدول، بما فيها مصر وفرنسا، للعمل على جولة جديدة من المفاوضات مع مختلف الأفرقاء لتسهيل تشكيل الحكومة، والوصول إلى اتفاق. ولم تتسرب معلومات عن موقف عون، الذي كان متشدداً في مسألة الحفاظ على صلاحياته وعلى الدستور، ولذلك كان يقول إنه شريك أساسي في عملية تشكيل الحكومة، وأبلغ الحريري بأنه لابد من التشاور في آلية إنجاز التشكيلة الحكومية. وقد حاول الرئيس نبيه بري توجيه نصيحة للحريري بعدم الاشتباك مع رئيس الجمهورية، والسعي إلى الاتفاق معه على صيغة مُرضية، وإذا أراد النقاش أو التعديل فليبق منفتحاً على ذلك ولا يذهب إلى الاعتذار سريعاً. ومن هنا سيكون لبنان أمام ساعات فاصلة لظهور الخيط الأبيض من الخيط الأسود، لكن الأكيد أن فشل هذا المسعى واعتذار الحريري يعني أن الأمور في لبنان ستذهب إلى أوضاع اقتصادية واجتماعية ومالية سلبية جداً، خصوصاً إذا لم يكن هناك توافق على بديل جاهز.وأفادت المعلومات بأن المبعوث الفرنسي باتريك دوريل، شدد على ضرورة تأليف حكومة برئاسة الحريري بسرعة، وإذا لم يتم النجاح في تجاوز العقبات فلابد من الاتفاق على اسم بديل. وهنا تشير المعلومات إلى أن الفرنسيين يفضلون اقتراح اسم نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة، أو السفير السابق مصطفى أديب، الذي فشل في تشكيل حكومة بعد تكليفه قبل 11 شهراً، بموجب المبادرة الفرنسية.