الأموال المستثمرة للتوصل إلى لقاح جديد ضد السلّ غير كافية

نبهت الجهات المعنية بمكافحة السلّ إلى أن الأموال المستثمرة في محاولة التوصل إلى لقاح جديد ضد هذا المرض غير كافية، في نداء أطلق بمناسبة مرور مئة عام على لقاح «بي سي جي» ذي الفاعلية الجزئية المعتمد راهناً.

وقالت المديرة التنفيذية للشراكة الدولية لمكافحة السلّ لوسيكا ديتيو «ندعو إلى توفير موارد مالية كافية وإرادة سياسية قبل سنة 2023 لإتاحة إمكان إطلاق لقاح فاعل ضد السل بحلول سنة 2025».

ولاحظت الشراكة التي تجمع الجهات الحكومية والخاصة المعنية بمكافحة مرض السلّ أن 117 مليون دولار فحسب استُثمرت في هذا المجال عام 2019، في حين أن من الضروري ألا تقل المبالغ المخصصة لهذا الغرض «عن 550 مليون دولار سنوياً على مدى أربع سنوات».

وأضافت على سبيل المقارنة أن «مبالغ تزيد عن مئة مليار دولار خصصت العام الفائت للأبحاث الخاصة بلقاحات كوفيد-19».

واعتبرت لوسيكا ديتيو أن «الوقت حان لتخصيص القدر نفسه من الطاقة والأموال لتطوير لقاحات جديدة ضد هذا المرض التنفسي والمعدي الفتاك (السلّ) الموجود منذ آلاف السنين ولا يزال يقتل أربعة آلاف شخص يومياً».

ويتوفر لقاح ضد مرض السلّ منذ عشرينات القرن الفائت هو عُصية كالميت غيران «المعروف اختصاراً بـ بي سي جي»، ويُنتج من سلالة حية موهنة من عصيات السل.

ويمنع هذا اللقاح الأشكال الحادة من مرض السلّ عند الأطفال الصغار «وخصوصاً التهاب السحايا» بنسبة تراوح بين 60 في المئة و80 في المئة، لكن درجة الحماية من الأشكال الرئوية للمرض لا تتعدى 50 في المئة.

أما العلاجات الأكثر استخداماً، فهي موجودة منذ عقود، وتتطور أشكال من السلّ مقاومة لهذه الأدوية.

وتسجل سنوياً نحو عشرة ملايين إصابة جديدة بالسلّ في كل أنحاء العالم، وتستحوذ تسع دول وحدها على 60 في المئة من الحالات هي بنغلادش والهند وإندونيسيا وبورما وباكستان والفيليبين وجنوب إفريقيا وطاجيكستان وأوكرانيا.

ويعتبر السلّ وفقاً لمنظمة الصحة العالمية أحد الأسباب العشرة الأولى للوفيات في العالم، إذ يُقدر عدد الوفيات الناجمة عنه بنحو 1,4 مليون سنوياً.

وحذرت المنظمة الدولية في مارس الفائت من أن تراجع التشخيص والرعاية بسبب جائحة «كوفيد-19» عام 2020 قد يؤدي إلى 500 ألف حالة وفاة إضافية، مما يقضي على عقد من التقدم في مكافحة مرض السلّ.