يروى عن عائلة روسية ثرية تملك مزرعة كبيرة، فيها الكثير من الخيول والأبقار والأغنام، كان إنتاج حقولها من الغلات وفيرا، ودأب رب هذه العائلة على الذهاب الى السوق أسبوعيا، مصطحبا معه أولاده الكبار، من أجل بيع محاصيل مزرعته، وكان يترك ابنه اليافع مع بندقيته المدرب عليها جيدا لحراستها وحراسة أهل بيته من اللصوص. وحصل أنه في أحد الأيام، وحين كان الشاب يجوب المزرعة لمنع أي من المتطفلين، جاءه نفر من الرجال ليكلموه، فأشهر سلاحه في وجوههم، إلا أنهم لاطفوه بكلام معسول ليطمئن لهم، ولم يعلم الشاب بأن هؤلاء الرجال كانوا عصابة متمرسة في النهب والسرقة.
عرض اللصوص على الشاب ساعة يد فاخرة وجميلة ليغروه بها، أعجب الفتى بتلك الساعة وأبدى رغبته في امتلاكها، إلا أن اللصوص أرادوا مقايضتها ببندقيته، كاد الشاب أن يوافقهم على الصفقة، إلا أنه وبعد تفكير عميق تردد وطلب منهم إمهاله يوما، انصرفت العصابة بعد أن فشلت في خداع الفتى.أخبر الشاب أباه مساء حال عودته من السوق، وقص عليه ما حصل بينه وبين الرجال الذين حسبهم أنهم مسالمون، وذكر لأبيه عن الساعة وفخامتها، والصفقة التي عرضوها عليه لامتلاكها، فرد والده عليه قائلا: ماذا سيحصل إذا ما أعطيتهم سلاحك، مقابل تلك الساعة، وتبين لك أنهم مجموعة من الأوغاد؟ فماذا أنت فاعل إذا ما هاجموك، وسرقوا قطعان ماشيتك، ونهبوا مزرعتك، واغتصبوا عائلتك؟ وما نفع ساعتك الجميلة غير أنها ستعلمك بوقت اغتصاب أرضك؟فلا تبيعوا أوطانكم، ولا تقايضوا عليها من أجل مال زائل، أو مظاهر زائفة، ولن تنفعكم عندها تلك الساعة إلا بمواقيت اغتصابكم بلادكم، فكم عميلاً باع وطنه وشرفه من أجل ساعة أو شعار، أو حتى تمنيات تاريخية اندثرت منذ مئات السنين، فدمرت ديارهم، ونهبت ثرواتهم، وشردت شعوبهم!!ملحوظة: منقولة من التراث الروسي بتصرف كبير.
مقالات - اضافات
من صيد الخاطر: «أتبيع وطنك من أجل ساعة؟»
16-07-2021