فيروس العصر
في غفوة من الزمن داهمنا فيروس كورونا فانقلبت الموازين في العالم، وجعلت عاليها سافلها، ورغم ذلك تعلمنا الكثير بعد أن كنا خائفين مذعورين، ولكن متى ينتهي هذا الفيروس؟ الله سبحانه وتعالى هو العالم، وأملنا فيه كبير، فهو المعين والقادر على إجلاء الغمة بعد أن أصبحنا أمام معركة بلا جيوش، ضحاياها كُثْر من أهلنا وأبناء الوطن رحمهم الله تعالى.الأوضاع المأساوية سادت العالم، وفي بلدنا بدأنا بالحجر الكامل فبدت الكويت خالية ومظلمة، والهدوء يسود المكان، والتزمنا المنازل وانتفض الجميع لمواجهة هذه الجائحة بدءاً بالوزير والحكومة والطواقم الطبية بكاملها، والمتطوعين من خارج المنظومة الطبية، والجيش والشرطة لتطويق المرض بقدر الإمكان، وقاموا بعزل المرضى والمصابين، فالإنسان يعجز عن شكرهم.كوفيد19 واقع لابد من التعامل معه، ومع ارتفاع أعداد المصابين بدأنا نتعرف على خطورة هذا المرض، الذي تم تسجيل ظهور أول حالة في الصين تحديداً منطقة ووهان 2019، وفي عام 2020 تم تصنيف هذا الوباء بمنظمة الصحة العالمية على أنه جائحة اجتاحت العالم ككل، وتسابقت كل الدول لإيجاد العقار لهذا الفيروس، وتم عمل إجراءات احترازية قبل اللقاح كارتداء الكمام وتعقيم الأيدي.
جائحة كورونا أحدثت في العالم تغييراً سلبياً كبيراً على جميع المستويات ومنها الجانب الاقتصادي، وتأثرنا كغيرنا بركود اقتصادي كبير فتعطلت الأعمال والمشاريع الكبيرة والصغيرة وأصبح العالم يئن، ولكن لله الحمد في الكويت كانت هناك أيادٍ بيضاء كثيرة وجمعيات نفع عام وأهلية للتصدي لهذا العجز.ومع ذلك هناك إيجابيات كثيرة منها عودة تجمع الأسرة كلها مرة ثانية بحميمية وحب، وعودة الحوار بين الآباء والأمهات والأبناء والأحفاد وعودة الأسرة كما كانت سابقاً، بعد أن ساد الصمت بين الجميع بسبب الهاتف الجوال، حيث الكل ينظر إليه ساعات طوالا، فكورونا جمع العائلة ودار حوار لم يكن موجوداً في أغلب الأسر، ذلك الحوار مهم في تعليم الأبناء كيفية الحديث. وبعد أن تعود الأبناء على الوجبات السريعة المليئة بالدهون في حياتهم اليومية عادوا إلى السفرة التي جمعتهم، واعتمدوا على الذات من ترتيب وتنظيف لغرفهم، وتم بحمد لله إيجاد لقاح مناسب أرجو أن يبادر أهلنا ومن نحبهم لأخذه، حفظهم الله تعالى، فالفيروس طبيعته أنه متحور وقد يتحور إلى سلالات أشد شراسة وفتكاً، حفظ الله الكويت وولاة أمورها وأهلها وساكنيها من كل شر.