نقطة: خن
الإدارة في الكرة الأرضية كلها علم يدرس بالجامعات والكليات والمعاهد، له أصوله ومناهجه ودراساته، فلا يؤخذ من أكاديميات الواتساب ولا مراكز الدواوين العلمية، كما وللأزمات تحديداً علم خاص بها عن كيفية التعامل معها وإدارتها نظراً لطبيعتها الخاصة والمفاجئة، والجائحة التي يمر بها العالم ومعه الكويت تعتبر أزمة عالمية تتطلب من أصحاب القرار والمسؤولين لدينا مواجهة مختلفة عن النهج المعمول به من يوم "فتحنا على الدنيا" إلى اليوم.فإذا كانت الحكومات الكويتية العتيدة استطاعت البقاء والاستمرار في الأوضاع الطبيعية وفق مبادئها الخالدة في الإدارة، كتصريف العاجل من الأمور لأطول فترة ممكنة، أو يصير خير، والباب اللي يجيك منه الريح سده واستريح، أو العقاب الجماعي، فإن هذه الطريقة السريالية لا يمكنها أن تستمر بمواجهة الظروف الاستثنائية التي نمر بها الآن، ولن تنجح أيضاً بالجانب الآخر مدرسة التجربة والخطأ المستجدة والمعتمدة كلياً على "الخنخنة" عند اتخاذ القرار، خنسوي حظر جزئي ونشوف، خنخليه كلي هالمرة، خنطعم جرعة وحدة ونجرب، خنصك المطار وننطر، خنبعد الوافد عشان محد غيره يتكلم ويزعجنا، خنشتري كمامات ونبتلش فيها، خنشكل اللقاحات يمكن يفيد، وإلى آخره من "الخنات" والتجارب التي قد تنفع في المختبرات والمعامل والمطاعم لا مع بشر حياتهم ومصائرهم متعلقة بقراراتكم تلك.
نعلم أن ما يجري أزمة عالمية وسابقة فريدة من نوعها بهذا الحجم والخسائر البشرية والمادية، ولكن أزمتنا الإدارية كانت تترعرع بيننا من قبل ولادة الجائحة التي كشفت عوراتنا، ولأننا أساساً فاشلون بالإدارة ولا نواجه فشلنا، فقد كنا نسيّس ونشخصن كل الأمور حتى البسيط منها لنبرر إخفاقنا بالإدارة العامة، ونظن أننا في هذه الحالة فعلنا أو غيرنا شيئاً. والأزمة الحالية، رغم خسائرها إذا أجدنا استثمارها دون عناد أو مكابرة، قد تكون نقطة التحول للعودة بنا إلى جادة الصواب، و"خنجرب" نغيّر طريقتنا ونتعلم من العلم وأساليب الإدارة الحديثة يمكن نستفيد ونستطيع الخروج من النفق الذي بآخر النفق.