الله بالنور: يا مليونير يا مديونير!
يمر عليك شخص آخر كشخة، الجوتي يلمع، والغترة منشيّة، والعقال سواده غير نمونة…ويمر عليك شخص آخر، تماماً عكس كشخة الأول، ودشداشته عادية، وغترة رايحة فيها من كثر اللبس والغسال، وعقال حتى سواده ولمعته رايحة من كثر الاستعمال… ولكن على قولة المثل: "الرجال مخابر ما هي مناظر".
وبعدين يمر عليك واحد عادي مثله مثل الأغلبية، لا هو كشخة ولا هو مهتمل!بعد قراءة مانشيت إحدى الصحف، الأسبوع الماضي، بشأن عدد المليونيرية في الكويت، والذي تجاوز المئتي ألف مواطن، وكل واحد منهم تجاوزت ثروته المليون دولار على الأقل، أو ما يعادل 300 ألف دينار. بعد هذه المعلومة عدت بالذاكرة إلى الضجة، التي أثيرت حول تأجيل سداد أقساط المديونيات لعدد يقارب 455 ألف مواطن مدين للبنوك وجهات أخرى. هذا التأجيل لم يستفد منه المقترض، وكلف الدولة 600 مليون دينار!مجموع هؤلاء يعادل تقريباً نصف السكان الكويتيين والأغلبية ممن تزيد أعمارهم على 18 عاماً، وإذا استثنيت ربات البيوت، تجد أن هؤلاء هم المواطنون الكويتيون المعنيون، يعني يا مليونير يا مديونير!ملخص الوضع أن المجتمع الكويتي عجيب غريب ومليء بالمتناقضات، فلا يمكن تصنيفه بالرأسمالي أو الاشتراكي أو حتى بين هذا وذاك.ومع ذلك هناك مطالبات كثيرة بحماية الاقتصاد الوطني، مع أن ما عندنا اقتصاد وطني ولا هم يحزنون، كل اقتصادنا قائم على سعر البرميل، الله يحفظه ويرفع سعره، إلى أن نصبح جميعاً مليونيرية، ونمنع دخول المديونيرية أسوة بالمطعمين وغير المطعمين!