تحرُّك لاستئناف «مفاوضات النهضة»
• الجيش الإثيوبي يتعهد بحماية السد والتصدي لأي قوة تهاجمه
• شراقي: الأسبوع المقبل حاسم في تحديد حجم الملء الثاني
وسط ترقب لقرار مجلس الأمن الدولي حول ملف أزمة سد النهضة، بعد تخصيص جلسة لمناقشته الخميس قبل الماضي، بدأت تحركات على أكثر من صعيد من أجل عودة المسار التفاوضي بين مصر والسودان وإثيوبيا، تحت مظلة الاتحاد الإفريقي في القريب العاجل، في محاولة للتوصل إلى حل للأزمة المعقدة.وعلمت «الجريدة» أن رئيس الكونغو الديموقراطية فليكس تشيسكيدي، بصفته الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، يعمل على صياغة مبادرة جديدة لاستئناف المسار التفاوضي بين دول أزمة سد النهضة في العاصمة الكونغولية كينشاسا، وسط دعم من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لعودة المفاوضات المباشرة تحت رعاية الاتحاد الإفريقي.وأعلنت الولايات المتحدة، الثلاثاء الماضي، دعمها لجهود الاتحاد الإفريقي باعتبارها الأنسب للتعامل مع أزمة السد، بينما قال الممثل الأعلى للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل إن جهود الاتحاد الإفريقي لحل النزاع تحظى بدعم الاتحاد الأوروبي، وتحتاج إلى تكثيف للوصول إلى حل مقبول لجميع الأطراف.
في الأثناء، وصل وزير الموارد المائية والري المصري محمد عبدالعاطي إلى كينشاسا أمس، في مستهل زيارة رسمية يلتقي خلالها كبار المسؤولين الكونغوليين، لمناقشة ملفات التعاون المختلفة في مجال التنمية ومجالات إدارة المياه، فضلا عن مناقشة ملف سد النهضة.في غضون ذلك، أعلنت وزيرة الخارجية السودانية مريم المهدي، أمس، أن بلادها تدرس إمكانية التوجه إلى مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، بسبب تصرفات إثيوبيا بشأن سد النهضة، وشددت في تصريحات لوكالة «سبوتنيك» الروسية، على أن الخرطوم تلجأ إلى جميع الوسائل والأدوات المشروعة، بما في ذلك الدعاوى القضائية، للدفاع عن حقوقها.في المقابل، واصلت أديس أبابا إطلاق تصريحاتها المستفزة، إذ تعهد الجيش الإثيوبي بتأمين عملية بناء سد النهضة حتى إتمامها، ومواجهة أي قوى ستحاول اجتياح حدود المنطقة التي يقع فيها السد، وقالت وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية، أمس الأول، إن قيادات وعناصر الفرقة الـ22 للجيش أعلنوا أن وحدتهم تعمل على «توفير حماية منيعة» لتأمين عملية بناء السد. من جهته، ذكر أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة عباس شراقي، لـ«الجريدة»، أن الأسبوع المقبل هو أسبوع الحسم في تحديد عملية الملء الثاني لسد النهضة، متابعا: «عمليات تعلية الممر الأوسط حتى الآن تؤكد أن إثيوبيا لن تستطيع أن تخزن أكثر من 4 مليارات متر مكعب هذا العام، خاصة أن أعمال التعلية ستتوقف بحلول 21 الجاري كحد أقصى».وأوضح شراقي أنه بداية من ذلك اليوم سيبدأ فيضان النيل، وستبدأ مياه الفيضان في الارتفاع والعبور من فوق الممر الأوسط، ما سيؤدي إلى تعطيل العمليات الإنشائية، لافتا إلى أن سد النهضة به الكثير من العيوب الإنشائية، وأي مفاوضات مستقبلية حوله يجب أن تشمل مناقشة عوامل الأمان الخاصة به.الى ذلك، قالت وزيرة خارجية السودان، مريم المهدي، إن المصادقة على الاتفاقية الخاصة بإنشاء مركز إمداد لوجستي للبحرية الروسية في الخرطوم تجري وفقا للقوانين، نافية وجود أي ضغوط بهذا الخصوص على الخرطوم، سواء من موسكو أو من واشنطن.وأعربت الوزيرة، في الوقت نفسه، عن اهتمام السودان بالمساعدات العسكرية الروسية، وكذلك بإشراك موسكو في عملية تطوير بنية السودان التحتية وقطاع التعدين.وكانت المهدي ونظيرها الروسي سيرغي لافروف قد تطرّقا إلى مسألة القاعدة الروسية خلال لقائهما قبل أيام في موسكو، مما أثار تساؤلات وتكهنات، خصوصا بعد موقف موسكو في جلسة مجلس الأمن الأخيرة حول سد النهضة الذي اعتبر البعض أن فيه انحيازا الى إثيوبيا.