جنوب إفريقيا: مجموعات أهلية مسلحة لمواجهة النهب
مقتل 117 في الاحتجاجات على سجن زوما... ونشر 25 ألف جندي... وملك الزولو يدعو إلى الهدوء
بينما تنوي وزارة الدفاع نشر 25 ألف جندي للمساعدة في قمع التظاهرات العنيفة التي تشهدها مناطق عدة من جنوب إفريقيا، والتي أعقبت الحكم بسجن الرئيس السابق جاكوب زوما 15 شهرا بتهمة «احتقار المحكمة»، ناشد كبار المسؤولين في البلاد المواطنين العاديين عدم تطبيق القانون بأيديهم، بعدما تشكلت مجموعات حراسة أهلية، لمكافحة أعمال النهب والعنف والحرق.وتم نشر الآلاف من الجنود لمساعدة عناصر الشرطة في ضبط الأمن بالشوارع، لكنّ وكالات إنفاذ القانون لا تزال غير قادرة - على ما يبدو - على وقف الهجمات المستمرة من قبل الحشود على المستودعات والمتاجر ومراكز التسوق والعيادات والمصانع.وقالت وزيرة الدفاع نوسيفوي نكاكولا للبرلمان، إنها طلبت نشر نحو 25 ألف جندي إضافي في الشوارع، لكن مازال يتعين أن يوافق الرئيس سيريل رامافوزا على الخطة.
وجرى بالفعل نشر 5 آلاف جندي لمساعدة الشرطة في الحفاظ على الأمن بالمناطق الأكثر تضرراً.وفي عدة مناطق من غوتنغ وكوازولو ناتال، المقاطعتان اللتان تضررتا من أعمال العنف، تشكّلت مجموعات أهلية ودوريات مجتمعية مسلحة لتطبيق القانون بأيديهم، حيث يسعى السكان القلقون إلى حماية منازلهم وأعمالهم. وانقطعت الطرق الرئيسة في المقاطعتين وتعطّلت إمدادات الغذاء والوقود والأدوية بشدة.ودعا وزير الشرطة، بيكي سيلي، الناس العاديين إلى «العمل مع الجنود وعناصر الشرطة والتعاون معهم لحفظ الأمن»، وأضاف: «نحن بذلك نكون بخير، لكنّ المشكلة تكمن في المجموعات المشكّلة وفي إطلاق النار على الناس. إنها عدالة الغوغاء، ونطلب اليقظة عندما يأخذ الناس حقوقهم بأيديهم».وعلّق سيلي على اكتشاف عشرات الآلاف من طلقات الذخيرة الحية في مدينة دوربان قائلاً: «بعض الأشخاص يستعدّون للحرب». وارتفع عدد قتلى الاضطرابات المستمرة منذ نحو أسبوع إلى 117 شخصا، إضافة إلى عشرات الجرحى، وتم اعتقال أكثر من 1750 شخصا. وقبيل الزيادة المتوقعة للقوات المنتشرة في الشوارع، بدأت أعمال النهب والحرق في الانحسار، إذ ساد الهدوء عدة أحياء.وحاول ميسوزولو (ملك الزولو)، تهدئة الأمور بعد أيام من الاضطرابات. وقال في خطاب أذيع بأنحاء البلاد «هذه الفوضى تدمّر اقتصاد بلادنا».وكانت تصريحات الملك موجهة إلى أبناء عرقية الزولو التي ينتمي اليها الرئيس السابق.وقال الملك، الذي تم تنصيبه أخيرا بعد وفاة والده: «لقد جلب لنا هذا عارا عظيما، لأنّ الأصابع تتجه نحو أمّة أبي».وأضاف: «لذلك أناشد أمة الزولو الانسحاب من الدمار الذي لحق بأمتنا جنوب إفريقيا. أنادي إلى استعادة السلام والنظام، نحن أفضل من هذا بكثير، دعونا نحترم سيادة القانون».كما دعا إلى معاملة المواطنين من أصل هندي في الإقليم كإخوة وأخوات في ظل تصاعد التوترات.واندلعت الأزمة الأسبوع الماضي عندما نقل زوما (79 عاما) إلى السجن لتنفيذ عقوبة بالسجن لمدة 15 شهرا بتهمة «احتقار المحكمة»، بعد رفضه المثول أمام تحقيق قضائي يحقق في الفساد خلال فترة حكمه التي دامت 9 سنوات، وانتهت في 2018. وصدر حكم بالسجن 15 شهرا بحق زوما الأسبوع الماضي.وكان يتعين على زوما المثول أمام لجنة تحقيق بشأن عدد من الاتهامات بالفساد خلال فترة حكمه بين عامي 2009 و2018، لكنّه لم يستجب لاستدعاء المحكمة.