أهالي خوزستان يتظاهرون ضد سياسة التهجير القسري للعرب
شهدت مناطق خوزستان الايرانية مساء يوم الخميس الجمعة تظاهر حاشدة لأهالي المحافظة ضد ما اعتبروها سياسة التهجير القسري للعرب من المنطقة عبر قطع الماء والكهرباء والخدمات عنهم.وتجمع أهالي عدد كبير من مدن وقرى خوزستان إثر دعوة وجهها ناشطون عرب عبر شبكات التواصل الاجتماعي للاعتراض.وحسب ما أكده بعض الناشطين العرب في خوزستان لـ «الجريدة» فإن الأعضاء العرب في الباسيج والشرطة رفضوا مواجهة الأهالي واكتفوا فقط بالانتشار لحماية المصالح العامة، الأمر الذي أجبر السلطات إلى جلب عناصرها الأمنية من المحافظات الأخرى لمواجهة المتظاهرين وفي بعض المناطق مثل الخفاجية «سوسنجرد» ومحلة زوية في الأهواز والحميدية ومعشور «ماهشهر» وقلعة كنعان والدائرة والحائي وكوت عبدالله ودشت آزادكان إلى مواجهات بين الأهالي والأجهزة الأمنية، حيث قامت الأجهزة الأمنية بإطلاق النار المباشر على الأهالي، وجرح إثر اطلاق النار هذا عدد من الأهالي ولكن لحد الآن لم تؤكد معلومات عن مقتل أي من الجرحى.
وبدأت الدعوات للتظاهر والاحتجاج بعد أن قامت وزارة الطاقة باقفال مخارج سد كرخة الذي يغذي هور العظيم بالماء واقفال السدود على نهر كارون الذي يعتبر أكبر أنهار ايران التي يمكن الملاحة فيها وقطع ماء الصرف الصحي عن البيوت والكهرباء في ظل فصل الصيف في حين تصل درجة الحرارة في هذا الفصل في هذه المناطق إلى أكثر من خمسين درجة مئوية.وما أثار غضب الأهالي هو قيام وزارة الطاقة الإيرانية بتحويل مياه نهر كارون إلى مناطق ايران المركزية مثل أصفهان ويزد والاستمرار بتقنين الكهرباء في محافظة خوزستان لتأمين كهرباء العاصمة ومحافظات أخرى في البلاد.واتهم المحتجين الحكومة ووزارة النفط الايرانية بتخطيتها لتهجير أهالي هذه المناطق وتجفيف أراضيهم بسبب وجود النفط وغاز تحت هذه الأراضي.وقال بعض المحتجين أن السلطات الأمنية تتخوف أيضاً من علاقات بعض عرب هذه المنطقة مع الدول العربية في الخليج ومنظمة أهوازية تطالب باستقلال هذه المحافظة الغنية بالبترول والماء والأراضي الزراعية ولكن استمرارها في سياساتها التعسفية هذه تشجع الأهالي إلى المطالبة باستقلال محافظتهم. وقامت الأجهزة الأمنية بقطع الانترنت والاتصالات عن معظم مناطق خوزستان وقامت بإقفال العديد من مرافق الانترنت الخارجي في باقي المحافظات وتخفيض سرعة الانترنت في البلاد.وعلى الرغم من أن محافظة خوزستان الإيرانية تؤمن أكثر من ستين بالمائة من ايرادات الحكومة الإيرانية عموماً والمناطق العربية في ايران تؤمن أكثر من تسعين بالمائة من مداخيل ايران من بيع النفط ولكن الحكومات الايرانية قبل وما بعد الثورة في ايران فرضوا سياسة كبت العرب على هذه المحافظة.وتعتبر محافظة خوزستان المحافظة الوحيدة في ايران التي يتم تعيين كبار مدراء المحافظة من أجهزة إدارية أو سيادية أو عسكرية من خارجها ولا يُسمح لأبناء هذه المحافظة أن يكون لديهم حتى مدير قسم في المحافظة من أبناء المحافظة.هذا في حين أنه وحسب القوانين الايرانية فإن أهالي المحافظات لديهم الأولوية في التوظيف والحصول على المناصب الإدارية في محافظاتهم، وهذا ما يحصل في المحافظات الأخرى.وحسب هذا القانون فيفرض على المعامل والوزارات الحكومية أن تقوم بتوظيف أبناء المحافظة أولاً وإذا لم يجدوا عمال أو موظفين من أبناء المحافظة يحق لهم استخدام عمال وموظفين من خارج المحافظة ولكن خلال السنوات الماضية حصلت اعتراضات متعددة من قبل أبناء محافظة خوزستان بسبب امتناع موسسات حكومية مثل وزارة النفط الإيرانية من توظيف عمال من أبناء هذه المحافظة والاتيان بعمال من محافظات أخرى للعمل في مشاريعها في هذه المحافظة.وتعتبر أراضي محافظة خوزستان من المحافظات الأكثر خصوبة في ايران ولكن بسبب السدود التي قامت وزارة الطاقة الايرانية بإحداثها على الأنهار التي تجري في هذه المحافظة فإنها تواجه جفافاً كبيراً يؤدي إلى خسارة المزارعين لمحاصيلهم الزراعية وخسارة الأهالي للثروات السمكية والحيوانية التي يمتلكونها.وبالعكس تقوم الحكومة الإيرانية بتشجيع شباب محافظة خوزستان للهجرة إلى المحافظات الأخرى عبر اعطائهم العمل في محافظات أخرى أو منحهم حق الدراسة في محافظات أخرى، الأمر الذي يثير غضب الأهالي لأن معظم الشباب الذين يخرجون من المحافظة للعمل أو الدراسة في المحافظات الأخرى لا يعودون إلى محافظتهم فيما بعد.وتعتبر محافظة خوزستان إلى جانب محافظات بوشهر وهرمزكان من المناطق التي يسكنها أكثرية عربية وحسب جميع الدراسات التي أجريت فإن استقلال المناطق العربية ممكن أن يؤدي إلى انهيار كل البلاد بسبب أن هذه المحافظات تعتبر غنية جداً بشتى الموارد وباقي مناطق البلاد تعيش على عاتق هذه المحافظات ولهذا فإن الحكومات الايرانية منذ زمن رضا شاه تقوم بمحاربة العرب وقامت بكبت ثورة استقلالهم على يد الشيخ خزعل.