قال الروائي، صاحب منشورات جدل، أحمد الزمام، إن التطور التكنولوجي وتطوّر الأجهزة وفّرا تجربة قراءة مماثلة لقراءة كتاب حقيقي، فهي العامل الرئيس الذي يقود سوق الكتاب الإلكتروني العالمي نحو الصعود.

وفي فترة "كورونا"، زاد الاعتماد على الهواتف الذكية من أجل قراءة الكتب الإلكترونية التي يتوقّع أن تدفع، بدورها، الطلب العالمي عليها.

Ad

وقال الزمام إنه في الماضي، وعلى المستوى العربي تحديداً، كانت هناك قلة في استخدام الكتاب الإلكتروني، لكنّ سوقه ازدهر مع جائحة كورونا.

وأوضح أن الدليل على نجاح الكتب الإلكترونية عالميا بسبب ما تتلقاه المكتبات والناشرون بشكل متزايد من طلب على الكتب الإلكترونية، فقد حققت إحدى أكبر دور النشر في العالم، وهي "Hachette Book Group" عام 2019 عائدا ماديا كبيرا في سوق الكتاب الإلكتروني، وأشار إلى أنه قرأ مقالا تنبأ فيه بأنّ قيمة سوق الكتاب الإلكتروني العالمي من المتوقع أن تزيد بحلول عام 2026.

أما في العالم العربي، فنجد مبادرات دور النشر والمتاجر الإلكترونية على اهتمام كبير بالكتب الإلكترونية، فقد أعلن معظمها توفير النسخ الإلكترونية بجانب الكتب الورقية.

وأضاف: في الوقت الحالي هناك سرعة وصول لمجموعة واسعة من مكتبات الكتب الإلكترونية من خلال التطبيقات أو الخدمات عبر الإنترنت، وبالتالي تظهر كبدائل منخفضة التكلفة لطريقة الشحن التقليدية، خصوصا خلال جائحة كورونا، فقد أغلقت المكتبات في جميع أنحاء البلاد معظم خدماتها للتخفيف من حدة انتشار الفيروس، ويرى الزمام أن المنافسة بين الكتاب الورقي والإلكتروني أصبحت واضحة في سوق الكتب، ولا يزال "الورقي" هو المتصدر.

مجموعة مختارة

من ناحية أخرى، أكد الزمام أن منشورات جدل تفتح أبوابها للقراء، حيث تعمل على تقديم مجموعة مختارة من الكتب العالية الجودة لجميع فئات المجتمع، لافتا إلى أنهم يسعون للمساهمة الجادة في الميدان الثقافي من خلال إنتاج الكتب وغيرها من الأفكار الموضوعة لتنفيذها في المستقبل القريب وتستهدف المجتمع، حيث إن "جدل" انطلقت من فكرة مكتبة تعمل على مبدأ "كل الحياة مكتبة"، وأنها ليست للبيع، فالمكتبة لها دور كبير في المجتمعات، ليس محصوراً في بيع الكتب، فالهدف الأساسي لـ "جدل"، في الوقت الراهن، هو تعزيز مكانتها على الصعيدين المحلي والعربي، وتقديم خدماتها والعمل على تطويرها بما يتناسب مع احتياجات الكتّاب والقراء، والمشاركة في قضايا المجتمع، موضحا أنه ستكون للمنشورات مساهمات عديدة من بينها النشر في شتى المجالات الأدبية والمعرفية، كما تسعى الدار إلى إصدار مؤلفات تتناول مختلف المواضيع، والاهتمام بالترجمة التي لاحظنا أن سوقها قد اكتسح العالم العربي، كما أن "جدل" تسعى جاهدة إلى تحقيق هدف الترجمة المتبادلة مع الدور الأجنبية، وعمل تعاون حقيقي وواسع مع بقية الدور المحلية والعربية.

وأضاف شريكه نواف العياشي أنّه "مع الإعلان ستقدم منشورات جدل عروضاً ومزايا على بعض الكتب سنكشف عنها عبر منصات التواصل، كما أن الخطوات التي تقوم بها منشورات جدل مدروسة بشكل كامل، والتي ابتدأت من اجتهادات خاصة. وأكد الزمام أنّهم كدار نشر يحاولون أن يقدّموا نموذجا مختلفا للقارئ للمساهمة في الحراك الثقافي المحلي الذي من شأنه أن يُحدث تغييراً كبيراً. وعلّق الزمام بأن إعلان الدار جاء في وقت يتناسب مع عودة الحياة إلى طبيعتها بعد انقطاع بسبب جائحة كورونا، متوقّعا أن تكون هناك سوق كبيرة لشراء الكتب بعد فترة ركود طويلة.

فضة المعيلي