رغم الاضطرابات في الشارع، وظهور تداعيات جديدة على اساس يومي للأزمة الاقتصادية الحادة التي يعيشها لبنان، تفيد المعلومات بأن الاستشارات النيابية الملزمة التي يجب أن يدعو لها الرئيس ميشال عون لن تعقد قبل عيد الأضحى المبارك، على أن تتكثف الاتصالات خلال ذلك، لبحث السيناريوهات المطروحة بعد اعتذار سعد الحريري عن تكليفه تشكيل حكومة جديدة بعد 9 أشهر على استقالة حكومة حسان دياب، التي يفترض أن تقوم بتصريف الأعمال، لكنها تعمل بالحد الأدنى. وأمس عاد الهدوء قبل الظهر إلى منطقة جبل محسن في طرابلس بشمالي لبنان وسط انتشار كثيف لوحدات الجيش في مختلف شوارع المدينة بعد مواجهات عنيفة بين محتجين على تردي الأوضاع المعيشية وفقدان مادتي البنزين والمازوت وعناصر الجيش، على خلفية قطع طريق سكة الحديد التي تربط منطقة جبل محسن بمناطق القبة والتبانة والبداوي.
وكان الجيش استقدم ليلاً تعزيزات عسكرية، وعملت عناصره على ضبط الوضع وإعادة فتح جميع الطرق المؤدية إلى جبل محسن بعد انسحاب المحتجين.وأكدت فاعليات المنطقة أن وزارة الطاقة تجاوبت بمساعدة الجيش مع مطالب الأهالي، وعملت على تأمين مادة المازوت لأصحاب المولدات لإعادة التيار إلى المنطقة.وأعلن الجيش اللبناني أن 15 عسكرياً أصيبوا بجروج في مواجهات مع محتجين أقدموا، أمس الأول، على قطع الطرق في منطقة جبل محسن.وبانتظار مؤتمر صحافي اليوم للنائب علي حسن خليل معاون رئيس مجلس النواب نبيه بري، وما إذا كان سيتطرق فيه إلى مفاوضات تأليف الحكومة، والعوامل التي أدت إلى افشال مبادرة بري فضلاً عن موقف حركة أمل من كيفية السعي لتأليف حكومة جديدة، أسفت الهيئة السياسية في "التيار الوطني الحُرّ" لاعتذار الحريري ودعت حكومة تصريف الأعمال إلى أن "تخرج من حال شبه الاستنكاف ومعالجة مشاكل الناس".وكان لافتاً اتصال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أمس مع الحريري، وتمنيه "قيام رئيس البلاد ميشال عون بإجراء المشاورات التي ينص عليها الدستور مع ممثلي الفصائل البرلمانية في المستقبل القريب لاتخاذ قرار بشأن رئيس وزراء جديد، وتشكيل حكومة مؤهلة تحظى بدعم جميع القوى السياسية والطائفية القيادية في الجمهورية اللبنانية".كما أعربت الخارجية الروسية عن أسفها لاعتذار الحريري، وأكدت "استعدادها لمواصلة الاتصالات مع جميع ممثلي الدوائر الاجتماعية والسياسية المؤثرة في لبنان من أجل تعزيز العلاقات الودية والتعاون ذات المنفعة المتبادلة".وفيما بدا أنه مؤشر جديد على اهتمام متزايد لايطاليا بلبنان، قال السفير الإيطالي السابق لدى العراق ماركو كارنيلوس، إن "لبنان أصبح دولة فاشلة بالفعل، وإن الدول الغربية لم تمنح ما يحدث في البلد الاهتمام الذي يستحقه باستثناء فرنسا".وحذر كارنليوس من أن "الانهيار التام للدولة قد ينجم عنه انهيار الجيش اللبناني أيضاً، وذلك سيترك الساحة خالية لحزب الله للسيطرة على البلاد، وقال إن الإخفاق التام للدولة قد يؤدي إلى انقسام الطوائف اللبنانية الرئيسية، وقد يزج بلبنان في أتون حرب أهلية أخرى". ورأى أن "انهيار لبنان ستكون له تداعيات يصعب التنبؤ بها على جيرانه، خصوصاً على إسرائيل، وقد يؤدي إلى تدفق موجة جديدة من اللاجئين نحو أوروبا".وقال إن على بعض المستشارين الغربيين والإقليميين ممن يحلمون "بفوضى خلاقة" التفكير في كل تلك العواقب المحتملة لانهيار لبنان.وختم الدبلوماسي الإيطالي مقاله بأن الاختبار الجاد الأول لعزم المجتمع الدولي على حل مشكلة لبنان ينبغي أن يتضمن عقد جلسة خاصة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمناقشة الأزمة، يمكن من خلالها معرفة ما إذا كان الأعضاء الدائمون في المجلس يوافقون على أن انهيار لبنان سيشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين، ومن ثم يتبنّون قرارًا بشأنه بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.وكانت روما اقترحت إرسال بارجة بحرية للانضمام الى قوات "اليونيفيل" البحرية ما دفع محللين للحديث عن بوادر تدخل عسكري دولي.
دوليات
لبنان: اتصال روسي بالحريري ودعوة إيطالية للجوء للفصل السابع
18-07-2021