باتت إندونيسيا بؤرة جديدة لوباء فيروس كورونا بعد تسجيلها أكبر عدد من الإصابات الجديدة اليومية في العالم وسط نقص في الإمدادات الطبية واكتظاظ المستشفيات بمرضى «كوفيد-19».تقول صحيفة «نيويورك تايمز» إن إندونيسيا تجاوزت الهند والبرازيل في أعداد الإصابات الجديدة، وأرجعت تلك «الزيادة المفاجئة» إلى تفشي متغير دلتا شديد العدوى وسط انخفاض معدلات التطعيم.
والخميس، أبلغت السلطات الإندونيسية عن ما يقرب من 57 ألف حالة جديدة، وهو أعلى حصيلة يومية حتى الآن - سبعة أضعاف ما كان عليه في الشهر السابق.والجمعة، أبلغت البلاد عن رقم قياسي بلغ 1205 حالة وفاة، ما رفع الحصيلة الرسمية لوفيات إندونيسيا المرتبطة بالوباء إلى أكثر من 71 ألف حالة وفاة منذ بداية الجائحة.وأظهر مسح نُشر يوم السبت الماضي، أن ما يقرب من نصف سكان جاكرتا ربما أصيبوا بالفيروس، أي أكثر من 12 ضعف عدد الحالات المسجلة رسمياً في العاصمة الإندونيسية وقت إجراء البحث، وفقاً لما نقلته شبكة «سي إن إن».وتبرعت الولايات المتحدة هذا الأسبوع بـ 4.5 مليون جرعة من لقاح موديرنا لإندونيسيا، وقال المسؤولون إن الأولوية ستكون منح جرعات معززة لما يقرب من 1.5 مليون عامل صحي، وهم الذين تلقوا جرعات من لقاج سينوفاك الصيني.وتفشي الفيروس التاجي في إندونيسيا يعد جزءاً من موجة تعم دول جنوب شرق آسيا.تواجه فيتنام وماليزيا وميانمار وتايلاند أيضاً أكبر حالات تفشي المرض حتى الآن وفرضت قيوداً جديدة، بما في ذلك عمليات الإغلاق والطلب من الناس البقاء في منازلهم.ومتغير دلتا من فيروس كورونا الأكثر قابلية للعدوى والأشد فتكاً، اكتشف للمرة الأولى في الهند، حيث تسبب في وصول الحالات اليومية إلى ذروتها بأكثر من 400 ألف حالة يومياً خلال مايو، لكن الأرقام الرسمية انخفضت إلى حوالي 40 ألف حالية حالياً.
أخبار كاذبة ومضللة
وبالرغم من أن المسؤولين في إندونيسيا يقولون إنهم مستعدون لذروة الإصابات حال وصولها إلى 60 ألف حالة يومية، إلا أن الكثير من شهادات أقارب المرضى في المستشفيات تشير إلى «مشاهد مروعة» كما تقول الصحيفة الأميركية.قالوا إن بعض المستشفيات لا تقبل إلا المرضى الذين أحضروا الأوكسجين الخاص بهم، وفي حالات أخرى، يتدفق المرضى في أي مساحة للاستلقاء داخل المستشفيات بعد اكتمال الطاقة الاستيعابية.في بيكاسي، وهي مدينة مجاورة للعاصمة جاكرتا، يبلغ عدد سكانها 2.5 مليون نسمة، تدفق المرضى على المستشفى العام الإقليمي الذي نصب 10 خيام كبيرة لاستيعاب الزيادة في أعداد المصابين.كان زوج ليزا ويليانا موجوداً في إحدى الخيام منذ اليوم السابق، قالت إنه بعد تسعة أيام من المرض، انخفض مستوى الأوكسجين في الدم لديه إلى 84، وهو أقل بكثير من النطاق القياسي 95 إلى 100 الذي يعتبر طبيعياً.كان المستشفى يعطيه بعض الأوكسجين، لكن كان عليها جلب المزيد من الأوكسجين من الخارج.قالت «نحن ننتظر الغرفة المتاحة لأن المستشفى ممتلئ، كان من المهم الحصول على الأوكسجين لأنه (زوجها) كان يعاني من صعوبة بالتنفس».في مستشفى الدكتور سارجيتو العام بمدينة يوجياكارتا، توفي 33 مريضاً هذا الشهر بعد نفاد إمدادات الأوكسجين المركزية.ومع اكتظاظ المستشفيات، يختار الكثير من الناس البقاء في منازلهم - ويموت الكثيرون هناك.تشير «لابور كوفيد»، وهي مجموعة غير ربحية تتعقب الوفيات الناجمة عن المرض، إلى أن 40 مريضاً على الأقل توفوا بسبب الفيروس التاجي في منازلهم.وفقاً لشبكة «سي إن إن»، فإن إندونيسيا تواجه تحدياً إضافياً يتمثل في نشر معلومات مضللة عبر الإنترنت.على مدى أشهر، نشرت رسائل عبر تطبيق واتساب أخباراً كاذبة حول علاجات غير فعالية لكورونا، كما انتشرت نظريات المؤامرة حول اللقاحات على وسائل التواصل الاجتماعي، مما جعل بعض الناس غير واثقين بالحصول على الجرعات خوفاً من أن يتسبب ذلك في مرض خطير أو الوفاة.وبسبب المعلومات الخاطئة، لا يزال الكثير من الناس في إندونيسيا لا يأخذون «كوفيد-19» على محمل الجد، حتى مع ارتفاع الحالات من حولهم.