على وقع تصعيد الفصائل الموالية لإيران الهجمات على منشآت عسكرية ودبلوماسية أميركية في العراق، تعرضت قافلة تابعة لفصائل عراقية متحالفة مع إيران لهجوم بطائرة مسيّرة «درون» "مجهولة" على الحدود مع سورية.

واتهمت فصائل منضوية في "الحشد الشعبي" العراقي، ووسائل إعلام عراقية وسورية، الولايات المتحدة بالوقوف وراء الضربة، التي استهدفت قافلة تضمّ شاحنة محملة بالطحين. وكانت شاحنة مماثلة شنّت في السابع من الشهر الجاري أعنف هجوم على قاعدة عين الأسد العراقية التي تضمّ قوات أميركية في محافظة الأنبار.

Ad

ونقل موقع "السومرية نيوز" عن مصدر أن الطيران الأميركي استهدف بطائرة مسيّرة شاحنة نقل مواد غذائية في بلدة السويعية. وأوضح المصدر الذي لم يكشف عن هويته أن الاستهداف أدى إلى تدمير السيارة دون وقوع إصابات بشرية.

بدورها، قالت وكالة الأنباء السورية (سانا)، إن مسيّرة أميركية استهدفت شاحنة نقل مواد غذائية في مدينة البوكمال بريف دير الزور السوري، دون وقوع إصابات.

وأكد مجلس دير الزور العسكري التابع للمعارضة السورية أن "المسيّرة استهدفت شاحنة محملة بالذخيرة تحت أكياس الطحين بعد دخولها من الأراضي العراقية ودمّرتها قرب معمل الثلج بين قريتي السويعية والهري شرق مدينة البوكمال على الحدود السورية - العراقية".

وأوضحت المصادر أن سائق الشاحنة، وهو من عناصر "كتائب حزب الله - العراق" نجا من القصف، مشيرة إلى أن عناصر الحزب والحرس الثوري الإيراني انتشرت في المنطقة الحدودية.

واكتفى ضابط في الجيش العراقي برتبة مقدم بالقول إن "طائرة مسيّرة استهدفت مركبة للحشد الشعبي داخل الأراضي السورية ودمرتها بالكامل"، مبيناً أن "القصف أوقع قتلى لم يحدد أعدادهم حتى الآن"، دون تحديد هوية الطائرة.

بدورها، شددت "حركة الأبدال" الموالية لإيران على أن "العدوان الأميركي الجديد لن يثني فصائل المقاومة العراقية عن مواصلة التصعيد العسكري، ورفض كل مساعي الوساطات من أجل الهدنة"، معتبرة أن "استمرار استهداف الحشد الشعبي دليل على ضعف الحكومة العراقية في حفظ سيادة العراق وأمنه واستقراره".

وسبق أن هددت الفصائل العراقية بينها كتائب "حزب الله" باستهداف القوات والمصالح الأميركية، في حال لم تنسحب امتثالا لقرار البرلمان بإنهاء الوجود العسكري الأجنبي.

وبعد الهجوم الأميركي الأكبر، الذي أسفر عن مقتل 4 من الحشد في 28 يونيو الماضي، أصدرت "تنسيقية المقاومة"، التي تضم فصائل مدعومة من إيران، أبرزها "حزب الله"، و"سيد الشهداء" و"عصائب أهل الحق" و"النجباء" وفصائل أخرى، بياناً مشتركاً توعّدت فيه بالردّ السريع واستمرار التصعيد إلى حين خروج جميع القوات الأجنبية.

زيارة الكاظمي

وجاء التصعيد قبل أيام من انطلاق الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن، واللقاء المرتقب بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في نهاية الشهر لمناقشة الجدول الزمني لخفض القوات الأميركية وشرح تحضيرات الانتخابات المرتقبة.

وشدد عضو لجنة العلاقات الخارجية النيابية مختار الموسوي على أهمية أن تكون زيارة الكاظمي لواشنطن مميزة ومثمرة وليست بروتوكولية، معتبراً أن هناك أولويات ضرورية ينبغي أن يتصدى لها، وعلى رأسها

الانسحاب من العراق بشكل فوري.

وتوقّع عضو مجلس النواب الآشوري يونادم كنا أن "الجانب الأمني سيكون الأعلى كعباً في حوارات الكاظمي مع الحكومة الأميركية"، مؤكداً أن "المؤثر والعامل الخارجي أو الإقليمي عليه أن يهدأ قليلاً، ولا ينعكس على الداخل العراقي، خصوصاً المحادثات الأميركية - الإيرانية للعودة إلى الاتفاق النووي في فيينا".

الكهرباء والحرائق

من جهة أخرى، أعلنت وزارة الكهرباء في إقليم كردستان، أمس، البدء بربط شبكة الطاقة بين الإقليم وبقية مناطق العراق مع تركيا، تزامناً مع إحباط محاولة تفجير أحد أبراج نقل الطاقة جنوب الموصل.

إلى ذلك، أعلن المسؤول العام عن الهيئات الصحية في ذي قار سعد المجيد استقالة العديد من مديري المستشفيات منذ الحريق المميت لمستشفى الحسين في الناصرية الاثنين، موضحاً أن دافعهم هو الخوف من تحميلهم المسؤولية في حال وقوع كارثة جديدة مع تتالي الحرائق في مستشفيات العراق المتداعية.

وفي إطار الغضب من تردي المنظومة الصحية، دفع انقطاع الأكسجين عن وحدة مرضى كورونا بمستشفى الكندي الرئيسية في العاصمة بغداد، عائلة عراقية إلى مهاجمة الفريق الطبي بالسلاح قبل اعتقالهم من قبل الشرطة.

وقال مصدر أمني إن 10 أشخاص نفذوا الهجوم إثر انقطاع التيار الكهربائي وتوقف أجهزة التنفس الصناعي، مما تسبب في وفاة 4 من المرضى بينهم قريب لهم.

وفي حلقة جديدة بمسلسل الكوارث، أعلنت مديرية الدفاع المدني، أمس، عن إخماد حريق بفندق ضي الحسين وسط كربلاء، وإنقاذ عشرات النزلاء، في حين أدى الحادث إلى مقتل طفلة، وفق وكالة الأنباء الرسمية (واع).

وذكر بيان رسمي أن "فرق الدفاع أنقذت 78 نزيلاً داخل الفندق المكون من أربعة طوابق مع عدد من المحال التجارية في الطابق الأرضي الواقع في شارع السدة وسط مدينة كربلاء".

في السياق، أقدمت السلطات على إغلاق جسر الجمهورية وسط العاصمة بغداد ذهاباً وإياباً بالكتل الكونكريتية، بعد أن دعا ناشطون إلى وقفة احتجاجية ضمن حملة "إنهاء الإفلات من العقاب" التي أطلقها "محتجو تشرين" في العراق ودول العالم التي فيها عراقيون للضغط من أجل محاسبة قتلة النشطاء.