رسالة أميركية لخامنئي: «الاتفاق» قبل مغادرة روحاني يُجنّبنا تعقيدات
واشنطن هدّدت بتوجيه ضربة موجعة للفصائل العراقية
وسط تبادل للاتهامات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن تأجيل الجولة السابعة من مفاوضات فيينا النووية، كشف مصدر في مكتب المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، أن الأخير تلقى مجموعة مقترحات من الرئيس الأميركي جو بايدن، تسلمها وزير الاستخبارات الإيراني محمود علوي، المقرب من مكتب المرشد، خلال زيارته إلى بغداد الأسبوع الماضي، من رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.وبحسب المصدر، فإن رسالة بايدن تضمنت شقين؛ الأول له علاقة بهجمات الفصائل المتحالفة مع إيران على المصالح والقوات الأميركية، والثاني مرتبط بإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 ومفاوضات فيينا.وفيما يخص الشق الأول؛ طلب بايدن من خامنئي لجم الميليشيات الموالية لإيران، التي صعدت أخيراً من هجماتها على مواقع أميركية في العراق وسورية، مهدداً بأنه إذا استمرت الهجمات فإن الجيش الأميركي سيكون مضطراً لتوجيه ضربة واسعة وموجعة جداً للفصائل ستؤدي الى كسر «عمودها الفقري» في العراق وسورية.
وفي الشق الثاني، قال الرئيس الأميركي إن إدارته تفضل التوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي قبل رحيل حكومة الرئيس حسن روحاني وتسلم الأصولي إبراهيم رئيسي الرئاسة في 5 أغسطس المقبل، وكذلك قبل الانتخابات، محذراً من أن المفاوضات قد تتعقد وتطول إذا لم يتم ذلك. واقترح بايدن بهذا الشأن التوقيع فوراً على اتفاقية في فيينا لإحياء اتفاق 2015، ورفع العقوبات بشكل متزامن وعلى أساس خطوة بخطوة، وهو الاقتراح الذي كان الأوروبيون اقترحوه في وقت سابق، وواجه رفضاً من خامنئي، الذي أصر على رفع العقوبات دفعة واحدة. وأشار الرئيس الأميركي إلى أن هناك بعض العقوبات، التي تم إقرارها من الكونغرس، لا يمكن للرئيس رفعها، بل يمكنه ضمان الاستمرار بتعليقها ووقف تنفيذها، مادامت إيران تقوم بتنفيذ تعهداتها، مبيناً أن الإصرار على «الدفعة الواحدة» يعرقل كل شيء، لأن بايدن وإدارته ليس لديهما خيار في هذا الشأن. وبخصوص الضمانات، قال بايدن إن الديموقراطيين سيقدمون مشروع قانون في الكونغرس لتحويل الاتفاق إلى معاهدة أو قانون ما يصعب على أي رئيس أميركي فيما بعد الخروج منه.وإذ أشار إلى أنه لا يستطيع ضمان تمرير القانون في الكونغرس، حتى لو تمكن الديموقراطيون من امتلاك أغلبية في مجلسي الشيوخ والنواب في الانتخابات النصفية في 2022، قال بايدن إنه يضمن أن تلتزم الولايات المتحدة بتنفيذ جميع تعهداتها في الاتفاق النووي، طالما بقي هو في البيت الأبيض.في المقابل، طلب الرئيس الديموقراطي من خامنئي أن تتعاون إيران في حل الأزمات الإقليمية ووضع ضوابط لتطوير برنامجها الصاروخي ووقف تهديداتها ضد إسرائيل، والابتعاد عن الانخراط في مشاريع «أعداء الولايات المتحدة»، في إشارة إلى الصين وروسيا.وبحسب المصدر، ناقش المسؤولون الإيرانيون، خلال اجتماع للمجلس الأعلى للأمن القومي برئاسة حسن روحاني يوم السبت الماضي، مسألة التوصل إلى اتفاق قبل 5 أغسطس، كما أن روحاني يعتبر أنه إذا أمكن رفع الجزء الأكبر من العقوبات وتخليص أموال إيران المجمدة قبل تسلم رئيسي للسلطة، فإن الحكومة المقبلة سوف تتمكن من بدء عملها بظروف أفضل بكثير من الأوضاع الحالية.ويشير المصدر إلى أن روحاني أثار الأمر مع رئيسي، الذي كان موقفه إيجابياً جداً، رغم أن بعض الأصوليين اعتبروا أنه يجب الإصرار على الموقف الحالي، وهو التمسك برفع كل العقوبات، لأنه ليس هناك شيء جديد في الأفكار الأميركية. وختم المصدر بأن القرار الآن بيد خامنئي، والجميع ينتظر موقفه، في حين بدأ العد العكسي لتسلُّمٍ وتسليمٍ في طهران قد يغيران كل شيء.