العبرة بالمتابعة والتنفيذ

منذ أيام وبعد أن قامت شركة بوينغ لاختيار دولة الكويت كمقر إقليمي للتدريب ظهر علينا من ظهر ليؤنب من تعود على انتقاد الحكومة بعدم الموضوعية تحت عنوان «نقل السلبيات وعدم نقل الإيجابيات».

من حيث المبدأ الكلام موضوعي جداً، وكنت وما زلت وسأظل بإذن الله من الداعين الى نقل الصورة الموضوعية بسلبياتها وإيجابياتها، ونعم ما زالت الكويت من الدول التي تتمتع برعاية صحية أولية جيدة برغم الملاحظات، ولدينا نظام تأمينات اجتماعية مجزٍ جداً، وتقوم الدولة بدعم مشاريع الشباب بميزانيات ضخمة، مع الأخذ بعين الاعتبار مرحلة كورونا التي تراجعت بها الدولة في هذا الإطار للتخبط الواضح في معالجة مشاكل أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة، لكن هذا لا يعني أن الدولة في السنوات العشر الأخيرة لم تبل بلاءً حسنا في الموضوع.

بالمقابل وفي مواضيع الإنشاءات الكبرى والمشاريع ذات الطابع القومي، فالتردد والمحاصصة بين أصحاب النفوذ بدون أي أساس موضوعي بالإضافة إلى دورة مستندية فاشلة كان العنوان الأكبر في الفشل في الثلاثين سنة الماضية، وإذا كان البعض يدلل على قيام البوينغ باختيارنا كمقر إقليمي للتدريب، فنقول ممتاز لكنه اختيار مبدئي، والانتظار مطلوب لأن الشيطان يكمن في التفاصيل، والأسئلة الملحة ستطرح في المراحل اللاحقة: هل ستتعامل البوينغ مع الحكومة الكويتية مباشرة أم مع وكيل محلي للخدمات اللوجستية لمقر التدريب؟ ماذا عن دور الطيران المدني؟ وهل تستطيع كجهة مواكبة متطلبات البوينغ أم أن الأمر سيأخذ شكل كتابنا وكتابكم وردود الجهات الرقابية التي تأخذ فترات طويلة؟ وهل سنشهد مماطلات تؤدي الى قيام البوينغ بنقل المقر الى دول مجاورة شهيرة بتسريع المعاملات؟ وإذا كان البعض يتهمنا بنشر السلبيات، فإننا نسأل من باب التذكير: أين وصل موضع طريق الحرير؟ ألم نوقع مع الصين؟ وأين وصل ملف استثمار الجزر؟ وأين وصل ملف رؤية الكويت 2035؟ وأين وصل ملف القطار الذي يربطنا بدول مجلس التعاون؟ سمو الرئيس تحدث منذ عام عن التركيبة المختلة للسكان بواقع 70% وافدين إلى 30% مواطنين، وأن الحكومة ستقلب هذا الرقم، فهل انقلب الرقم أو على الأقل ابتدأنا بذلك؟ ماذا عن إصلاح الدورة المستندية التي تشكل عائقاً كبيراً أمام المشاريع الكبرى؟ أدرك أن كلامي محبط، لكنني كمواطن قبل أن أكون كاتباً صغيراً جداً مطالب بالإشارة إلى الحقائق بشكل موضوعي لا للتطبيل للحكومة، الكل يريد التقدم ويأمل التطور، ولكن هل الحكومة الحالية وحلفاؤها قادرون على مواكبة هذا التطور والإجابة عن الأسئلة الصعبة؟

سؤال.. مجرد سؤال.

فهل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك.

قيس الأسطى