تراجعت أسعار النفط بشكل حاد أمس، بعد أن تغلبت «أوبك+» على انقسامات داخلية واتفقت على زيادة الإنتاج، مما أثار مخاوف بشأن فائض في الخام مع ارتفاع حالات الإصابة بكوفيد- 19 في العديد من البلدان.

وانخفض خام برنت 2.01 دولار، بما يعادل 2.7 في المئة إلى 71.58 دولارا للبرميل. وتراجع الخام الأميركي 2.06 دولار أو 2.8 في المئة إلى 69.75 دولارا للبرميل.

Ad

واتفق وزراء «أوبك+»، أمس الأول، على زيادة إمدادات النفط من أغسطس لتهدئة الأسعار التي صعدت هذا الشهر لأعلى مستوى في أكثر من عامين مع تعافي الاقتصاد العالمي من «كوفيد- 19».

كما اتفقت المجموعة، التي تضم الدول الأعضاء بمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء مثل روسيا على حصص إنتاج جديدة من مايو 2022.

وقالت إيه.إن.زد ريسيرش «حتى مع زيادة الإنتاج، يظل السوق في شح بعض الشيء... تظهر البيانات التي تتواتر بشكل كبير مؤشرات إيجابية بالنسبة للنفط، إذ سجل الطلب على البنزين في الولايات المتحدة مؤخرا مستوى قياسيا. هذا من شأنه أن يحد من مدة البيع».

وقال بنك الاستثمار الأميركي غولدمان ساكس، إن اتفاق «أوبك+» لزيادة إمدادات النفط يدعم وجهة نظره بشأن أسعار الخام، ويتوقع «رفعا» طفيفا لتوقعاته لفصل الصيف حتى يبلغ برنت 80 دولارا للبرميل.

وأضاف «غولدمان ساكس» في مذكرة «اشتمل الاتفاق على نقطتي تركيز بارزتين: زيادة معتدلة في الإنتاج والتي ستبقي السوق في حالة عجز في الأشهر المقبلة، بالإضافة إلى توجيهات لزيادة السعة التي ستكون مطلوبة في السنوات القادمة في ظل تنامي نقص الاستثمار.

وذكر أن الاتفاق يتماشى مع وجهة نظره القائلة بأن «أوبك يجب أن تركز على الحفاظ على سوق حاضرة في شح طوال الوقت مع توجيهها لزيادة القدرات المستقبلية وتثبيط الاستثمارات المنافسة».

وأضاف ان اتفاق «أوبك+» يمثل «صعودا» دولارين للبرميل مقابل 80 دولارا للبرميل في توقعاته لسعر خام برنت قي فصل الصيف، وزيادة 5 دولارات لتوقعاتها البالغة 75 دولارا للبرميل للعام المقبل.

ومع ذلك، يتوقع «غولدمان» أن تتذبذب أسعار النفط في الأسابيع المقبلة بسبب المخاطر من سلالة «دلتا» وبطء وتيرة تطورات العرض مقارنة بالزيادة مؤخرا في نشاط التنقل.

ومع تحقق معظم زيادة الطلب التي توقعها لفصل الصيف بالفعل، ومع تزايد الرياح المعاكسة من سلالة «دلتا» المتحورة من كوفيد- 19، قال «غولدمان» إن الحافز لجولة الصعود التالية في الأسعار يتحول من جانب الطلب إلى جانب العرض، مع وجود احتمالات رفع لتوقعات الأسعار في الأشهر القادمة.

وقال إد مورس، الرئيس العالمي لأبحاث السلع في Citigroup، في مقابلة على تلفزيونية بلومبرغ، إن «السوق تعاني شحاً كبيراً... زيادة العرض بمقدار 400 ألف برميل يوميًا زهيدة».

وأضاف أن الطلب أعلى بشكل كبير، على الرغم من تفشي الجائحة في أجزاء من العالم، ومن المرجح أن ترتفع أسعار النفط أكثر بحلول نهاية الصيف.

أما فاندانا هاري، مؤسِّسة شركة فاندا إنسايتس في سنغافورة، فترى أن الصفقة تثبت أن «أوبك+» ليست متماسكة فحسب، بل إنها أيضًا في طريقها لإدارة محكومة وحذرة للتخفيضات لتجنب أدنى مخاطر قد تدفع السوق إلى زيادة العرض.

وأضافت أنه من المرجح أن يظل خرق الحصص عائقاً لدى التحالف، إذا ما طلبت الأسواق مزيداً من النفط.

من ناحيته، قال ويل سونغشيل يون، كبير محللي السلع في شركة VI Investment Corp في سيول، إن التركيز سيتحول الآن إلى الطلب، نظرًا لأن الشكوك المباشرة بشأن العرض قد اختفت.

وأضاف أن الصفقة أبرمت على افتراض أن الوباء سينحسر بحلول العام المقبل، لكن متحور «دلتا» سريع الانتشار قد يستمر في التأثير على أسواق النفط لبعض الوقت.

واعتبر دانييل هاينز، كبير محللي السلع في مجموعة أستراليا ونيوزيلاندا المصرفية، إن الصفقة من المرجح أن تؤدي إلى بعض الضعف في سوق النفط على المدى القصير، حيث يقوم المستثمرون بفك صفقاتهم بشأن احتمال زيادة المعروض.

وأضاف أن السوق لا يزال ضيقا نسبيًا، وأن عمليات البيع يجب أن تكون قصيرة الأجل.