الله يوفقكم للفهم
كانت مانشيتات عدد من الجرائد والمجلات الكبيرة، في الأيام الماضية، تتحدث عن كارثة الطقس من الصين إلى ألمانيا، فقد فاضت الأنهار والسيول وغرقت المدن، كان مانشيت الإيكونيميست "التأقلم لارتفاع درجة حرارة 3 مئوية بعد العصر الصناعي ولا مكان آمن في العالم".هي كارثة الطقس والتسخين الحراري بتشبيه ما يسمى البيوت الزجاجية التي تحتفظ بالحرارة والكربون، وغابات الأمازون رئة العالم يتم طمسها من أجل الزراعة، وحرائق غابات في الشمال تتزايد، وأنهار فاضت وثلوج الجبال تختفي. الحديث الآن هو أن اتفاقية باريس للمحافظة على الطقس لم تعد كافية، وهناك حاجة إلى المزيد من الإجراءات، وقريباً لا يمكن لأحد أن يعمل في مثل درجة الحرارة تلك بالخارج، والكويت، أسخن مكان مأهول في العالم، شاهدة على هذا الأمر.
ومنطقة الشرق الأوسط هي الأكثر تضرراً بالتصحر وندرة المياه، وتلك مسألة تاريخية، إلا أن الأمور زادت سوءاً في السنوات الأخيرة بسبب التغيّر المناخي، وقالوا إن من أسباب ثورات الربيع العربي، غير نهج الدكتاتوريات الحاكمة، زيادة التصحر، وتدهور الزراعة بسبب انخفاض منسوب مياه الأنهار وندرة الأمطار، ولننظر إلى ما حدث لمياه نهري دجلة والفرات، ونشاهد اليوم توتر العلاقة بين مصر والسودان من جهة وإثيوبيا التي تبني سد النهضة من ناحية أخرى.ماذا سيفعل العالم المتقدم اليوم غير زيادة الجهد العلمي للبحث وتطوير بدائل للطاقة غير النفط، مثل الطاقة الشمسية؟ وعندئذ ماذا ستصنع دول المنطقة بسقوط أسعار نفوطها، ومعظمها بدأت تحسب حساب الغد إلا الجماعة هنا في الفرن الكويتي الملتهب ثقيل الدم؟ فتغيير الطقس ونزول سعر النفط ليس مهماً، المهم ألّا يتغير السياسيون الجاثمون على إدارة الدولة، وبالتالي لا يتغير نهج التفكير ولا مصالح الساكنين في الأدوار العليا، حتى لو انقلبت الدنيا على حالها، فغير الرزات الإعلامية لا شيء عندكم... الله يوفقكم في قراءة وفهم تغيُّر أحوال العالم، المسألة ليست صعبة، لكن عندكم هي مشكلة المشاكل.