في وقت تعاني الحكومة الإثيوبية من هزائم أمام قوات إقليم تيغراي، أطلقت أديس أبابا منصة رسمية أمس، لتلقي التبرعات والمساهمة في استكمال بناء سد النهضة الإثيوبي، بعد نحو أسبوع من الإعلان عن انتهاء الملء الثاني المحدود لبحيرة السد، رأى فيه عدد من المراقبين فشلاً من إثيوبيا في إتمام حجم الملء المتوقع.وزارة الري الإثيوبية، قالت في بيان على مواقع التواصل الاجتماعي، إنها أطلقت منصة رسمية للتبرع لسد النهضة، للمشاركة في استكمال مشروعاته غير المتكملة، وطالبت الإثيوبيين بالمشاركة في عمليات بنائه.
من جهته، رأى أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة عباس شراقي، في الخطوة الإثيوبية بفتح باب التبرع اعترافاً ضمنياً بالصعوبات التي تواجه أديس أبابا وأدت لمحدودية الملء الثاني.وأضاف شراقي لـ «الجريدة»: «هناك شواهد تثير الريبة في إمكانية استكمال السد بهذا الشكل، فمن الواضح أن هناك مشاكل عدة تواجه عمليات الإنشاء البطيئة لدرجة أن معدات الإنشاء الخاصة بتعلية الممر الأوسط تم رفعها قبل أن تعتليها مياه الفيضان بيوم واحد».وأشار إلى أن «رئيس الوزراء الإثيوبي اعترف بالأزمة عندما أقر الأسبوع الماضي بوجود مشاكل في التمويل وعمليات الإنشاء، لذا جاء الملء المحدود نتيجة فشل في عمليات البناء، وجاء الملء بصورة متعجلة ودون المستوى المطلوب، فمن أصل 13.5 مليار متر مكعب تم الملء في حدود ثلاثة مليارات فقط، لكنها كافية لتبرير وترويج خطاب الملء في الداخل الإثيوبي بزعم تحقيق انتصار وسط الأزمة التي يعيشها النظام الإثيوبي».إلى ذلك، رفضت وزارة الخارجية الروسية محاولات ربط التعاون العسكري التقني بين روسيا وإثيوبيا بملف سد النهضة، داعية إلى عدم تسييسه من أجل تفادي تصعيد التوتر بين القاهرة والخرطوم وأديس أبابا، وذلك بعد مناقشات في وسائل الإعلام المصرية انتقدت التقارب الروسي الإثيوبي واعتبرته موجهاً ضد القاهرة.وتعجبت الخارجية الروسية، في بيان أمس الأول، من تناول الملف قائلة: «من المحير ربط التعاون العسكري التقني بين روسيا وإثيوبيا بالعملية التفاوضية غير السهلة وطويلة الأمد بين مصر والسودان وإثيوبيا حول بناء محطة النهضة للطاقة الكهرومائية على نهر النيل».وأضافت: «تسوية الخلافات القائمة بين إثيوبيا ومصر والسودان يجب أن تتم بالتوافق مع روح وبنود إعلان الخرطوم الصادر عام 2015، وعلى أساس التفاهمات الأولية التي تم التوصل إليها في الإطار الثلاثي. نعتقد أن فرص إيجاد حلول مقبولة للجميع في إطار الآلية التفاوضية الثلاثية بوساطة الاتحاد الإفريقي لم تنفد بعد».كما شددت على أن «التعاون الروسي الإثيوبي في المجال التقني العسكري يجري تنظيمه بناء على الاتفاق الحكومي حول التعاون الدفاعي ولا يحمل أي طابع مزعزع للاستقرار»، لافتة إلى «أن روسيا تقيم تعاوناً مشتركاً مماثلاً مع عدد من الدول الأخرى بينها مصر والسودان».ودعت إلى عدم «تسييس بناء محطة النهضة للطاقة الكهرومائية، بهدف تفادي أي تصعيد محتمل للتوتر القائم بين الدول المذكورة على خلفية هذه القضية».
دوليات
إثيوبيا تفتح باب التبرعات لـ سد النهضة
25-07-2021