رغم موجة "كورونا" القاسية والمدمرة في تونس، شهد عدد من المدن التونسية، أمس، الذي صادف عيد الجمهورية، تظاهرات حملت اسم "تظاهرات الحسم"، طالبت بإسقاط الحكومة التي يرأسها هشام المشيشي وبرحيل رئيس البرلمان وأمين عام حزب "حركة النهضة" الإسلامية راشد الغنوشي.

ورغم تفشي فيروس "كورونا" والإجراءات الأمنية المشددة، توافد مئات المتظاهرين إلى ساحة البرلمان بميدان باردو، مطالبين بحلّه، فيما هاجم متظاهرون مقرات "النهضة" في عدد من المدن حسب "سكاي نيوز عربية".

Ad

وألقى المحتجون الحجارة وزجاجات فارغة على عناصر الأمن في محيط البرلمان، الذين ردّوا باستخدام رذاذ الفلفل لتفريق المتظاهرين.

وانتشرت الوحدات الأمنية في الشارع الرئيس للعاصمة وأمام المراكز الحساسة ومقرات السيادة.

وتجاوزت "تظاهرات الحسم" الغاضبة العاصمة، وتوسّعت رقعة الاحتجاجات لتمتد إلى نحو 8 محافظات وعدد من المناطق.

وانطلقت الاحتجاجات في كل من محافظة سوسة وصفاقس والكاف وباجة وقفصة وسيدي بوزيد والمنستير ونابل، بنفس الشعارات التي تتهم "النهضة" و"إخوان تونس" في الذكرى 64 لعيد الجمهورية بـ"احتلال البلاد".

وهتف المحتجون:"يا غنوشي يا سفاح يا قاتل الأرواح"، و"الشوارع والصدام حتى يسقط النظام"، واتهم المتظاهرون، سياسة "النهضة" بسرقة أحلام الشباب، إذ وصلت نسبة البطالة إلى 20 في المئة، وفق آخر إحصائيات "المعهد التونسي للإحصاء".

ويطالب المحتجون بتشكيل حكومة جديدة، إلى جانب إسقاط الطبقة الحاكمة.

وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع فيديو تظهر اقتحام المحتجين مقراً لـ"النهضة" في مدينة توزر الجنوبية، حيث أفرغوا المقر من محتوياته وقاموا بإحراقها.

وحاول عدد من المحتجين اقتحام مقر "النهضة" في القيروان، مرددين شعارات ضدّ الحركة ورئيسها، قبل أن يتم منعهم من الوحدات الأمنية.

وفي سوسة، حاول المتظاهرون اقتحام المقر المحلي لحزب "النهضة"، أكبر أحزاب البرلمان.

يشار إلى أن نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي، وعدداً من السياسيين، دعوا للنزول إلى الشارع وتنظيم "حراك 25 يوليو" لإسقاط "منظومة 2011 السياسية"، بسبب استشراء الفساد وتردي الوضعين الاقتصادي والاجتماعي.

وبحسب المنشورات التي دعت الى الاحتجاج في مواقع التواصل، فإن القائمين على هذا الحراك، يؤكدون أن التحرك غير مسيّس وغير مدعوم من أي حزب أو جهة سياسية داخلية كانت أو خارجية.

وقال نور الدين السالمي (28 عاماً) وهو محتج عاطل عن العمل "نفد صبرنا، لا توجد حلول للعاطلين. لا يمكنهم السيطرة على الوباء، لا يمكنهم إعطاءنا لقاحات".

وأقال المشيشي الأسبوع الماضي وزير الصحة فوزي المهدي بعد مشاهد فوضوية في مراكز التطعيم خلال عطلة عيد الأضحى، عندما اصطفت حشود كبيرة بسبب نقص إمدادات اللقاح.

وأعلن الرئيس التونسي قيس سعيد، أن الجيش سيتولى التعامل مع الجائحة، قائلاً إن خطط التصدي لها باءت بالفشل.

وفي أول ظهور له بعد أيام على إصابته بـ"كورونا" ودخوله المستشفى العسكري، دعا رئيس البرلمان، أمس، إلى المحافظة على وحدة الصف بين جميع التونسيين والابتعاد عن التجاذبات.

وتوجه الغنوشي بـ"رسالة أمل" للشعب التونسي مفادها أنه "لا بد من المحافظة على تونس".

وأكد في تصريح صحافي خلال الاحتفال بذكرى عيد الجمهورية، ضرورة الحفاظ على استمرار وتكامل ووحدة مؤسسات الدولة.

وفي تعليق منه على التظاهرات، اعتبر الغنوشي أن "المسيرات حق ضمنه الدستور، وتونس اليوم لا تستحق تظاهرات بل تستحق التظاهر ضد كورونا باتحاد كل القوى".

من ناحيته، قال الأمين العام لاتحاد الشغل نور الدين الطبوبي، أمس، إن مؤسسات الدولة "تفككت وأصبحت أسرارها ومراسلاتها الداخلية الرسمية منشورة في صفحات التواصل الاجتماعي"، مضيفاً "هذه المنظومة الحاكمة انتهى توقيتها".

ودعا الطبوبي القوى السياسية إلى توحيد صفوفها "لخلق قوة وطنية مدنية ديمقراطية في ممارساتها بالأساس".