النفط يهبط دولاراً مع تهديد انتشار متحورات «كورونا» وسيول الصين
هبطت أسعار النفط نحو دولار أمس، إذ بددت المخاوف بشأن الطلب الناجمة عن انتشار السلالات المتحورة لفيروس كورونا، وكذلك سيول في الصين، اثر التوقعات بشح الإمدادات خلال بقية العام.ونزلت العقود الآجلة لخام برنت تسليم سبتمبر 95 سنتا، أو ما يعادل 1.3 في المئة، إلى 73.15 دولارا للبرميل بحلول الساعة 0627 بتوقيت غرينتش، بينما بلغ خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 71.11 دولارا للبرميل منخفضا 96 سنتا. وفي وقت سابق، نزل العقدان ما يزيد على دولار.وواصلت الإصابات بـ "كورونا" الارتفاع في مطلع الأسبوع الجاري، في حين سجلت بعض الدول زيادات يومية قياسية ومددت إجراءات العزل العام التي قد تُبطئ الطلب على النفط. وشهدت الصين، أكبر مستورد في العالم للخام، أيضا زيادة في الإصابات بـ "كوفيد 19"، بينما تواجه البلاد فيضانات شديدة وإعصارا في أجزاء بوسط البلاد وشرقها.
وقد تؤدي حملة تشنها بكين على سوء استخدام حصص الاستيراد مصحوبة بتأثير ارتفاع أسعار الخام إلى انخفاض نمو واردات الصين من النفط لأدنى مستوى خلال عقدين في 2021، رغم التوقعات بزيادة معدلات التكرير في النصف الثاني.وهناك دلائل على أن الطلب على الوقود مثل البنزين قد زاد مع بدء برامج التطعيم، على الرغم من أن متغير "دلتا" سريع الانتشار أثار المخاوف بشأن التوقعات قصيرة الأجل. لكن تم تجديد القيود المشددة بما في ذلك حظر التجول في بعض المناطق في أنحاء العالم. من جهتها، قالت فاندانا هاري، مؤسسة شركة استشارات الطاقة فاندا إنسايتس في سنغافورة: "يستمر متغير دلتا في عرقلة تعافي الطلب... قد يستغرق المضاربون على ارتفاع النفط بعض الوقت لاستعادة ثقتهم"، وفق "بلومبرغ".وتزامنت الموجة الأخيرة من تفشي الفيروس مع اتفاق "أوبك +" الذي تم إنقاذه، والذي بموجبه ستتم إضافة المزيد من البراميل اعتبارا من أغسطس، مما أدى إلى رياح معاكسة شديدة كبحت ارتفاع الأسعار. لكن من المتوقع استمرار تشديد السوق خلال الفترة المتبقية من عام 2021، مما سيؤدي إلى صعود الأسعار في النهاية.وفي حين ساعد الانتعاش لدى مستهلكي الطاقة الرئيسيين مثل الولايات المتحدة والصين، في استنزاف مخزونات النفط الخام والوقود المتضخمة التي تراكمت خلال الوباء، فإن قطاع الطيران ما زال متخلفاً عن الركب وسط تخمة هائلة في مخزونات وقود الطائرات.وتفرض دول، بما في ذلك تايلند وفيتنام، حظر تجول في المدن لمحاربة زيادة حالات الإصابة بـ "كوفيد 19"، بينما طرح كبار السياسيين في ألمانيا إمكانية فرض قيود صارمة على غير الملقحين. وحذر كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، أنتوني فاوتشي، من أن البلاد تتحرك في "الاتجاه الخاطئ" في مكافحة الموجة الجديدة من الوباء.ويتطلع المستثمرون إلى الاجتماع القادم لمجلس الاحتياطي الاتحادي، وبيانات مخزونات الخام الأميركية المقرر صدورها في وقت لاحق من الأسبوع الحالي، لتحديد اتجاه الأسعار.وتتلقى الأسعار الدعم من قوة الطلب الأميركي وتوقعات بشح الإمدادات، مما سمح للخامين القياسيين بالتعافي من انخفاض 7 في المئة سجلاه الاثنين الماضي، ليحققا أول مكاسب في أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع وذلك في الأسبوع الماضي.ومن المتوقع أن تظل أسواق النفط العالمية في حالة عجز على الرغم من قرار منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها زيادة الإنتاج لبقية العام.