في الصميم: ما دخل الشريعة بكورونا؟
تصريح منظمة الصحة العالمية بأن اللقاحات المضادة لفيروس كورونا حلال يفتح باب التأويلات الدينية المتشددة، ويفتح علينا أبوابا واسعة مستقبلا على أي عقار ينقذ الأفراد أو البشرية لا يتوافق مع أحكام الشريعة، فالخبر على بساطته وعدم أهميته الصحية لا يسترعي الانتباه فقط، لكنه يثير الكثير من التساؤلات.
![طلال عبد الكريم العرب](https://www.aljarida.com/uploads/authors/1002_1667931751.jpg)
هذا الخبر حقيقة ليس له محل من الإعراب، فهو يفتح باب التأويلات الدينية المتشددة، ويفتح علينا أبوابا واسعة مستقبلا على أي عقار ينقذ الأفراد أو البشرية لا يتوافق مع أحكام الشريعة كما سيدعي المتفيقهون، فالخبر على بساطته وعدم أهميته الصحية لا يسترعي الانتباه فقط، ولكنه يثير الكثير من التساؤلات، فما دخل منظمة الصحة العالمية في الأمور الشرعية والدينية، ولماذا صيغ بطريقة تبرئ اللقاح من مكوناته الحيوانية، وهو أمر محير، فلم يحصل أن صدر أي تصريح لتلك المنظمة حول أي من اللقاحات لا قديما ولا حديثا يدور حول ما إذا كان يتوافق مع الشريعة أم لا.الضرورات تبيح المحظورات، إنها رخصة ربانية أكدها الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة بعد أن ذكر محرمات الطعام من الميتة والدم ولحم الخنزير، فقال جل وعلا: «إنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ»، ومن هذه الآيات وأمثالها قرر فقهاء الإسلام مبدأ مهما وهو: «أن الضرورات تبيح المحظورات».