أحد نماذج حكام الكويت
في 29 مايو عام 1892 توفي الشيخ عبدالله الثاني، فقام آل الصباح، ووجهاء الكويت، وجموع الشعب بمبايعة نائبه الشيخ محمد بن صباح الصباح، كحاكمٍ سادس لإمارة الكويت... وباركه الصدر التركي الأعظم، وكذلك وصلت السفينة الحربية البريطانية التي قدّم قائدها التهاني، كما قام حكام المناطق المجاورة للكويت بتقديم تهانيهم.***• ولم يكن في ذلك الوقت قصرٌ محدد للحاكم، إذ درج الشيوخ على الجلوس في مكانٍ قريب من منطقة السوق الذي كان يمثّل قلب الحياة التجارية، وتحديداً في المناخ، وهو المكان الذي كانت تُناخ فيه الإبل القادمة من نجد والأحساء والشام والعراق، وغيرها من الأرجاء، حاملةً الغلال والسلع الأخرى للمتاجرة.
***• ومما كتبه لويس بيلي، المقيم البريطاني في الخليج، والذي زار الكويت:"إن الشيخ كان يلتقي يومياً بالقضاة، والتجار، والأعيان لسماع المستجدات من الأخبار، والإشراف على ما تقتضيه أمور تسيير الحياة في البلاد، وكان من عادات شيوخ الكويت تقديم طعام الغداء للغرباء القادمين إليها... وطعام العشاء لكل مَنْ يحضر مجلس الشيخ في المساء".***• وكتب يوسف بن عيسى القناعي في كتابه عام 1946 عن الشيخ محمد الصباح ما يلي:"لا أكون مبالغاً إذا قلت إنه هو الرجل الوحيد في زمنه الذي اتصف بالعفّة والنزاهة، ولم يُذكر عنه في شبابه ولا في كهولته ما يُدنس شرفه، أو يحط من قدره... وقد حُبِّبَ لعموم الكويتيين، حتى صار كما قال الشاعر: كأنك من كل النفوسِ مُركبٌ فأنت إلى كل الأنام حبيبُ***• كما كتب عبدالعزيز الرشيد عن الشيخ محمد:"إنه كان رقيق الطباع، عفيفاً، وقوراً، ميالاً إلى الهدوء... اتفق المؤرخون الكويتيون على أنه كان غير ميالٍ لكسب الشهرة، قنوعاً لا يطمح إلى أكثر مما هو بين يديه".***• وكانت أغلبية قرارات الحُكم في عهد الشيخ محمد الصباح، تُتخذ بصورة تشاورية من خلال مجلس كان يحضرهُ أعيان الكويت، على صورة الطبيعة المتميزة لنظام الحُكم فيها... والطريقة التي كان عليها الشيخ صباح الأول عام 1756، وهي الطريقة التي تختلف عن الإمارات العربية الأخرى المجاورة للكويت. ***هذه لمحات مشرّفة من تاريخ الكويت، الذي سيستمر على هذا النهج العظيم، بإذن الله.