الاحتجاجات تصل إلى طهران وروحاني يتهم «أيادي قذرة»
شيوخ عشائر الأهواز العربية يرفضون دعوة للقاء خامنئي
بعد تمددها خارج محافظة خوزستان «الأهواز» غرب إيران، التي تسكنها أقلية عربية كبيرة لتشمل معظم المحافظات الإيرانية، التي تسكنها قوميات غير فارسية، وصلت «انتفاضة المياه» إلى العاصمة طهران. وبشكل مفاجئ أربك السلطات، تجمّع عدد من المتظاهرين في منطقة «شارع جمهوري» في قلب طهران، ورددوا شعارات أبرزها «لا غزة ولا لبنان، روحي فداء لإيران»، و«الموت للدكتاتور، الموت لخامنئي» و«وحدة الآذري والعربي والفارسي» وساروا بضعة مئات الأمتار بغياب قوات الشرطة.وذكرت وسائل إعلامية محلية، أن المتظاهرين الذين احتشدوا في طهران كانوا مدفوعين بالانقطاع المتكرر للكهرباء، الذي أدى، خلال الأسابيع الأخيرة، إلى إلحاق حالة من الشلل بشكل مؤقت بالكثير من مراكز الأنشطة التجارية في أنحاء البلاد.
وأصاب آخر انقطاع للتيار الكهربائي أمس ممر علاء الدين، حيث يتم بيع الأجهزة الإلكترونية بشكل رئيسي. من جهة أخرى ذكرت وكالة أنباء الطلبة (إسنا)، أن الوضع بدأ يهدأ، في حين نشرت وكالة أنباء «فارس» مقطع فيديو للمظاهرة على «تويتر» ظهر فيه المتظاهرون وهم يهتفون بشعارات تنتقد الحكومة.يأتي ذلك، بينما نقل تلفزيون «إيران إنترناشيونال»، مساء أمس الأول، عن مصدر مطلع، قوله إن «قوات الأمن حاصرت حي الثورة في الأهواز، عاصمة ومركز محافظة خوزستان، من مدخليه الرئيسيين، وتقوم بتفتيش كل من يدخل المنطقة ويخرج منها».وأضاف المصدر، أن «قوات الأمن تطلب من المارة في الحي فتح هواتفهم المحمولة، وتعتقلهم في حال العثور على مقاطعِ فيديو للاحتجاجات».ودخلت احتجاجات خوزستان أسبوعها الثاني، وانتقلت التظاهرات إلى خارج حدود المحافظة، التي تعاني موجة جفاف غير مسبوقة رغم ما تزخر به من ثروة نفطية.وانتشرت على منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لتظاهرات في محافظات أذربيجان الشرقية، وخراسان الشمالية، ولرستان، وأصفهان. كما شارك المئات في تظاهرات في مدينة بوجنورد في محافظة خراسان شمال شرقي إيران.وفشلت محاولات من جانب السلطات لفضّ تظاهرات خوزستان بالقوة.وفي تبريز شمال غربي البلاد، هاجمت قوات الأمن المحتجين تزامناً مع انطلاق حملة احتجاجات واسعة بالمدينة، مما دفع قوات الأمن للتدخل وقمع المتظاهرين.من ناحيته، قال الرئيس حسن روحاني خلال اجتماع حكومي، أمس، إن «الاحتجاج المدني حق أساسي لجميع أفراد الشعب، وعلى المسؤولين الاستماع إلى الاحتجاجات والتواضع، لكن لا شك أن وراء هذه الحوادث أيادٍ قذرة للعدو، وتحريضات من جانب بعض التيارات الداخلية، لكن الحكومة لا تستطيع عدم الاعتراف بحق الشعب في الاحتجاج».
شيوخ العشائر
إلى ذلك، أكد مصدر في مكتب روحاني لـ«الجريدة»، أن نائب رئيس الجمهورية اسحاق جهانغيري، اقترح بعد عودته إلى طهران من محافظة خوزستان «خاوي اليدين»، دعوة شيوخ عشائر المحافظة العربية إلى طهران للقاء المرشد الأعلى علي خامنئي. وأوضح المصدر، أن «المرشد وافق على المقترح وأبدى استعداده لإجراء اللقاء لمناسبة عيد الغدير المصادف غداً، وبالفعل، اتصل محافظ خوزستان بجميع شيوخ العشائر العربية ودعاهم للاجتماع مع خامنئي بحضور الرئيس روحاني والرئيس المنتخب ابراهيم رئيسي، لكن جميعهم رفضوا الدعوة وأعلنوا أنهم لا يرون أي ضرورة من هكذا لقاءات قبل حل أزمة مناطقهم».شرط جديد
وفيما يتعلّق بالملف النووي، قال المبعوث الأميركي الخاص لإيران روبرت مالي، إن «الضغوط الأميركية القصوى، التي أطلقها الرئيس السابق دونالد ترامب ضد إيران فشلت».وأشار مالي إلى أن «الولايات المتحدة مستعدة للعودة إلى الاتفاق النووي في حال التزمت طهران بتعهداتها النووية». وأكد أن ضغوط بلاده على إيران «أضرت بمصالح أميركا على الصعيد العالمي».بدورها، أكدت صحيفة «وول ستريت جورنال»، أن «إيران طالبت الولايات المتحدة أن تكون أي محاولات مستقبلية لواشنطن للانسحاب من الاتفاق النووي مرتبطة بتأييد من الأمم المتحدة».إسرائيل
في السياق نفسه، كشفت صحيفة «ذا تايمز» الإسرائيلية، أمس، أن وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد ووزير الدفاع بيني غانتس ومسؤولين إسرائيليين آخرون، أصدروا أخيراً «تحذيراً غير عادي» للمسؤولين الأميركيين أخيراً، مفاده بأن إيران أقرب من أي وقت مضى إلى امتلاك أسلحة نووية. وقال دبلوماسي رفيع المستوى لقناة «كان»، أمس، «شيء ما يجب أن يحدث في المفاوضات مع إيران. هذا التجاهل لا يمكن أن يكون وقتاً تتقدم فيه إيران بسرعة لتصبح دولة ذات قدرات نووية».ويعمل رئيس الوزراء نفتالي بينيت على تحديد موعد للقاء في واشنطن مع الرئيس جو بايدن الشهر المقبل.