سورية: الحرب تعود إلى درعا وقطع طريق دمشق - عمان
تسارعت التطورات الميدانية في محافظة درعا جنوب سورية، التي تشهد أعنف تصعيد عسكري منذ سنوات، والتي كانت قبل 11 عاماً مهد الأحداث التي أدت إلى انتفاضة شعبية، ما لبثت أن تحولت إلى حرب أهلية شاركت فيها أطراف دولية وإقليمية ولم تهدأ رحاها بعد حتى اليوم. ووصف "المرصد السوري لحقوق الإنسان" الأحداث في درعا أمس بأنها "حرب حقيقية"، متحدثاً عن معارك واشتباكات انطلقت من الريف الشرقي مروراً بالمدينة وصولاً إلى الريف الغربي منها، بين القوات الحكومية ومسلحين محليين كانوا محسوبين على المعارضة من جهة أخرى في محاولة لتخفيف الحصار عن درعا البلد.ووفق المرصد، بدأ الأمر في تصعيد كبير للقوات الحكومية على درعا البلد التي تعرضت للقصف قبل محاولات لاقتحامها تصدى مسلحون لها.
وطبقاً للمرصد، شن المسلحون في وقت لاحق هجمات على نقاط أمنية حكومية في ريف درعا وتمكنوا من السيطرة على نحو 10 منها في ريفي درعا الشرقي والغربي.وأكد المرصد مقتل ثمانية من القوات السورية الحكومية والمسلحين الموالين لها خلال الاشتباكات وثلاثة من المسلحين، إضافة لمدنيين اثنين.وزعم المرصد أن المسلحين تمكنوا من أسر أكثر من 15 عنصراً من الجيش السوري، وصادروا أسلحة وذخائر ودبابة. وأوضح مصدر في "لجان درعا المركزية" التي تضم شيوخ عشائر ووجهاء أن جولة مفاوضات بين الطرفين فشلت بسبب مطالبة الوفد الحكومي بضرورة خروج 15 قيادياً معارضاً من المسلحين من المنطقة.وكانت قوات الجيش السوري فرضت حصاراً على درعا البلد منذ يونيو الماضي على خلفية رفض "اللجان المركزية" في درعا طلبات لقوات النظام بتسليم الأسلحة الفردية ومطلوبين لقوات النظام بتهم أمنيّة.ولفت مصدر في "لجان درعا" إلى أن جميع مناطق محافظة درعا شهدت إضراباً عاماً مفتوحاً وعصياناً مدنياً حتى يفك الحصار عن أحياء درعا البلد.لكن التطور الأبرز تمثل في أنه بعد ساعات من إعلان وزارة الداخلية الأردنية أن التشغيل الكامل لمعبر جابر-نصيب الحدودي مع سورية سيبدأ مطلع الشهر المقبل، نقلت قناة "الجزيرة" القطرية عن مصادر من المعارضة السورية أن مسلحين سوريين معارضين قطعوا طريق دمشق ـ عمان الدولي قرب معبر نصيب الحدودي.في سياق متصل، قال السفير الروسي لدى الولايات المتحدة، أناتولي أنتونوف، إن موسكو وواشنطن تجريان "حواراً بنّاء" على مستوى الخبراء بشأن سورية، مضيفاً أن البلدين يدركان "أهمية الحفاظ على قنوات الاتصال بخصوص الشأن السوري".ويأتي هذا التصريح بعد إعلان أحد كبار مسؤولي إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، أمس الأول، أن 900 جندي أميركي سيبقون في سورية لتقديم الدعم والمشورة لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، في حربها ضد تنظيم "داعش" .وبعد إشارته إلى توصل موسكو وواشنطن إلى "حل وسط" بشأن آلية المساعدة الإنسانية العابرة للحدود في سورية، في مجلس الأمن الدولي الشهر الماضي، قال أنتونوف:"نرى آفاقاً للتعاون بشأن سورية مع إدارة بايدن، في مختلف المجالات، بما في ذلك إعادة الإعمار مع مراعاة التقيّد الصارم بسيادة الدول الشرق أوسطية ووحدة أراضيها".