إن المعاناة التي عاشتها شعوب العالم ونحن من بينها إثر أزمة كورونا المتمددة، وما شهدته من قضايا مختلفة ومتنوعة ومتسارعة على الصعيدين المحلي والخارجي، جعلتنا كمن يقطن في جحر يخشى الخروج منه حتى لا يتلوث بهذا الفيروس الذي طال أمد القضاء عليه، فيظل تجدده تحت مسميات مختلفة، ومع استمرار هذا الداء، لا يزال هناك من يكابر من خلال الاستخفاف بهذا الفيروس الذي أزهق العديد من الأرواح غير مبالين بحياة الآخرين بسبب كسرهم الاشتراطات الصحية وعدم مبالاتهم عبر تجمعاتهم التي تسهم في ارتفاع أعداد المصابين، لأن هؤلاء المتخلفين يتعذرون بالملل والزهق وطول الفترة التي حالت بينهم وبين مناسباتهم التي لا تهدف للفرح بقدر التباهي ببرستيجهم الذي يكشف تخلفهم الذهني.وهؤلاء الذين يتسابقون على كسر القانون للأسف الشديد بينهم من يحملون شهادات علمية ومناصب قيادية وغيرها من المسميات التي تكشف عن حقيقة واحدة أن الفكر الرجعي لن ترفع مكانته الشهادة العلمية أو المسؤولية التي تقع على عاتقه، إنما أدمغتهم الفارغة التي لا تضع بعين الاعتبار خطورة ما سيتسببون به من أحزان ستنتقل لكبار سن لا ذنب لهم سوى أنهم أصيبوا بعدوى تخلف أبنائهم أو أقربائهم، وبالتالي فإن المعاناة تتحول إلى نيران مشتعلة في أروقة المستشفيات التي فاقت طاقتها الاستيعابية القدرات.
والمضحك المبكي أن، في ظل خطورة هذا الوباء، هناك من لا يزال مقتنعا بعدم وجود الفيروس أو مدى خطورة إصابته أو أنه سيكون سببا في حزن الأبرياء في نقل الوباء لهم، والطامة الكبرى بمن يصاب بهذا الفيروس ولا يبلغ أو يحجر نفسه، بل يخرج ويمارس حياته بين الآخرين بحجة أنه غير مصاب بكورونا لأنه شخّص حالته بنفسه، وأنها مجرد أعراض عادية لإنفلونزا وغيرها، وهؤلاء الخبثاء لا نعلم تصنيف مرضهم العقلي وكيفية اصطيادهم واتخاذ أقصى العقوبات بحقهم.إن الوباء لم ينته والتطعيم ليس شرطا للحماية ما لم يتم الالتزام بكل الاشتراطات وأهمها القضاء على التجمعات التي لا تزال مستمرة رغم تحذيرات الأجهزة المختصة التي لم تحاسب أو تعاقب مرتكبيها بقدر استمرار سياسة الترهيب التي هي بعيدة كل البعد عن جدية تنفيذها.على الأجهزة المختصة مسؤولية كبيرة في تطبيق القانون وتفعيل كل الأدوات والسبل للقضاء على الأوبئة البشرية المنتشرة بيننا والتي لا يهدأ لها بال إلا بنشر تخلفهم الذي فاق كورونا.
مقالات - اضافات
شوشرة: المتخلفون والمخالفون
30-07-2021