في البداية، قال الفنان داود حسين بصوت متحشرج يلفه الأسى والحزن إن "الحديث عن الراحلة انتصار الشراح صعب، فهي صديقة عزيزة وزميلة مقربة جداً عملت معها منذ بداياتي الفنية وحققنا النجاح تلو الآخر، واستطعنا الوقوف أمام كبار الفنانين أمثال عبدالحسين عبدالرضا ومحمد جابر وغانم الصالح وحياة الفهد وغيرهم من النجوم الكبار الذين كانوا يتسيدون الساحة الفنية الكويتية والخليجية آنذاك".وأضاف حسين: "لأصدقك القول، صدمة خبر رحيلها بعثرت الكلمات وشتت التفكير، إذ كيف أسترجع عقوداً من الزمن في لحظة؟ كيف لي أن أرثي فنانة كبيرة اشتهرت بانضباطها ودقتها واحترامها لفنها وجمهورها إضافة إلى تقديرها لزملائها الفنانين؟"، مؤكداً أنها "كانت كالنسمة لا تجرح أحداً بل كانت أختاً للكل تسأل عنهم وتتفقد أحوالهم، لذلك كنا نعمل بكل أريحية وأعمالنا تحقق النجاح بسبب الانسجام الكبير بين فريق العمل والتفاهم".
وأكد أن "غيابها سيترك فراغاً كبيراً في الساحة الفنية الخليجية يصعب تعويضه لأنها لم تكن تؤدي شخصياتها بنمطية أو مسار فني واحد بل كانت تجيد كل الأشكال الفنية، فإن أردتها في الكوميديا فهي من أفضل من قدمنها من بنات جيلها، وإن أردتها في أدوار التراجيديا فستبهرك بأدائها، ولا يقتصر الأمر على ذلك، فهي تؤدي كراكترات معينة بحرفية يصعب مجاراتها... ولا يسعنا إلا القول: لله الأمر من قبل ومن بعد، ولله ما أعطى وله ما أخذ، ونبتهل إلى المولى عز وجل أن يرحمها برحمته".
حزن شديد
من جانبه، أعرب الفنان القدير جاسم النبهان عن حزنه الشديد لرحيل الفنانة، داعياً لها بالرحمة والمغفرة والفوز بالجنة.وأضاف أن الراحلة كانت من رائدات المسرح الكويتي، وكانت انطلاقتها الفنية من مسرحية "باي باي لندن" إلى جانب الفنانة القديرة الراحلة مريم الغضبان، كما أشار إلى حضورها كممثلة كوميدية بارزة منذ أن انطلقت في مشوارها المسرحي على خشبة المسرح الشعبي، الذي قدمت معه أعمالا مهمة.وأكد النبهان تأثره برحيل عدد كبير من الفنانين المميزين في الفترة الأخيرة في أعقاب جائحة "كورونا"، راجيا المولى أن يذهب هذه الغمة عن العالم أجمع.وأضاف: "رغم أن الفقيدة عانت منذ العام الماضي آثار ومضاعفات عملية جراحية بالأمعاء، فإنها رحلت إلى جانب أكثر من فنان آخر التهمهم الوباء، ويوميا نفقد أعزاءنا وأحباءنا خارج الوسط الفني وداخله، ولا يسعنا إلا أن نطلب من الله رفع هذه الغمة، وأن يسكن أختنا الطيبة انتصار الشراح جناته".أفضل المسرحيات
بدوره، قال الفنان عبدالرحمن العقل في تصريح لـ"الجريدة": فقدت أختاً عزيزة، ولي معها عشرة عمر، فقد عشت معها أحلى أيام مسرحياتي، فقدمنا مع مجموعة أخرى من الزملاء أفضل المسرحيات".وعن المجالات التي عمل فيها مع الراحلة، قال: "عملت معي انتصار الشراح، فهي فنانة أصيلة ومخلصة في كل شيء سواء في تمثيلها وأدائها في التلفزيون، والمسرح، والإذاعة، وهي شخصية لا تتكرر في الوطن العربي كله، لا في الخليج والكويت. الله يصبرنا على فراقها".وتابع: "لي ذكريات جميلة على خشبة المسرح معها، فهي فنانة صديقة الكل، وأعمالنا كانت تحقق نجاحاً كبيراً".من جانبها، قالت الفنانة البحرينية، زهرة عرفات، إن رحيل الفنانة انتصار الشراح خسارة كبيرة للمشهد الفني في الكويت والخليج، لأنها فنانة تجيد حرفتها بدقة متناهية، والكل يشهد بموهبتها، وكان لي ذكريات جميلة معها، إذ كانت بداياتي في حقبة التسعينيات من القرن الماضي، التقيت بفنانة كبيرة ونجمة مسرحية من الصعب مجاراتها واستفدت منها الكثير آنذاك.وتابعت: "لا نملك في هذه اللحظات إلا الدعاء لها فقد غادرت دنيانا وذهب إلى رب رحيم، ونسأل البارئ أن يلهم ذويها الصبر والسلوان، ويرحمها برحمته الواسعة".فراق مؤلم
وفي السياق ذاته، قال الفنان القدير أحمد مساعد، إنه زامل الفنانة الراحلة في بداياتها، إذ جمعتهما أعمالا إذاعية ومسرحية عدة وكانت نعم الإنسانة والزميلة. وسأل مساعد المولى عز وجل أن يسكنها فسيح جناته، وأن يلهم أهلها الصبر والسلوان على فراقها المؤلم.وأضاف مساعد، أن المسرح والدراما الكويتية لن تنسى أبناءها الطيبين الخيرين الذين أثروا مكتبتها بالأعمال الراقية والخالدة، ومنهم الشراح التي تركت بصمة خاصة بها لم تشابه أي فنان آخر.وأشار إلى أنه لم يلتق الشراح في أعمال فنية بالسنوات الأخيرة، ولكنه تقابل معها مصادفة في "التشيك" قبل عدة سنوات، حيث كانت تخضع لعلاج طبيعي هناك، واطمأن عليها وكان لقاء ودياً يحمل الكثير من الذكريات الطيبة التي لا تنسى.وأكد مساعد أن الشراح قدمت خلال مسيرة فنية طويلة باقة من أجمل الأعمال الفنية، فكانت فنانة مسرح وإذاعة تلفزيون من الدرجة الممتازة، وتفخر الكويت بها حتى بعد رحيلها كفنانة مبدعة.رمز نسائي
أما المخرج مناف عبدال فشعر بالصدمة لرحيل الفنانة الشراح، معبرا عن أسفه الشديد لسماع هذا الخبر الذي خيم بالحزن على الساحة الفنية ومحبيها في الكويت والخليج.وقال عبدال: "فقدت الساحة الفنية رمزا نسائيا وفنيا غاية في الأهمية، فهي فنانة مميزة رائدة ملتزمة فنيا وأخلاقيا وأدبيا، تعلمنا منها الكثير، وستظل باقية فينا رغم الرحيل".وأضاف أن الراحلة كانت بطلة أول أعماله الدرامية وهو مسلسل "2 في الإسعاف" عام 2011، "ويشاء القدر أن تكون بطلة مسلسل (مطر صيف) الذي أخرجته وأنتجته العام الماضي، وليكون هذا المسلسل شاهدا على آخر حضور لها عبر شاشة التلفزيون، لتودع من خلاله جمهورها المحب لها".واستطرد: "أم سالم كانت تعاني بكواليس المسلسل من مضاعفات مرضها، وكانت رغم الإعياء الشديد تحاول الحضور لموقع التصوير ومباشرة عملها، ولكنها كانت متعبة، وظهرت عليها أعراض المرض بقوة، ليكون هذا المسلسل آخر أعمالها الدرامية، إذ دخلت بعدها في مضاعفات خطيرة، حتى رحلت في سن صغيرة، فهي لم تتجاوز الـ 58، ولكنها إرادة الله الذي نسأله أن يرحمها ويغفر لها ويصبرنا على فراقها".وأكد مناف: "لا أستطيع أن أنسى أم سالم، فقد تربينا على اعمالها، ونشاهدها منذ الطفولة، وكان شرفا لي حين التحقت بالعمل الدرامي أن أكون أحد أبنائها وتلامذتها، وكانت حقا فنانة جميلة بعاداتها وتقاليدها وأخلاقها، ولذلك فإن خسارتها هي خسارة ليس لنا نحن أبناءها فقط ولكن للدراما الخليجية أيضا".المشورة والنصح
ومن جيل الشباب الذين حالفهم الحظ بالعمل معها، تحدث الفنان محمد الحملي بأسى بالغ عن فقدانه أما حقيقية له ولجيل كبير من أبناء الوسط الفني الكويتي.وقال الحملي: "أشعر بحزن كبير لفراق الأم الجميلة والطيبة أم سالم، فقد كانت ناصحة ومحفزة لا تبخل علينا بالمشورة ولا النصح ولا الاهتمام، بل كانت تخاف علينا نحن أبناءها بالوسط الفني، ولكن بشعور الأم الحقيقية الحنونة".وشدد على أن فقدان الشراح له أثر بالغ في نفوس كل من عمل معها، لأنها كانت داعمة للجميع، كاشفا أنها شاركته في كتابة وفكرة مسرحية "موجب" منذ أن تم التخطيط لها، وكان من المفترض أن تشارك في العمل، "ولذلك فإنها ملهمة للفكرة وشريك أصيل في نجاح هذا العمل، ولا يمكن إنكار فضلها علينا في العديد من المناسبات".وأوضح أنه استفاد من عمله مع الفنانة الراحلة وتعلم منها الكثير، وكانت آخر أعمالهما معا مسرحية "الكبيرة" قبل 4 سنوات، ومسرحية "سكة سفر" في عام 2016.العنزي ينعى الراحلة
نعى عميد المعهد العالي للفنون المسرحية د. علي العنزي ووكيل المعهد د. حسين الحكم ابنة المعهد وخريجة دفعة 1984-1985، الفنانة انتصار الشراح.وأضاف العنزي، أن الراحلة كانت كتلة من الإبداع المبهج، ولها ألق اكتنزته خلف سنوات من الأداء الكوميدي الراقي، مما حقق لها شهرة ومكانة عبرت حدود وطنها الكويت نحو الخليج والوطن العربي، مثنياً على المشوار الفني للراحلة الذي صنع لها جمهورها الخاص في كل قطر من أقطار الوطن العربي".وقال "خاضت انتصار الشراح كل بحور التمثيل، لذا فجاءت أعمالها متنوعة وتاريخها حافل"، وأكمل العنزي قائلاً: "تتلمذت انتصار على يد الكبار وفي مدرسة العمالقة، وتحديداً عملاق المسرح العربي عبدالحسين عبدالرضا، وشكلت ثنائياً فنياً رائعاً مع داوود حسين، أسر الجمهور الخليجي".وتابع:":انتصار مكانة كبيرة بعد أن خلفا الرائدات الكبيرات ليس فقط في مجال المضمون، ولكن في مجال الحرفة الفنية وتنوع الأدوار والرسالة"، وأشاد العنزي بمناقب الفقيدة، وأخلاقها العالية، وقيمتها الفنية التي تنتسب إليها، حيث كانت جادة في مهمتها الفنية الرامية لتشكيل وعي الجمهور الكويتي والخليجي، والترويح عن نفسه بأعمال راقيه".«الإعلام»: إحدى رائدات الفن الكويتي
نعت وزارة الإعلام الفنانة القديرة انتصار الشراح إحدى رائدات الفن الكويتي في المسرح والدراما والبرامج التلفزيونية. ونقلت المتحدثة الرسمية للوزارة أنوار مراد، في بيان، تعازي ومواساة وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري لأسرة الفقيدة والأسرة الفنية الكويتية والخليجية والعربية، مضيفة أن الفن الكويتي فقد برحيلها فنانة قدمت فنا راقيا لمجتمعها.وقالت مراد إن "الراحلة منذ بدايتها في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي قدمت العديد من المسرحيات الخالدة بداية من مسرحية (باي باي لندن) مع الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا، لتستكمل مسيرتها المميزة بتقديم مسرحيات مميزة منها (البمبرة) و(أرض وقرض) و(انتخبوا أم علي) و(الكرة مدورة) و(لولاكي) وغيرها من الأعمال".وذكرت أن "الشراح رحمها الله وضعت بصمة واضحة في الدراما التلفزيونية، إذ قدمت أعمالا مميزة ظلت عالقة بأذهان الناس مثل مسلسلات (خرج ولم يعد) و(خذ وخل) و(قاصد خير) إضافة إلى العشرات من الأعمال التلفزيونية والإذاعية"، مشيرة إلى أنها شكلت علامة فارقة في البرامج التلفزيونية المنوعة والكوميدية التي كانت تعرض في مواسم شهر رمضان المبارك برفقة نجوم الكوميديا الكويتية، والتي لاقت متابعة واسعة من المشاهدين مثل برامج (فضائيات) و(سينمائيات) و(مسرحيات) وغيرها من البرامج الناجحة.ولفتت مراد إلى أن الفنانة الشراح كانت تتمتع بأخلاق عالية وسمعة طيبة طوال مسيرتها الفنية الحافلة، مما كان له أطيب الأثر في نفوس من زاملوها وعاصروها في العمل الفني، سائلة المولى عز وجل أن يتغمدها بواسع رحمته وعظيم رضوانه، وأن يلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان.خبر وفاتها أشعل مواقع التواصل
نعى الكثير من الفنانين في الكويت وخارجها، الراحلة عبر مواقع التواصل، إذ قال الفنان عبدالله الرويشد: "الله يرحمك ويغفر لك يا أم سالم، الفنانة الحبيبة العزيزة على قلوبنا انتصار الشراح، إنا لله وإنا اليه راجعون".بدوره، قال الفنان عبدالعزيز المسلم: "نسأل الله أن يرحم الفنانة الشراح، وأن يعفو عنها ويغفر لها وأن يثبتها عند السؤال، وأن يوسع مدخلها ويكرم نزلها، ويجعل قبرها روضة من رياض الجنة، بإذن الله تعالى. إنا لله وإنا إليه راجعون".نجمة قديرة
وفي السياق ذاته، قالت الفنانة البحرينية شيماء سبت: "رحم الله النجمة القديرة انتصار الشراح رحمة ومغفرة واسعة، وأن يعفو عنها، وأن يجعل الجنة دارها ومستقرها… ويلهم أهلها وذويها ومحبيها الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون".القلب الطيب
من جهته، وضع الفنان ميثم بدر صورا تجمعه مع الراحلة، وكتب في حسابه على انستغرام: "رحم الله من رسمت البسمة على شفاهنا، صاحبة القلب الطيب، إنا لله وإنا إليه راجعون". أما الفنانة زهرة الخرجي فكتبت: "البقاء لله وحده سبحانه، الله يعطي أهلك وعيالك ومحبيك الصبر والسلوان الله يمسح على قلوبهم، إنا لله وإنا إليه راجعون يا رفيقة الدرب ربي يصبرني".كبيرة الكوميديا
كما استذكر الفنان حسن البلام زميلته فقال:"الله يرحمك برحمته يارب، الله يرحمك يا أم سالم يا الغالية، الله يرحمك... اللهم لا اعتراض"، في حين كتبت هيا الشعيبي: "يا كبيرة الكوميديا، يا أم سالم، قلبي وحبيبتي، الله يرحمك".