«التعليم أولاً» و«متضامنون»: لا للتراجع عن افتتاح المدارس

• موضي الحمود: المشهد التعليمي ضبابي... ودول كثيرة أعلنت خطط العودة عدا الكويت
• «وزير الصحة أكد فتحها بعد تحصين 60% من السكان وتجاوزنا هذه النسبة»

نشر في 02-08-2021
آخر تحديث 02-08-2021 | 00:03
المتحدثون في الحلقة النقاشية أمس (تصوير ميلاد غالي)
المتحدثون في الحلقة النقاشية أمس (تصوير ميلاد غالي)
في حلقة نقاشية تحت عنوان «لا تراجع عن افتتاح المدارس»، نظمها تجمعا «التعليم أولاً»، و«متضامنون من أجل إصلاح التعليم» بفندق «رادسون بلو» أمس، شدد المشاركون على أهمية المضي قدماً في قرار إعادة افتتاح المدارس، وفق الاشتراطات الصحية، لضمان وقف تدهور التعليم، ومنع التأثير السلبي الكبير لجائحة «كورونا» على مستوى الطلبة وصحتهم النفسية، فضلاً عما أفرزته من تراجع كبير في مستوياتهم الفعلية.

وقالت وزيرة التربية وزيرة التعليم العالي السابقة د. موضي الحمود، إن المشهد التعليمي يسوده الكثير من الضبابية، فضلاً عن أمور كثيرة لم يتم بتها حتى الآن رغم قرب موعد بدء العام الدراسي الجديد، منوهة إلى أنه ليس هناك إلى الآن خطة معلنة ملزمة لكل الأطراف، سواء في القطاع الحكومي أو الخاص.

وأضافت الحمود، خلال الحلقة: «ليس هناك أي وضوح في الإجراءات المطلوبة بالنسبة للمدارس، ونحتاج إلى الكثير من الإيضاحات من قبل المسؤولين، فالجائحة ضربت قطاع التعليم بشكل كبير، وتسببت في توقفه، حتى تأثر نصف طلاب العالم بسبب الإغلاقات التي حصلت، مما سبب انحداراً في مستوى التحصيل لأكثر من 100 مليون طفل إلى ما دون الحد الأدني في كفاءة القراءة والكتابة».

وأوضحت أن هؤلاء الأطفال افتقدوا أكثر من ذلك إلى مهارات حياتية واجتماعية، حيث ظل معظمهم ملتصقاً بالأجهزة الإلكترونية لما يقارب السنتين، وافتقدوا تأثير المعلمين والزملاء في المدرسة، «ولكم أن تتخيلوا الوضع النفسي للطفل في هذه المرحلة».

وأشارت الحمود إلى أن آخر دراسة نشرة لـ «اليونيسكو» ذكرت أن 134 دولة حول العالم أغلقت مدارسها في مايو 2020، والكويت كانت من بين هذه الدول، وحاولت كثير من الدولة ترتيب أمورها، حيث رجع بعضها إلى فتح المدارس في نوفمبر من نفس العام، إما بالتعليم المدمج أو الكامل، وبقيت 27 دولة مغلقة ومنها الكويت، مضيفة: «في يوليو 2021 أعلنت معظم الدول خططها التعليمية، واستقبلت دول أخرى طلابها، وبقيت 8 دول فقط في العالم مغلقة مدارسها، وكانت الكويت أيضا منها».

وذكرت أنه «يجب علينا أن نلاحظ تطور الخريطة التعليمية في العالم، فهناك تغيرات بحسب الحالة الوبائية، فيما نحن على ما نحن عليه منذ بداية الأزمة، وجميع الدول أعلنت خطط العودة، أما نحن فلانزال لا نعرف الخطة»، منوهة إلى أن دولا كثيرة منها دول الخليج أعلنت خطط العودة إلى المدارس والتي سيعود بعضها في 29 أغسطس في حين البقية تعود في بداية سبتمبر، وبقية بعض الدول ومنها الكويت لم تعلن خطة واضحة لعودة المدارس.

واستطردت قائلة: نعلم أن هناك نية، لكن في المقابل هناك تردد واضح في اتخاذ القرار، وقد أعلن وزير الصحة أن المدارس ستفتح أبوابها في حال تم تطعيم 60 في المئة من السكان، وهو ما تم بالفعل بحسب الإحصائيات، حيث تعدينا الـ«Target» الذي وضعته وزارة الصحة فلماذا التردد؟

وأشارت إلى أن «الصحة» ماضية في وتيرة متسارعة بعملية التطعيم، وهذا يؤكد أن الوضع الوبائي في طريقه ويتجه إلى الانخفاض، وعلينا البدء في عملية إعلان خطط العودة ووضع التدابير المناسبة لعودة الحياة والمدارس.

وبينت الحمود أن وزير الصحة أكد في تصريح سابق له أن المدارس ستفتح بعد تحصين 60 في المئة من سكان الكويت، والذين تم تطيعمهم حتى الآن تجاوز أكثر من مليونين و700 ألف، أي تجاوزنا الحد الذي أعلنه الوزير، ونحن مازلنا في طور التصورات دون وجود قرار حول مستقبل النظام التعليمي الذي سيتم العام الدراسي القادم.

فئات الأطفال

من جهته، قال ممثل اتحاد المدارس الخاصة محمد الصايغ، «نطلب من الجهات المختصة الاستئناس برأي الجهات التعليمية من وزارة التربية، والمدارس الخاصة، وجمعية المعلمين والجمعيات ذات العلاقة، لكونهم أهل اختصاص، وبالتالي اتخاذ القرارات التي تمس المنظومة التعليمية بشكل صحيح وأكثر واقعية، مؤكدا أن المدارس الخاصة جاهزة، ولديها القدرة على عودة الطلاب.

بدوره، قال ممثل جمعية المعلمين حمد الهولي، إن الجمعية تقدمت بعدة مبادرات وخطط للمساهمة في معالجة الوضع التعليمي في البلاد، مشيرا إلى أن رؤية الجمعية تتركز على أهمية العودة التدريجية للمدارس، وفق نسب محددة، على أن تزيد هذه النسبة بشكل شهري.

وذكر أن عودة الطلاب إلى مقاعدهم الدراسية أمر مهم، وعلى المسؤولين البدء في اعلان خطط العودة، مع التأكيد على الاشتراطات الصحية ومعالجة ما فقده الطلاب اثناء الجائحة من مهارات وتحصيل علمي.

من جهتها، قالت رئيسة جمعية «كالد» آمال الساير، إن الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة أكثر فئة عانت أثناء الجائحة، حيث إن إغلاق المدارس، التي تهتم بهذه الفئة، ساهم في سوء أوضاعهم وتعرضهم لمشاكل أكبر، مطالبة الجهات المختصة بأن يتم النظر إلى طلاب ذوي الاحتياجات الخاصة وإعطائهم جانبا من الاهتمام عند اتخاذ القرارات.

موضي للمضف: أستحلفك بالله افتح المدارس

وجهت الوزيرة السابقة، د. موضي الحمود، رسالة إلى وزير التربية د. علي المضف قائلة: أستحلفك بالله يا وزير التربية أن تمضي قدما في قرار إعادة فتح المدارس وعدم التراجع عنه، كما أستحلف وزير الصحة الشيخ د. باسل الصباح بدعم قرار عودة الدراسة.

مطالب المنظمين

طالب المنظمون للحلقة النقاشية بعدم التراجع عن قرار افتتاح المدارس، مؤكدين أن لكل مدرسة سواء كانت عامة أو خاصة أو عربية أو أجنبية أهلية أو نموذجية حرية تامة في اختيار نوع التعليم وعملية التشغيل بالطريقة التي تراها مناسبة بناء على إمكاناتها لتحقيق الاشتراطات الصحية بما يتماشى مع كثافتها الطلابية وأعداد طواقمها التعليمية والإدارية.

وشدد المنظمون على ضرورة حسم قرار افتتاح المدارس ومناقشة تعويض الفاقد التعليمي الذي نتج عن إغلاق المدارس مدة عامين في الكويت بسبب جائحة كورونا، لاسيما أن 95 دولة فتحت مدارسها منذ بداية الجائحة، لافتين إلى أنه لا يمكن تبرير إغلاق المدارس بالكويت للسنة الدراسية الثالثة.

وذكروا أن الأدلة أوضحت منذ بداية الوباء أن «كوفيد 19» لا يشكل خطراً كبيراً على الأطفال، وأن المدارس ليست مصدر انتشاء الوباء، لافتين إلى أن هنالك أدلة مبنية على تجارب فعلية بأن اتباع الاشتراطات الصحية يقلل من المخاطر التي يتعرض لها الطلبة والمعلمون وأسرهم، وأن إعادة المدارس لا يعتمد على التطعيم «بل يجب علينا التعايش مع الوضع الطبيعي الجديد».

فهد الرمضان

لا بد من الاستماع لرأي الجهات التعليمية لاتخاذ القرار الصحيح الصايغ

أكثر فئة عانت أثناء «كورونا» طلبة ذوي الاحتياجات الخاصة آمال الساير

«المعلمين» قدمت عدة مبادرات للمساهمة في معالجة التعليم الهولي
back to top