وسط إجراءات صحية مشددة وفرحة العائدين إلى الكويت، استقبل المطار أولى طلائع رحلات الوافدين المطعمين العائدين إلى الكويت، عبر قدوم 48 رحلة طيران من الدول المسموح بدخولها إلى البلاد.وعمّ الهدوء والتنظيم على مطار الكويت في اليوم الأول من تطبيق قرار مجلس الوزراء، وعبّر العديد من الوافدين القادمين عن فرحتهم بالعودة إلى الكويت ولقاء أهاليهم وأقربائهم بالدموع بعد طول انتظار، قائلين إن إجراءات الدخول كانت سهلة ومنظمة، ولم تشهد أي تعقيدات بحسب الشروط التي حددها قرار العودة.
لكن فرحة الوافدين لم تكتمل، إذ كشفت مصادر لـ«الجريدة» أن الدول المصنفة عالية الخطورة، لن يتمكن رعاياهم من دخول البلاد إلا عبر «الترانزيت» في دول أخرى بشرط التطعيم بجرعتين، والمكوث في دولة الترانزيت مدة 14 يوماً، مؤكدة أن أبرز الدول التي تكثر بها العمالة هي مصر والهند وبنغلادش ونيبال وسيرلانكا وباكستان. وبينت المصادر أن هناك مجموعة من شركات الطيران تعمل على تقديم طلبات لفتح الطيران المباشرة مع عدد من الدول، مشيرة إلى أنه ستتم دراسة الطلبات المقدمة ورفعها لمجلس الوزراء خلال الشهر الحالي. وتفقد وزير الداخلية وزير الدفاع بالإنابة الشيخ ثامر العلي، ووزير الصحة د.باسل الصباح، ورئيس الإدارة العامة للطيران المدني الشيخ عبدالله العلي برفقة عدد من المسؤولين في الطيران المدني، الإجراءات الصحية في مطار الكويت الدولي وذلك مع بدء العمل بقرار مجلس الوزراء بشأن السماح باستقبال غير الكويتيين.وأكد المدير العام للادارة العامة للطيران المدني يوسف الفوزان في تصريح صحافي استعداد وجاهزية مطار الكويت الدولي والعاملين لتطبيق إجراءات السفر الجديدة وعودة المسافرين غير الكويتيين إلى البلاد بناء على قرار مجلس الوزراء المعني في هذا الشأن.وأوضح الفوزان أن الطيران المدني وضع خطة عمل للمرحلة القادمة تزامناً مع تعافي قطاع النقل الجوي بالكويت، مشدداً على ضرورة الالتزام وتطبيق الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا الصادرة من وزارة الصحة، مضيفاً أن الطاقة الاستيعابية لمطار الكويت مازالت تبلغ نحو 5 آلاف مسافر يومياً.
أول الرحلات
بدوره، أكد المتحدث الرسمي في الإدارة العامة للطيران المدني سعد العتيبي لـ«الجريدة»، أن المطار استقبل أول الرحلات منذ فجر يوم الأول من اغسطس، بسلاسة وتنظيم عالٍ، حيث شملت قدوم الرحلات الأولى من مطارات هيثرو، وإسطنبول، وبيروت . وأشار العتيبي إلى أنه تم التدقيق على آلية تطبيق قرار مجلس الوزراء، الذي يقضي بالسماح بدخول المقيمين إلى الكويت شرط أخذ الجرعتين، المعتمدة في الكويت، من اللقاحات فايزر وأكسفورد وموديرنا، إضافة إلى لقاح جونسون آند جونسون، لافتاً إلى أن تطبيق الاشتراطات الصحية، وإحكام الرقابة على تطبيق القرار أتت بالتعاون مع وزارة الداخلية والجهات المعنية العاملة في المطار.وأكد العتيبي أن مطار الكويت لن يشغل إلى أي دول محظورة خاصة عالية الخطورة، لاسيما أن قرار مجلس الوزراء أوصى بعدم تشغيل الرحلات لبعض الدول المحظورة منها الهند وسيرلانكا وبنغلاديش إضافة إلى باكستان ونيبال، مؤكداً أن المطار سيستمر في تطبيق قرار منع الرحلات المباشرة مع هذه الدول. لقطات
دموع الفرحبدت السعادة والارتياح على وجه العائدين إلى البلاد وذويهم الذين كانوا بانتظارهم عندما شاهدوهم وهم ينهون كافة الإجراءات التي تسمح لهم بدخول مجدداً، حيث شهدت عودتهم إلى الكويت دموع الفرح. إجراءات أمنية مشددةفرضت الإدارة العامة لأمن المطار إجراءات أمنية مشددة واقتصر حضور المستقبلين على أعداد معينة، ومنعت أي تجمعات داخل وخارج المطار. مركز صحيأنشأت وزارة الصحة مركزاً صحياً متكاملاً للتعامل مع الحالات القادمة من رحلات الطيران لتأمين سلامتهم.48 رحلة قادمة و44 مغادرةبلغ عدد الرحلات القادمة إلى مطار الكويت الدولي في اليوم الأول 48 رحلة، بينما وصل عدد الرحلات المغادرة إلى 44 رحلة، حسب جدول الرحلات الصادر عن الإدارة العامة للطيران المدني. قلة أعداد المسافرينعمت حالة من الهدوء والصمت أرجاء المطار الذي بدا شبه خالٍ نظراً لقلة أعداد المسافرين والقادمين بحسب تعليمات إدارة الطيران الدني تطبيقاً لقرارات مجلس الوزراء.
32 دولة
وقال العتيبي، إن الرحلات المباشرة مازالت تواصل عملها وفق الدول التي تم الإعلان عنها مسبقاً في تعاميم الإدارة العامة للطيران المدني، وهي 32 دولة كرحلات مباشرة، وفي حال وجود طلبات لبعض الخطوط منها الكويتية وطيران الجزيرة لفتح رحلات مباشرة، يتم رفع توصية لمجلس الوزراء بذلك من أجل الاعتماد او عدم القبول. وأوضح العتيبي أنه بالنسبة للمواطنين القادمين من السفر، المطعمين بجرعة واحدة او جرعتين، ومن أصيب في كورونا وتتجاوز اصابته 90 يوماً، سوف يخضع للحجر المنزلي وفي حال رغبته في إنهاء الحجر المنزلي يتم عمل فحص «PCR»، وفي حال ظهرت نتيجة سلبية يتم إنهاء الحجر. وشدد على أن المواطنين الراغبين بالسفر لوجهات عدة عليهم أن يتلقوا جرعتين من اللقاحات المعتمدة، وتستثنى من ذلك ثلاث حالات رئيسية، الحوامل ومن لديه عذر طبي من وزارة الصحة، والفئات العمرية التي أقل من 16 سنة.فرحة بالعودة
وعلى صعيد الوافدين العائدين، أعرب المقيم اللبناني خالد كمبه الذي يعمل مهندساً في القطاع الخاص عن سعادته بالعودة مرة أخرى إلى أرض الكويت، مشيراً إلى انه غادر إلى بيروت قبل إغلاق المطار بشهرين واضطر للبقاء في لبنان حتى سماح السلطات الكويتية بعودة الوافدين العالقين في بلدانه من حملة الإقامة السارية.وعن إجراءات العودة، قال كمبه، إن الإجراءات كانت سلسة وسهلة وأنه كان يتابع كل مايصدر عن الطيران المدني والسلطات الصحية بشأن فتح المطار ايذاناً بعودة الوافدين، وأنه أخذ جرعتين من أحد اللقاحات المعتمدة، وأجرى مسحة PCR قبل الوصول إلى الكويت التي اظهرت نتيجة سلبية.فيما قال الوافد السوري أحمد حريري الذي لم يتمالك نفسه ودموعه حينما شاهد أفراد عائلته ينتظرونه في المطار، لـ«الجريدة»: إنني غير مصدق لهذا المشهد واعتقدت بأن العودة أصبحت شبه مستحيلة في ظل الظروف الصحية التي يمر بها العالم، مضيفاً أنه قدم إلى الكويت عبر مطار بيروت بعد تطبيقه لكل الشروط الصحية التي حددتها الكويت لعودة الوافدين من ضمنها التطعيم بجرعتين معتمدتين.وأضاف حريري، الذي يعمل مهنياً في منطقة الشويخ الصناعية أنه استعد للعودة منذ إعلان السلطات الكويتية قرار فتح المطار مرة أخرى أمام المطعمين الوافدين بعد أن علق في بيروت لمدة 8 أشهر عانى فيها الكثير من المتاعب خصوصاً وأن أفراد عائلته موجودين في الكويت ، مشيداً بسهولة إجراءات الدخول والتي انتهت في بضع دقائق. ومن جانبها قالت المقيمة اللبنانية إيمان الحاج التي رافقت زوجها في رحلة العودة أنها وأفراد أسرتها مقيمون في الكويت منذ أكثر من 30 عاماً وأنها غادرت مضطرة للاطمئنان على ابنتها المقيمة في بيروت، التي أصيبت وزوجها في حادث انفجار مرفأ بيروت لكنها علقت هناك ولم تستطع العودة. وبالنسبة لاسعار التذاكر استغربت الحاج من الأسعار المرتفعة وغير المبررة للتذاكر مشيرة إلى أنها وزوجها دفعا 900 دينار قيمة التذاكر وفحص PCR، مبينة أن كل ذلك هان عندما قابلت أبناءها وأحفادها في المطار.سؤال «صحي» للحكومة؟
كويتي ومصري تلقيا التطعيم داخل الكويت، سافرا معاً ليقضيا الصيف في مصر، أولهما لتغيير الأجواء أو للدراسة، والثاني لزيارة أهله الذين لم يرهم منذ سنتين... وقضى كلاهما غايته، وعند العودة إلى الكويت، تسمح السلطات الصحية للكويتي بالعودة مباشرة، في حين يُفرَض على المصري ترانزيت 14 يوماً في أحد بلاد الله الواسعة... وهذا مثال ينطبق على باقي الجنسيات المحظورة.فهل الفارق بينهما راجع إلى الجنسية أم الجينات أم إلى شيء فضل الله به بعضهم على بعض، وألهم الحكومة معرفته، بينما نحن لا نستطيع إدراكه؟!«ترانزيت المعلمين» وعودة المدارس
مشكلة أخرى ناجمة عن اشتراط «الترانزيت» 14 يوماً، تبرز في مدى الارتباك الذي سيحدث لفئة المعلمين الذين سافروا بعد تلقيهم جرعتي التطعيم في الكويت على أمل العودة المباشرة، ومواعيد حجوزاتهم، وما سينجم عن ذلك من تخلف بعضهم فترات قد تقصر أو تطول، في وقت يقترب موسم عودة المدارس... فكيف ستتصرف وزارة التربية عند تغيبهم، وكيف ستعود الدراسة إلى طبيعتها؟!