الإعفاء من الشنغن
الكويت من أكبر الداعمين للأمن والاقتصاد الأوروبي، وهي من خفف أعباء كثيرة عن الاتحاد الأوروبي من خلال رعاية المؤتمرات الخاصة باللاجئين الذين كانت محطاتهم الأخيرة في الاتحاد، وهي من وفر الأماكن في الأراضي الكويتية لكي تؤسس الجهات الأوروبية مقارها، ومع ذلك لم تحصل على الإعفاء من الشنغن لمواطنيها.
شهدت الأعوام الثلاثة الماضية تصريحات متعددة ومهمة لمسؤولين كبار في وزارة الخارجية تتعلق بالإعفاء من الشنغن، ففي 25/8/2018 ولدى استقبال الكويت وزير الخارجية البولندي ياتسيك تشابوتوفيتش صرح نائب وزير الخارجية السابق خالد الجارالله أن الكويت في طريقها إلى الإعفاء من الشنغن.كذلك فعل لدى اجتماعه بتاريخ 27/10/2018 مع الأمين العام لخدمة العمل الخارجي في الاتحاد الأوروبي هيلغا شميد، والأمر نفسه ينطبق على مساعد وزير الخارجية لشؤون أوروبا السفير وليد الخبيزي الذي صرح مرات عدة لدى اجتماعه مع شخصيات أوروبية مهمة مثل ممثلة الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيرني والعديد من الشخصيات.الدول الأوروبية لم تقصر بالمقابل في إبداء رغبتها بدعم الكويت في هذا الإطار لذلك سمعنا تصريحات من البرلمان الإسباني والسفير الإيطالي لدى الكويت وجهات أخرى في الموضوع ذاته.
كل هذه الاجتماعات والتصريحات ومازال المواطن الكويتي يعاني «البهدلة» من الإجراءات المتشددة التي تتخذها بعض السفارات الأوروبية في الكويت، مع العلم أن مواطني دول الاتحاد الأوروبي يحصلون على (فيزا) الدخول إلى الأراضي الكويتية من مطار الكويت الدولي، وهذا أمر اختبرته شخصيا لكوني في سنوات سابقة كنت المسؤول في إحدى الجهات الحكومية عن إصدار سمات الدخول للأجانب الذين يريدون الحضور لبعض المهام الرسمية في الكويت. وزارة الخارجية تؤكد متابعتها الحثيثة لهذا الأمر، وما هو مؤكد أن الحكومة آخر همها راحة المواطن الكويتي، وأنها لن تزعل كثيراً عندما تراه «يتشحطط» في السفارات أو «يتبهدل» في المطارات الأوروبية، فمهام الوزارة ليست مخصصة للجواز الأزرق بل إن هناك ألواناً أخرى لجوازات أخرى حري بالوزارة أن تتابع شؤونها، وخل يتحلطمون العالم في «توتير» شوي، شنو المشكلة؟المشكله الكبرى أن الكويت من أكبر الداعمين للأمن والاقتصاد الأوروبي، وهي من خفف أعباء كثيرة عن الاتحاد الأوروبي من خلال رعاية المؤتمرات الخاصة باللاجئين الذين كانت محطاتهم الأخيرة في الاتحاد، وهي من وفر الأماكن في الأراضي الكويتية لكي تؤسس الجهات الأوروبية مقارها لدينا، وفي الوقت الذي قدمنا فيه كل الجهد والمال والتسهيلات للدول الأوروبية حصلت دول أخرى في منظومة مجلس التعاون على الإعفاء من الشنغن لمواطنيها.دول تعمل لمصالح كل مواطنيها ودول أخرى تعمل لفئة قليلة من مواطنيها «السوبر».فهل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك.