4 دول تتهم إيران بالوقوف وراء هجوم عمان
لندن وبوخارست تستدعيان سفيريها... وإسرائيل تناور وطهران تتوعد برد قوي على أي مغامرة
انضمت رومانيا إلى الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل في اتهام إيران بالوقوف وراء هجوم استهدف ناقلة مملوكة لرجل أعمال إسرائيلي وهي تبحر بخليج عمان وتسبب في مقتل بريطاني وروماني الخميس الماضي، في حين توعدت طهران بتوجيه رد قوي وسريع على أي مغامرة محتملة ضدها مجددة نفيها المسؤولية عن الاعتداء البحري.
عززت رومانيا اتهام الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل لإيران بشن هجوم "مدروس ومدبر" تعرضت له ناقلة النفط "ميرسر ستريت"، التي تديرها شركة إسرائيلية، خلال إبحارها بخليج عمان، الخميس الماضي، وتسبب في مقتل روماني وبريطاني.وقال بيان للخارجية الرومانية، أمس، إنه "تم استدعاء سفير جمهورية إيران الإسلامية في بوخارست على وجه السرعة في ضوء المعطيات التي قدمها شركاء رومانيا الدوليون بشأن حقيقة أن الهجوم كان متعمداً وبتنسيق من إيران".وطلبت الخارجية "توضيحات من قبل السلطات الإيرانية دون تأخير"، مؤكدة أنها "تحتفظ بالحق في التصرف وفقاً لذلك".
وصعدت لندن خطواتها، واستدعت سفير طهران لديها على خلفية الاعتداء الذي يأتي بعد سلسلة ضربات بحرية متبادلة وصفت بأنها "حرب بحرية خفية" بين إيران وإسرائيل التي تشن ضربات جوية على الفصائل الموالية لطهران في سورية.وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان: "أكد الوزير جيمس كليفرلي مجدداً أنه يتعين على إيران التوقف على الفور عن الأفعال التي تهدد السلام والأمن العالميين وأكد على ضرورة السماح للسفن بالإبحار بحرية وفقاً للقانون الدولي".وجاء ذلك بعد يوم من إدانة وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، الهجوم على ناقلة النفط، وقال إن المملكة المتحدة تعتقد أنه من "المرجح للغاية" أن تكون إيران هي من نفذت الهجوم في المياه الدولية قبالة سواحل سلطنة عمان باستخدام واحدة أو أكثر من الطائرات المسيرة بدون طيار.ومساء أمس الأول، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في بيان حول الهجوم على الناقلة الإسرائيلية: "نحن على ثقة من أن إيران نفذت هذا الهجوم الذي أسفر عن مقتل شخصين بريئين، باستخدام طائرات مسيرة مفخخة، وهي قدرة مميتة تستخدمها بشكل متزايد في جميع أنحاء المنطقة".وأضاف بلينكن: "نحن نعمل مع شركائنا للنظر في خطواتنا التالية والتشاور مع الحكومات داخل المنطقة وخارجها بشأن الرد المناسب، والذي سيكون وشيكا".وتابع: "لا يوجد مبرر لهذا الهجوم الذي يعد نمطاً من الهجمات والسلوك العدواني"، مؤكداً "تهدد هذه الأعمال حرية الملاحة عبر هذا الممر المائي الحيوي والنقل البحري والتجارة الدولية وحياة الأشخاص على السفن العابرة".
اجتماع ومعلومات
في غضون ذلك، ذكرت القناة العامة الإسرائيلية أن واشنطن ولندن تعتزمان دعوة مجلس الأمن الدولي للانعقاد ومناقشة الهجوم الذي استهدف "ميرسر ستريت".وادعت القناة أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية زودت بريطانيا والولايات المتحدة بمعلومات استخبارية تشير إلى مسؤولية إيران على الهجوم الذي تعرضت له الناقلة، الأمر الذي دفع كل من واشنطن ولندن إلى إصدار بيانين منفصلين وجهتا من خلالهما أصابع الاتهام نحو إيران وتوعدتا بـ"رد مناسب".ولفتت القناة إلى أن القيادة السياسية الإسرائيلية لا تزال تناقش "توقيت وماهية الرد الإسرائيلي المتوقع على الهجوم". وأشارت إلى إن السؤال المركزي الذي يواجهه صناع القرار في تل أبيب، هو ما إذا كان الرد الإسرائيلي سيضر بمحاولة إسرائيل استغلال الحادثة في سياق الضغط السياسي على إيران.وشددت على أن "المناقشات الإسرائيلية حول هذا الشأن لا تزال جارية. لذلك، تعتزم إسرائيل مشاركة وتبادل المعلومات الاستخباراتية مع دول المنطقة، من أجل التوصل إلى إدانة واسعة لإيران، بالتوازي مع تكثيف النشاط الدبلوماسي في المحافل الدولية".رد إيراني
وبمواجهة تصاعد الضغوط الغربية، جددت طهران نفيها التورط بالاعتداء وتوعدت بتوجيه رد فوري على أي تهديد يمس أمنها. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، إن "الجمهورية الإسلامية لا تتردد في حماية أمنها ومصالحها القومية وسترد بسرعة وبقوة على أي مغامرة محتملة".وأضاف: "نأسف بشدة للاتهامات الباطلة التي وجهها وزير الخارجية البريطاني ضد إيران، والتي كررها وزير الخارجية الأميركي في نفس السياق وتضمنت اتهامات متناقضة وكاذبة واستفزازية".ولاحقاً، استدعت الخارجية الإيرانية القائم بالأعمال في السفارة البريطانية للاحتجاج على الاتهامات التي لا أساس لها بشأن هجوم "ميرسر ستريت" وحملت لندن المسؤولية عن أي تصعيد.في موازاة ذلك، اتهم نائب الرئيس الإيراني المنتهية ولايته إسحاق جهانجيري إسرائيل بـ"ارسال أشخاص لتفجير ناقلات النفط الإيرانية"، مؤكداً تضرر 12 سفينة.وأد فيينا
ويأتي تضييق الخناق على طهران بشأن الحادث البحري في وقت يسود تشاؤم داخل أروقة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن إمكانية إحياء الاتفاق النووي عبر مسار المفاوضات غير المباشرة مع طهران التي تستضيفها فيينا والمتوقفة حالياً.وأكد محللون سياسيون أن نشر مقطع فيديو لجدال بين المرشد الأعلى علي خامنئي والرئيس الراحل هاشمي رفسنجاني حول المفاوضات مع واشنطن، بشكل متزامن على الموقع الرسمي للمرشد، والإذاعة والتلفزيون، مساء أمس الأول، يشير إلى أن خامنئي يمهد الطريق لإنهاء مفاوضات فيينا التي لم يحدد موعد استئناف جولتها السابعة.وتم بث الفيديو القديم، الذي يظهر خامنئي وهو يضرب الطاولة بينه وبين رفسنجاني خلال رفضه مبررات التفاوض مع واشنطن، عشية اليوم الأخير لحكومة الرئيس المعتدل حسن روحاني، على الموقع الرسمي لخامنئي، والتلفزيون الإيراني.وفي هذا الفيديو، يقول خامنئي، في لقاء سري مع أعضاء مجلس تشخيص مصلحة النظام، لرفسنجاني، رئيس المجلس آنذاك: "أنت وروحاني ذكرتما فوائد المفاوضات فقط، ولم تذكرا الأضرار".وقف تغطية
في سياق آخر، أوقف التلفریون الإيراني الرسمي تغطیة نشاطات الرئيس المنتهي ولايته وامتنع عن بث كلمته الأخيرة أمس، ما دفعه إلى الاحتجاج.وأكد مصدر في التلفزيون لـ"الجريدة" أن أوامر صدرت من المراجع العليا بضرورة وقف التغطية عن روحاني إلا بإذن رسمي من مكتب المرشد".وأشارت معلومات إلى أن الخطوة قد تكون مرتبطة بالخلاف الذي جرى بين خامنئي وروحاني، الخميس الماضي، عندما تأخر الرئيس المنتهي ولايته عن اجتماع خاص مع المرشد أكثر من نصف ساعة وتخلل الاجتماع محطات توتر علنية بين الرجلين.وفي كلمته الأخيرة التي أدلى بها أمس وجه روحاني انتقادات ضمنية للسياسات المتصلبة لخامنئي ورأى أن "زمن التشدد والإفراط قد انتهى"، ودافع عن نهجه خلال توليه السلطة منذ 2013، معتبراً أن "السبيل لإنقاذ البلاد هو التوازن والتعامل البناء بالداخل والخارج".كما أقر لأول مرة بسرقة إسرائيل للأرشيف النووي من طهران ونقله إلى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قبل انسحابه من الاتفاق النووي عام 2018.وفي تطور لافت، أعلنت إسرائيل عن مناورات عسكرية على طول الحدود مع لبنان على مدى يومين بـ"هدف قياس جاهزية الوحدات القتالية".طهران - فرزاد قاسمي
خامنئي يتجه لوأد مفاوضات فيينا ويقيد تغطية التلفزيون الرسمي لأنشطة روحاني