واشنطن ولندن: «طالبان» ترتكب جرائم حرب

كابول مستعدة للسلام مع الحركة بشروط... وتدعو المدنيين لإخلاء لشكركاه

نشر في 04-08-2021
آخر تحديث 04-08-2021 | 00:00
شرطي أفغاني يحمل قاذفة «آر بي جي» في هيرات أمس الأول 	(أ ف ب)
شرطي أفغاني يحمل قاذفة «آر بي جي» في هيرات أمس الأول (أ ف ب)
اتهمت الولايات المتحدة وبريطانيا، حركة «طالبان» بقتل عشرات المدنيين «في عمليات قتل ثأرية يمكن أن ترقى إلى جرائم حرب»، في بلدة سبين بولداك بإقليم قندهار الجنوبي، الواقع على الحدود مع باكستان، وهو اتهام نفاه عضو فريق التفاوض التابع لـ«طالبان» في الدوحة سهيل شاهين، معتبراً أن هذه الاتهامات «تقارير لا أساس لها».

ونشرت السفارة الأميركية بياناً على «تويتر» تتهم فيه «طالبان» بقتل عشرات المدنيين في سبين بولداك، التي تشهد قتالاً عنيفاً. ونشرت أيضاً السفارة البريطانية البيان نفسه في تغريدة.

وقالت السفارة الأميركية إن «أعمال القتل تلك يمكن أن تشكل جرائم حرب، ويجب التحقيق فيها ومحاسبة المسؤولين عنها من مقاتلي وقادة طالبان».

ووصف وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، أمس الأول، التقارير التي تفيد بارتكاب «طالبان» أعمالاً وحشية بأنها «مثيرة للقلق وغير مقبولة على الإطلاق».

وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية نيد برايس إن «طالبان مسؤولة عن معظم أعمال العنف المروعة والوحشية».

وجاءت تغريدتا السفارتين بعد وقت قصير من إحصاء بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان، مقتل 40 مدنياً على الأقل وإصابة 118 آخرين في الساعات الـ24 الأخيرة، خلال المعارك في لاشكركاه، عاصمة ولاية هلمند الجنوبية حيث يقيم 200 ألف نسمة.

وحضّ الجيش الأفغاني، أمس، المدنيين على إخلاء لاشكركاه، تمهيداً لشن هجوم على متمردي «طالبان».

وخاطب الجنرال سامي سادات، القائد العسكري الأعلى رتبة في جنوب البلاد، سكان المدينة في تسجيل صوتي، «نطلب منكم أن تغادروا منازلكم في أسرع وقت. سنواجه» متمردي طالبان «ونقاتلهم بقوة». وأضاف «لن نترك أي عنصر من طالبان على قيد الحياة. يُرجى المغادرة في أسرع وقت ممكن حتى نتمكّن من بدء عمليتنا».

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية، أمس الأول، عن شنّ سلاح الجو الأميركي غارات في لاشكركاه، في وقت تكثّفت وتيرة الغارات الأميركية خلال الأيام الأخيرة في أنحاء البلاد، في محاولة لوقف تقدّم «طالبان».

في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الأفغاني محمد حنيف أتمر، أن حكومته مستعدة للسلام مع «طالبان» وتقاسم السلطة معها، ولكن «بشروط».

وتابع: «ليست لدينا شروط كثيرة، والشرط هو واحد في الحقيقة، وهو أن يتقرر مصير البلاد بالتعبير الحر عن إرادة الشعب، ويجب ألا تمثّل أفغانستان تهديدا على أي بلد آخر، ويجب ألا تكون لدينا أي قوى إرهابية أجنبية».

وأضاف: «حكومتنا مستعدة للقبول بطالبان كأحد مكوناتها، شرط أن تكف عن دعم الإرهاب».

في المقابل، قال الناطق باسم «طالبان» محمد نعيم إن علاقات الحركة مع روسيا والصين قديمة وقوية، وإن هناك تواصلا مستمرا معهما.

وأكد نعيم، خلال مقابلة مع تلفزيون «الشرق»، أن «المجاهدين لن يُشكلوا أي تهديد أو خطر على الدول المجاورة لأفغانستان»، مضيفاً: «نحن نُطمئن الجميع ودول الجوار بأنه لن يأتيهم من قبلنا أي خطر أو مشكلة».

back to top