معاداة السامية.. العرب واليهود سواءٌ في المعاناة
![جيمس زغبي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/222_1682522396.jpg)
فالمصرفي أو التاجر اليهودي البدين المنفر الشكل يجد له مقابلاً معاصراً في شخصيات عربية مفرطة البدانة، وصور الإرهابيين العرب واليهود لا فرق بين الأشخاص فيها إلا في الملابس، وعوملت كلتا الجماعتين بشكل غير رسمي باعتبارهما أغراباً أو أعداء، واُتهمتا بعدم تبني القيم الغربية وارتاب فيهما الغرب واعتبرهما من العناصر التي قد تشارك في مؤامرة.ونظر الغرب إلى الجانبين باعتبارهما من مغتصبي ثروات الغرب، واتهمهما بالشهوانية تجاه النساء واعتبرهما تهديداً للحضارة الغربية، وتم تصوير اليهود باعتبارهم يرتبطون داخلياً بالجشع الرأسمالي، ويرتبطون خارجياً بالعنف والفوضى والشيوعية، وجشع العرب اعتبر مسؤولاً عن تصاعد التضخم في الغرب.ونظر الغرب إلى العرب باعتبارهم العوامل الرئيسة المسؤولة عن الإرهاب الدولي قبل فترة طويلة من هجمات الحادي عشر من سبتمبر ورد الفعل المتعصب ضد المهاجرين العرب في أوروبا، والعنصر المأساوي في الأمر أن الجماعتين اللتين واجهتا بعضهما في الصراع على فلسطين وقعتا ضحية استخدام وإذكاء بعض هذه الصيغ نفسها من الصور النمطية السلبية ضد بعضهما. وفي هذا السياق، لطالما أزعجني أن يستخدم بعض العرب الصور المجازية المتداولة المعادية للسامية في وصف السيطرة اليهودية على الإعلام أو الحكومات أو المصارف، وبالمثل، فمن المزعج للغاية أن تصف المنظمات اليهودية الكبيرة الجالية العربية الأميركية بأنها «خيال من صنع دولارات البترول» لا وجود لها إلا لمهاجمة إسرائيل، أو مشاركة بعض الجماعات في مسعى «التفتيش في الضمائر» لفضح المانحين العرب، في حين من الواضح أنه لا يمكن القيام بالشيء نفسه تجاه اليهود وينبغي أن يكون هكذا. ويتعين ألا يواجه أبداً التعصب بتعصب مقابل، فالعرب- الفلسطينيون، في هذه الحالة- يتعين ألا يضفوا صفة الشر عليهم وتجريدهم من إنسانيتهم أو تحميلهم جماعياً مسؤولية أعمال بعض الحكومات أو الجماعات العربية، وفي المقابل يجب ألا يجري شيطنة اليهود أو تحميلهم جماعياً مسؤولية بعض تصرفات دولة إسرائيل أو بعض المنظمات اليهودية، والكلمة السواء هنا هي أن الجماعتين تواجهان تحديات، والاعتدال أفضل ما يمكننا القيام به لمواجهتهما.* جيمس زغبي رئيس المعهد العربي الأميركي في واشنطن.